منذ ظهور سوق العملات الرقمية في العالم والجميع يترقب نمو هذا السوق المعروف بزياداته الجنونية. فلقد تضعافت القيمة السوقية لهذا السوق على مدار العقد الأخير أكثر من 1000 مرة على الأقل. كما أن الكثير من العملات الرقمية زادت قيمتها بنسب جنونية تتعدى ال10 آلاف ضعف. ولكن هل هناك علاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي؟ هل يتأثر هذا السوق بقرارات الفيدرالي؟ أم أنه الأصل المالي الذي لا يستطيع عملاق الرأس مالية الأمريكية التحكم فيه؟ هيا بنا عرف!
في هذا المقال
1.العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
2.بدأ ظهور علاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
3.تفاقم الأزمة وزيادة الإعتمادية على الفيدرالي الأمريكي
4.النمو الحقيقي لن يحدث إلا عند انتهاء العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
5.استقلال بيتكوين عن النظام المالي التقليدي
6.إيثيريوم والاستقلال عن النظام المالي
7.الخلاصة
العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
كي نعرف ما هو طبيعة العلاقة التي تربط سوق العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي علينا أن نعرف تاريخ كل منهما.
سوق العملات الرقمية
سوق العملات الرقمية هو سوق حديث العهد بدأ في الظهر مع بداية ظهور عملة بيتكوين المشفرة في 2008. ولكن ظل السوق يعاني من التجاهل التام حتى وصلت بيتكوين إلى 100 دولار ثم 1000 دولار في 2013. عند ذلك الحين بدأت المؤسسات المالية والاقتصادية العالمية تتابع هذا السوق الجديد. وبعد ظهور عملة إيثيريوم والتي أحدثت ثورة على تكنولوجيا البلوك تشين إزدهر السوق أكثر. فقد قدمت إيثيريوم فكرة العقود الذكية للعالم التي أحدثت طفرة في عالم الذكاء الإصطناعي. ولهذا السبب توسع السوق وانتشر أكثر وأكثر.
وسرعان ما بدأت القيمة السوقية للسوق تقدر بالمليارات. وفي عام 2021 بدأ السوق في الظهور كأحد أهم وأكبر الأسواق المالية العالمية. ونجح السوق في جذب اهتمام كبار المستثمرين والاقتصاديين بعدما تخطت القيمة السوقية للسوق 3 تريليون دولار.
البنك الفيدرالي الأمريكي
بعد الانهيار الشهير الذي حدث في الولايات المتحدة عام 1907 تأسس البنك الفيدرالي الأمريكي. وهو ما يعادل البنك المركزي للولايات المتحدة. والغرض منه كان السيطرة على الأسواق والبنوك الخاصة المختلفة بهدف حماية المستهلك الأمريكي. ومن أجل هذا كان على الفيدرالي أن يضع سياسات تكبح من أضرار التضخم وتحافظ على النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى هذا كان على الفيدرالي أيضا المحافظة على معدلات البطالة عند نسب معقولة.
وبناء على هذا أصبح هذا البنك هو أكبر وأهم وأقوى مؤسسة في العالم. فلقد أصبح في مقدور هذه المؤسسة أن تجعل بورصات العالم المالية تزدهر أو تنهار بقرار أو اجتماع واحد. وهذا بسبب أن هذه المؤسسة تتخذ قرارات تتعلق بالدولار. وكما نعرف فإن الدولار هو العملة النقدية الإحطياطية لمعظم دول العالم. وبالتالي فإن جميع القرارات المؤثر في الدولار تؤثر أيضا في العالم.
ومن أكثر القرارات التي تؤثر في العالم وفي بورصة العملات الرقمية هي قرار الفائدة على الإقراض والإقتراض. فمن المعروف ان الأسواق العالمية تنمو وتزدهر عن طريق الإستدانة. فعندما تستدين مؤسسة ما من أجل ان تتوسع ينتج عن هذا زيادة في المبيعات والأرباح. ومن هذه الأرباح يتم تسديد الديون وتحقيق الربح.
وهذا قد أدى إلى نمو وإزدهار الأسواق وقت خفض الفائدة ثم إنهيارها وقت إرتفاعها. وقد داوم الفيدرالي دائما على التحكم في التضخم وحجم الديون عن طريق تثبيت الفائدة في أوقات ورفعها في أوقات. فقد وصلت الفائدة في أحد الأوقات على الاستدانة حتى 20% في الولايات المتحدة في نهاية القرن الماضي في عام 1980. وقد تم وصول الفائدة إلى صفر وتثبيتها عند معدلات منخفضة أيضا نتيجة لأزمة 2008 المالية.
