في 2021 تم إطلاق عملة رقمية تم الادعاء أنها أول عملة رقمية عربية تحمل اسم "حزم". رافق إطلاق العملة الكثير من الحماس، حيث تغنى مجتمعها بالعرق العربي للعملة. كما تنبأوا بمستقبل باهر لها. لكن تجري الرياح كما لا تشتهي السفن!
رمز مشفر عربي يحمل اسم "HZM" وشعار "الجمل"
في يوليو 2021، أطلق العراقي محمد العرب عملة رقمية مشفرة (أو بالأحرى رمزًا مميزًا) في محافظة الأنبار بالعراق. حيث تم الإعلان أن تلك العملة التي حملت اسم "حزم HZM" هي أول عملة مشفرة عربية.
عندما تم إطلاق العملة العربية كان سعرها عند مستوى 0.0006 دولار. ثم بعد فترة قصيرة من إطلاقها، استفادت HZM من زخم العملات الرقمية في نوفمبر 2021 وسجلت وارتفاعًا قياسيًا في الأسعار إذ وصل سعرها إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في 6 نوفمبر 2021 عند 0.06651 دولار.
الآن وبعد ما يقارب العامين من إطلاقها فقدت عملة "حزم" ما يزيد عن 98 ٪ من قيمة أعلى مستوى لها على الإطلاق. إذ يتم تداولها اليوم، 30 مايو، عند مستوى 0.000672 دولار، وهو سعر يزيد بـ 5 ٪ فقط من أدنى مستوى لها على الإطلاق.
في وصف العملة، قال الفريق المطور لـ "حزم" إن " عملة HZM هي عملة مشفرة لامركزية مبنية على بلوك تشين إيثيريوم (معيار ERC-20). لكن الحقيقة، يقول خبراء العملات المشفرة أن حزم ليست كوين (عملة مشفرة) بل هي توكن (رمز مشفر).
في بدايتها وحسب عقدها الذكي القديم أطلقت "حزم" 100 مليار وحدة من التوكن. لكنها قررت لاحقًا حرق 95.55 مليار والإبقاء على العرض الأقصى عند 4.45 مليار وحدة. مع العلم أن حجم المعروض من عملة "حزم" يبلغ حاليًا 3.93 مليار وحدة. في حين تصل قيمتها السوقية الإجمالية وفقًا للسعر الحالي إلى 2.63 مليون دولار.
في هذا المقال نتطرق إلى الأسباب التي حالت دون نجاح توكن حزم العراقي، ولماذا فقدت العملة أكثر من 96 ٪ من قيمتها منذ يوم إطلاقها؟
حزم لم تستطع استمالة العرب بشعارها وجملها !
على الرغم من أن مؤسس رمز "حزم" ركز كثيرًا في شرح اسم العملة وعرقها ومعنى الجمل في شعارها. إلا أنه فشل في استمالة العرب إلى الجمل العربي وعبارة "الحزم". وسرعان ما انكشفت حقيقة أن "حزم ليست عملة مشفرة بل هي رمز مميز (توكن). إلى جانب ذلك فشل مطورو "حزم" في التسويق والترويج لها.
عملة HZM هي شركة تستخدم بلوك تشين إيثيريوم لتأمين المعاملات وتوفير تجربة تداول أفضل للمستخدمين النهائيين. من خلال فهم كيفية عمل هذه التقنية، يمكن التأكد من أن المشتريات باستخدام بلوك تشين آمنة.
كما أن عملة HZM، مدعومة من قبل “Crypto Souq” وهو سوق تشفير يسمح للأشخاص بالشراء والبيع والإيجار باستخدام عملة حزم. إذ تمنح هذه المنصة المستخدمين القدرة على تبادل القيمة رقميًا من نظير لنظير (“P2P”) بسرعة وأمان وفعالية دون الحاجة إلى استخدام جهات خارجية.
إلى جانب هذا السوق الفريد، تطرح HZM عددًا من الألعاب المحمولة متعددة الأجيال. إذ تدعم العملة العربية بعض الألعاب التي تسمح للمستخدمين اللعب مجانًا والفوز بالعملات المشفرة مثل :
- HZM Basketball
- HZM Carrom
كان من المفترض أن توفر ألعاب HZM Coin طريقة ممتعة وجذابة للمستخدمين لكسب المكافآت. من خلال ممارسة الألعاب، كان يمكن للمستخدمين ربح عملات HZM التي يمكن استخدامها بعد ذلك لشراء العناصر في سوق HZM.
