صراع CZ مع SBF ليس جديدا البتة، فالرجلان لطالما كان في موضع نزاع منذ أمد بعيد. لكن في مساء السادس من نوفمبر الماضي اندلعت الشرارة الأولى لحرب التغريدات على تويتر بينهما. ذلك بعد أن انتشرت تقارير عن أزمة السيولة التي تعاني منها FTX، إضافة إلى علاقتها مع شركة Alameda Research.
تغريدات السادس من نوفمبر، بداية النهاية لمنصة FTX!
في السادس من نوفمبر 2022، نشر CZ سلسلة تغريدات (Thread) تحدث فيها عن تلقي منصته ما يقارب 2.1 مليار دولار في إطار بيع أسهمها من FTX. و ذكر أيضا أن بينانس ستقوم بتصفية كل رموز FTT التي بحوزتها.
كجزء من خروج بينانس من أسهم FTX، تلقينا ما يعادل 2.1 مليار دولار أمريكي نقدًا (BUSD وFTT). بسبب الاكتشافات الأخيرة التي ظهرت للضوء، قررنا تصفية أي FTT متبقية لدينا. سنحاول القيام بذلك بطريقة تقلل من تأثير السوق ونتوقع أن يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى يكتمل. كما أن هذه ليست حركة ضد منافسنا. صناعتنا هي في بدايتها وفي كل مرة يفشل فيها مشروع فإنه يؤذي كل مستخدم وكل منصة. عادةً ما نحتفظ بالرموز المميزة على المدى الطويل وقد تمسكنا بهذا الرمز لفترة طويلة بالفعل. أننا نحافظ على الشفافية في أفعالنا.
مقتطفات من سلسلة تغريدات CZ في 6 نوفمبر بشأن تصفية توكن FTT من على بينانس.
منذ تلك اللحظة، تأكدت الشكوك حول حقيقة FTX، وأزمة السيولة التي تعاني منها و أيضا حول الرمز المميز الخاص بها وهو ما جعل آلاف المتداولين يطرحون الرمز للبيع بهدف تفادي تأثير الأزمة. لكن رد سام بنكمان فرايد جاء كما أن لا شيء يحدث في الكواليس وقال أن الجميع في الصناعة يتعرضون لنفس الظروف. وعلى الجميع التعاون لبناء الصناعة لا خوض حروب ستطيح بالجميع.
من الجيد أن نتذكر أننا جميعًا في هذا معًا، وأتمنى دفع الصناعة التي ساهمنا جميعاً في بنائها إلى الأمام. بما في ذلك CZ. على أي حال، حان وقت البناء. وليس الحرب.
رد SBF على CZ في 6 نوفمبر
انطلاقا من ذلك، بدأت الشكوك تحوم حول منصة FTX. ثم توالت الردود وهجمات التغريدات بين الرئيس التنفيذي لبينانس CZ والرئيس التنفيذي المستقيل لمنصة FTX المنهارة SBF. حتى وصلت التغريدات إلى قمتها عندما رفض سي زي انقاذ FTX وتقديم يد العون. وكان اول من أكد الشكوك بشكل علني بخصوص المشاكل المالية وأزمة السيولة الخانقة التي تعاني منها منصة سام بنكمان. كما أدت تلك الأزمة إلى انهيار المنصة و إعلانها الافلاس في 11 نوفمبر 2022. ثم استقالة سام بنكمان فرايد من إدارتها التنفيذية.
لقد طلبت FTX مساعدتنا. هناك أزمة سيولة كبيرة. لحماية المستخدمين، وقعنا خطاب نوايا غير ملزم، بهدف الاستحواذ الكامل على https://FTX.com والمساعدة في تغطية أزمة السيولة. سنقوم بإجراء Due Diligence (فحص وتقييم السجلات المحاسبية والبيانات المالية للمؤسسة)قبل الرد.