بدأ ظهور علاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
لقد كان الغرض من نشأة البيتكوين والعملات الرقمية هو محاربة النظام المالي التقليدي واستبداله. فلم يكن الغرض أبدا هو أن تصبح العملات الرقمية جزء من هذه المنظومة المالية. ولكن بسبب نجاح بيتكوين الساحق سرعان ما شدت انتباه المستثمرين والرأس ماليين في وول سترييت والولايات المتحدة. ونتج عن هذا أن أصبحت الكثير من المؤسسات والهيئات الكبيرة مستثمرة في العملة الرقمية. وهنا بدأت العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي في الظهور.
وقد تم تطوير البلوك تشين أيضا وتمويلها عن طريق كبار رؤوس الأموال الاستثمارية. ونتج عن هذا ظهور محاولات كثيرة ما بين التوفيق بين التمويل اللامركزي والنظام المالي التقليدي. ونتيجة لهذا أصبحت العملات الرقمية جزء من النظام المالي. وخصوصا بعد 2013 عندما بدأ العالم يأخذ هذا السوق محمل الجد. وبما ان نفس المستثمرين في الأسواق التقليدية هم أغلبية المستثمرين في العملات الرقمية فهذا يعني تأثر هذا السوق بالعوامل التي تؤثر على الأسواق التقليدية.
وقد نتج عن هذا إعتمادية سوق العملات الرقمية على إنخفاض الفائدة من أجل الإزدهار والنمو. وهذا بسبب إعتبار الكثير من المستثمرين لهذه الأصول المالية على أنها شديدة الخطورة. وبالتالي فإن الإستثمار فيها يكون وقت إنخفاض الفائدة وارتفاع السيولة في الأسواق.
أما وقت الأزمات وارتفاع الفائدة فيتم اللجوء إلى الأصول المالية الأكثر استقرارا وآمانا. ومن هذه الأصول الذهب والسندات المالية الحكومية والأسواق العقارية.
تفاقم الأزمة وزيادة الإعتمادية على الفيدرالي الأمريكي
فشل سوق العملات الرقمية في الانفصال عن الاسواق التقليدية والنمو بعيدا عنه. وقد نتج عن هذا زيادة اعتمادية هذا السوق على انخفاض الفائدة أكثر من غيرمن الاسواق. ونتيجة لهذه الاعتمادية الشديدة فقد زاد السوق بطريقة جنونية في عام 2021 نتيجة لانخفاض الفائدة. ولكن آتى مع هذا النمو العديد من الديون الورافعات المالية شديدة الخطورة والارتفاع. وقد ترتب عن هذا انه عندما عاود الفيدرالي رفع الفائدة مرة أخرى انهارت الكثير من المشاريع والمؤسسات الاستثمارية في هذا السوق.
وهذا بسبب أنه اتضح ان تلك المشاريع والمؤسسات كانت غارقة في الديون وعمليات تداول الرافعة المالية الخاسرة. وهذا بالإضافة إلى زيادة الفائدة على تلك الديون ترتب عليه اعلان الكثير من المؤسسات والمشاريع عن افلاسها. وهنا بدأت الأزمة في التفاقم وللأسف بدأت أزمة الديون تضرب سوق العملات الرقمية بقوة.
فمنذ مايو 2022 وحتى نوفبمر 2022 عانى السوق من كوارث متتالية أدت إلى فقدان معظم العملات لأكثر من 90% من قيمتها. وقد ترتب على هذا حدوث هبوط في القيمة السوقية للسوق تحت تريليون دولار. حاليا يعاني سوق العملات الرقمية من انتعاشة ولكن إذا ظل اقتران هذا السوق بانخفاض الفائدة فلن يكون جيدا. لأن هذا يعني أن هذا السوق قد أصبح جزء لا يتجزأ من النظام التقليدي. ولهذا فإن العلاقة بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي أصبحت علاقة وطيدة.
النمو الحقيقي لن يحدث إلا عند انتهاء العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي
طالما بقى سوق العملات الرقمية في اعتمادية على انخفاض الفائدة على الاقتراض لن يحدث نمو حقيقي. ولكن لماذا؟ ان الاعتمادية على الديون في التوسع شيء جيد بالتأكيد. ولكنها وحدها غير كافية لتحقيق اي نمو حقيقي. فلابد من وجود أرباح وضغط شراء على أي منتج تنتجه أو تقدمه من أجل ظهور نمو حقيقي. وهذه هي المشكلة التي تعاني منها معظم المشاريع المشفرة حتى الآن.
فلا يوجد حتى الآن أي منتج حقيقي تقدمه معظم هذه المشاريع للعامة. وبالتالي لا يوجد أرباح يحدث منها نمو. وهذا يعني أن النمو قائم بالاساس على التخمين على مدى أهمية هذه المنتجات والمشاريع في المستقبل وليس الآن. وهذا هو السبب في شدة العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي. فكلما قلت الفائدة كلما كانت هناك سيولة أكثر يمكن المراهنة بها على فائدة هذه المشاريع المستقبلية. وبالتالي هذا يضخم المكاسب ولكن أيضا الخسائر.