كما كان من المفترض، أيضًا، أن تساعد الألعاب في الترويج لعلامة HZM Coin التجارية وزيادة الوعي بالعملات المشفرة وتوفير خدمة قيمة لمجتمع HZM من خلال تمكين توزيع العملة. لكن النتيجة كانت أن حزم فقدت قيمتها يومًا بعد يوم.
في نهاية عام 2021، نشر محللون في صناعة التشفير تحليلاتهم الفنية للأداء المستقبلي للعملة. حيث قال المحللون أن سعر لرمز المميز سيختبر مستويات لا تقل عن 0.003 دولار في 2022. ثم سيصل إلى مستوى لا يقل عن 0.004 دولار في عام 2023. وبما أن التوقعات قد أخطأت فلا داعي لتفصيل التحليل الفني لمستقبل "حزم".
إذًا، لقد سعى الفريق وراء عملة "حزم" من خلال عدة طرق إلى جذب المزيد من العملاء والمستخدمين للرمز المميز، بدءً من التركيز على الأصل العربي للرمز، والتسويق لثقافة "الجمل، ووصولًا إلى دعم سوق تشفير وإطلاق ألعاب. لكن على الرغم من كل ما سبق، فشلت "حزم" في كسب الزخم واستمر سعرها في الانهيار.
المشاكل الحقيقية التي أعاقت تقدم حزم
إذا أردنا التحدث عن المشاكل الحقيقية التي أعاقت تقدم الرمز المشفر العربي "حزم" فإنها في الحقيقة متعددة. على سبيل المثال فإن أبرز هذه المشاكل هي فشل الفريق المطور فشلًا ذريعًا في تسويق الرمز والترويج له.
في البداية استهدف المطورون المجتمع العربي للاستثمار في عملتهم وذلك بالتركيز على "أول عملة رقمية عربية" و "الحزم" و"الجمل". لكن سرعان ما ضرب أحد خبراء التشفير مجهودات التسويق تلك عرض الحائط حينما كشف أن "حزم" ليست عملة مشفرة كما تم الترويج لها بل هي رمز مشفر.
إلى جانب ذلك، بحث المستثمر العربي في خلفية العملة واستخداماتها دون أن يولي اهتمامًا لاسمها ولا لعرقها. حيث بدا التركيز على اسم العملة وصورة "الجمل عليها" أكثر من استخداماتها طريقة سخيفة للترويج!
هنا، نجد أنه كان ينبغي لفريق "حزم" العمل أكثر لإبراز التقنية التي تقف وراء العملة والمشاريع التي تدعمها لا كونها "أول رمز مشفر عربي!" هذا إلا كانت حقًا تمثل أول رمز مميز عربي!
في العديد من المقالات الترويجية، ركزت "حزم" كثيرًا على كونها تستخدم بلوك تشين إيثيريوم. لا يمكن انكار أن هذا يعتبر ميزة أمان قوية. لكن لا يضمن بلوك تشين إيثيريوم نجاح العملات الرقمية والرموز المشفرة التي تعمل عليه!
وصل سعر عملة HZM اليوم، 30 مايو، إلى 0.00067048 دولار أمريكي. مع حجم تداول يومي قدره 57.53 ألف دولار أمريكي. ويمثل هذا زيادة في الأسعار بنسبة 1.53٪ في آخر 24 ساعة وزيادة في الأسعار بنسبة 0.12٪ في آخر 7 أيام.
خلال العامين الماضيين، تعرض الآلاف من المستثمرين في "حزم" إلى خسائر فادحة في رؤوس أموالهم. فشلت العملة فشلًا ذريعًا وأُهلكت معها الكثير من الأموال. وعلى الرغم من ذلك لا يزال الفريق يخطط للتحمل مثل الجمل الذي يتخذونه شعارًا!
أخيرًا، نختتم بالجزء الأكثر رعبًا للمستثمرين، وهو أن عملة "حزم" غير معتمدة في المكان الذي نشأت فيها ولا تخضع لأي رقابة في العراق. كما أن المركزي العراقي كان قد حذر من شرائها وأكد أنه لن يحمي من يخسر في استثماره بها.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