تغريدة CZ في 8 نوفمبر التي أعلن فيها أزمة FTX
وسددت هذه التغريدة الضربة القاضية لسام بنكمان فرايد الذي لطالما أنكر وجود خطب في السيولة أو في البيانات المالية لمنصته. كما بدأ وقتها الوقت ينفذ أمام FTX التي لم تستطع ايجاد مخرج للأزمة فاضطرت إلى إعلان الافلاس رسميا.
حرب التغريدات بين SBF وCZ لم تنتهي بعد
رغم سقوط و افلاس FTX لم تنتهي حرب التغريدات بين سام بنكمان فرايد SBF وتشانغبينغ زاو CZ حتى الآن. في 9 ديسمبر 2022، أشار CZ إلى أن سام بنكمان فرايد هو محتال وهاجم رئيس بينانس كيفن او ليري Kevin O'Leary المستثمر السابق في FTX.
كيفن أو ليري يبحث عن شخص يلومه على انهيار FTX. يجب أن يوجه إصبعه على شريكه الاستثماري سام فرايد، ثم ربما على نفسه. كما يبدو أن مبلغ 15 مليون دولار لم يغير فقط عقل كيفن أوليري بشأن العملات المشفرة. بل جعله أيضًا يتماشى مع محتال. هل يدافع بجدية عن SBF؟
تغريدة سي زي في 9 ديسمبر ردا على تصريحات او ليري حول سقوط اف تي اكس.
ولكن بالعودة إلى تغريدات أوائل نوفمبر نجد أن الرئيس التنفيذي لشركة بينانس قد أوضح سبب الخروج من المنصة المنهارة و التخلص من توكن أيضا.
إن تصفية FTT الخاصة بنا هي مجرد إدارة مخاطر ما بعد الخروج، والتعلم من LUNA. نحن لسنا ضد أحد. لكننا لن ندعم الأشخاص الذين يضغطون ضد لاعبين آخرين في الصناعة. كما حاولت الميمات المضحكة ووسائل الإعلام وبعض الأشخاص تصنيف هذا على أنه "قتال". آسف لخيبة الأمل، لكني أقضي طاقتي في البناء، وليس القتال.
تغريدة سي زي في 7 نوفمبر بخصوص تصفية توكن FTT و الخروج من أسهم اف تي اكس.
وجاءت تغريدات 9 ديسمبر بعد أن تصريحات كيفن اوليري لقناه CNBC شكك فيها في خروج بينانس من FTX في 2021. وكذلك علاقة بينانس باختفاء السيولة و الاموال التي تلقتها FTX من المستثمرين. خاصة وأنها كانت تمتلك 20% من أسهم FTX. و أعترف فيها أنه كان من الغباء الاستثمار في المنصة دون القيام بالتحليل المالي. كما أنه خسر 15 مليون دولار جراء ذلك.
وفقًا لما قاله CZ، فإن ما قامت به المنصة المفلسة بعد خروج بينانس منها كان مستنكرا وغير معقول. فقد تم استغلال أموال العملاء في استثمارات وتبرعات سخية لا طائل منها.
خرجنا من FTX منذ 1.5 عام في يوليو 2021. ومنذ ذلك الحين، استثمرت FTX ما قيمته 5.5 مليار دولار أمريكي في عدد من الشركات. وأنفقت الأموال على ملعب ميامي، و الإعلانات، وحكام البيسبول، و الفورميلا وان F1. ناهيك عن التبرعات السياسية الضخمة والعقارات الفاخرة. لقد استغلت أموال العملاء بشكل بشع.
تغريدات سي زي بشأن استثمارات اف تي اكس
CZ يروي تفاصيل ما قبل انهيار FTX
وتضمنت تغريدات CZ اعترافات ضمنية بمعرفة منصته بالوضع المتأزم لـ FTX و الأسوء منها بطريقة إدارة سام بنكمان العشوائية. حيث أجرت بينانس تحليلا لشراكتها وتبين لها أن التعامل مع سام غير آمن ولا يبعث على الارتياح. خاصة بسبب العلاقة المشبوهة لمنصته بشركة الاميدا. وعلى إثر تلك التحليلات تم الانسحاب من الاستثمار منذ عام ونصف.