ولن يبدأ النمو الحقيقي للسوق إلا عندما تتوقف اعتمادية العملات الرقمية على الإقتراض والتمويل كوسيلة أساسية للتوسع والنمو.
وجود مكاسب أيضا سيرفع سوق العملات الرقمية من خانة الاستثمارات عالية المخاطر. وهذا لأنه هناك أرباح عائدة من وراء تلك الاستثمارات في هيئة منتجات وخدمات يتم بيعها للناس. وهذا هو أكبر هدف يجب التركيز عليه حاليا. فإذا حدث هذا لن تكون العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي قوية كما هي الآن.
استقلال بيتكوين عن النظام المالي التقليدي
نتيجة لانهيار قيمة العملات النقدية في جميع أنحاء العالم أصبح هناك روايات عن استقلال بيتكوين عن النظام المالي. والمقصود هنا هو أن العملة الرقمية لازلت في مرحلة النمو. ولكن قريبا قد تكون قوية بما فيه الكافية حتى تستقل تماما عن الأسواق المالية التقليدية. وقد إنتشرت روايات كثيرة مؤخرا عن إمكانية استخدام بيتكوين كعملة احطياطية للعالم بدل من الدولار. وإذا صح هذا فإن شراء البنوك المركزية لها سوف يزيد من قيمتها جدا ويجعل قيمتها السوقية ضخمة. وهذا النمو قد يؤدي إلى إستقلال بيتكوين إلى حد كبير عن الفيدرالي الامريكي وقرارته.
ولكن هذا قد يكون غير واقعي حتى تسقط هيمنة الدولار عالميا. فحتى الذهب لا يستقل عن الفيدرالي الأمريكي ويتأثر بالسل عندما ترتفع الفائدة. وهذا يعني أنه طالما لا يقدم سوق العملات الرقمية حلول بديلة واقعية وعملية للدولار فسيظل الارتباط ما بين سوق العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي موجود.
إيثيريوم والاستقلال عن النظام المالي
هناك رواية أخرى قد تضعف أيضا من العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي. وهذه الرواية هي قوة شبكة إيثيريوم وسعيها للاستقلال عن النظام المالي. ولكن هذا مشترط بمدى نجاح الشبكة في جذب المطورين والمبرمجين من أجل بناء وتطوير تطبيقات لامركزية. وأيضا مرتبط بشدة بقوة وكفاءة العقود الذكية التي يتم تطويرها على الشبكة. كما انه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصنطاعي في تطوير كفاءة العقود الذكية حتى تتمكن من التكيف. وإذا نجح هذا في الحدوث فقد تصبح شبكة إيثيريوم شبيهة بالإنترنت في التسعينات. وهذا بسبب قوة وكفاء النظام البيئي الحالي على إيثيريوم.
ومع إنتشار مشاريع الطبقة الثانية على النظام البيئي الخاص بإيثيريوم فإن هذا قد يحفز أكثر على نمو الشبكة. وخصوصا مع تحولها إلى آلية إثبات الحصص فحاليا إستهلاك الطاقة ليس كبيرا على الشبكة. كما أنها صديقة للبيئة نظرا لقلة الانبعاثات الكاربونية بعد التحويل من نظام إثبات العمل. وكل هذه التغيرات قد تؤدي إلى جذب الإستثمار ورأس المال إلى شبكة إيثيريوم. وإذا نجحت الشبكة في تحويل هذه الإستثمارات إلى خدمات ومنتجات تخدم الناس فبلا شك ستستقل عن النظام المالي التقليدي. وسيؤدي هذا إلى شهرة التمويل اللامركزي حول العالم. مما سيقلل من قوة العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي.
الخلاصة
العلاقة ما بين العملات الرقمية والفيدرالي الأمريكي ستظل قوية طالما ظلت الهيمنة الدولارية موجودة. فهذه الهيمنة هي ما تجعل لقرارات الفيدرالي قيمة عالمية وتأثير أيضا. ولكن من المهم أن يتخلص سوق العملات من هذه الهيمنة وهذه العلاقة وأن لا يستبدلها بأخرى. وهذا لن يحدث إلا عندما تبدأ مشاريع العملات الرقمية في حل مشاكل حقيقية وتقدم خدمات للناس. وعندما تبدأ الأرباح في توليد نمو حقيقي سينفصل عالم البلوك تشين عن النظام المالي التقليدي.
وحتى يتحقق هذا يمكنك أن تتعرف على المشاريع الرقمية القيمة من خلال الويب سايت الخاص بنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.