كما سبب ذلك الانسحاب ازعاجا كبير لرئيس FTX حسب CZ لدرجة أنه أطلق سلسلة من الخطابات الهجومية على العديد من أعضاء فريق بينانس، بما في ذلك التهديد بالذهاب إلى طرق تجبرها على الدفع (لا تزال لدى بينانس تلك الرسائل النصية).
بعدها، بدأ SBF باستثمارات غريبة تضمنت منحت أصدقائه مناصب رفيعة ثم استخدامهم للتلاعب بالرأي العام. بما في ذلك مهاجمة بينانس ورئيسها وبعض اللاعبين في صناعة التشفير.
كما استنكر CZ استخدام اصوله العرقية لمهاجمته مؤكدا أنه كندي و بينانس ليست شركة صينية. ويبدو أن عذر اوليري بأنه وثق في سام بنكمان لأنه أمريكي الأصل أقبح من ذنب بنكمان نفسه!
لكن حسب CZ فلم يكن من الصعب ولم يستلزم أن يكون المستثمر عبقريًا ليعرف أن شيئًا غريبا كان يحدث في FTX. بسبب حجم الشركة من جهة و مصاريفها من جهة أخرى (طبيعة التسويق، نوعية الشراكات، الحفلات الفاخرة في جزر الباهاما، الرحلات، القصور لجميع كبار موظفيهم ووالدي سام بنكمان).
كما عدد CZ في تغريدة له بعض التراخيص والتسجيلات التي حصلت عليها منصته بعد تعرضها للتحليل المالي والرقابة على أصولها في عديد البلدان.على غرار فرنسا، الامارات العربية (دبي و أبوظبي)، البحرين، إسبانيا، إيطاليا، ليتوانيا، ونيوزيلندا، قبرص، بولندا، كازاخستان، أستراليا، كندا وجنوب إفريقيا.
SBF يغرد خارج السرب!
لطالما أنكر SBF السقوط الوشيك سابقا وقال أنها أزمة جزئية مفتعلة من أطراف منافسة. ثم سقطت المنصة وأدعى رئيسها أن هناك جبهة منقذة. ثم أعلنت الافلاس ولم يأت منقذ وحينها فقط اعترف الشاب الباهامي أنه أخطأ التقدير وأساء التحكم في الأمور لكنه لام أطراف لم يحددها على ما حدث!
ويبدو من التغريدات الحديثة أن بنكمان فرايد أنه يحاول تأخير الظهور أمام المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلق بالأحداث التي أدت إلى سقوط FTX. رغم أنه لم يتأخر عن إجراء المقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة. منذ إعلان FTX الافلاس في 11 نوفمبر، الم يقدم SBF سوى الاعتذار عن دوره في انهيار البورصة.
ما زلت لا أستطيع الوصول إلى الكثير من بياناتي. لذلك لن أكون مفيدًا كما أريد. ولكن بما أن اللجنة ما زالت تعتقد أنه سيكون مفيدًا، فأنا على استعداد للإدلاء بشهادتي في 13 ديسمبر. حيث سأسلط الضوء على القدرة المالية لشركة FTX US، كيفية استعادة المستخدمين الأمريكيين أموالهم، أسباب الانهيار و اخفاقاتي. أنا آسف!
مجمعة من تغريدات SBF في 9 ديسمبر.
على ما يبدو، ستتصاعد حرب التصريحات خاصة مع دخول بعض الأطراف على الخط و اعتراضهم او تشكيكهم في أحد طرفي نزاع SBF-CZ. وسينتظر الكثير من المغردين جلسة الاستماع إلى بنكمان فرايد في 13 ديسمبر الماضي ليختاروا جهة و يعلنوا الحرب على الأخرى.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
