العالم المالي مليء بالمصطلحات والطرق المختلفة لصنع المال. ولكن من أشهر وتعد أفضل طرق تحقيق الثراء ومضاعفةرصيدك في البنك هي التداول والاستثمار. فما هو التداول؟ وما هو الاستثمار؟ وما هو الفرق بينهما؟ وهل هناك طريقة منهما أفضل من الأخرى؟ وهل صحيح أن طريقة من الاثنين أشد خطورة من الأخرى؟ وها نحن نقبل على عام جديد، فلنتعرف على أي الطريقتين أفضل؟ هيا بنا نعرف!
في هذا المقال
1.ما هو التداول و الاستثمار؟
2.ما هو التداول؟
4.ما الذي يميز التداول؟
4.ما هو الاستثمار؟
5.ما الذي يميز الاستثمار؟
6. أهم الفروق بين التداول و الاستثمار
ما هو التداول و الاستثمار؟
صناعة الثروة أمر مهم. ولكن هناك طريق عديدة لجمع الثروة ومضاعفتها. والتداول والاستثمار ما هما إلا طريقتين من تلك الطرق. وأول ما يجب أن تعرفه هنا هو أنه في الحالتين فسواء التداول أو الاستثمار الغرض منهما تضخيم حجم الثروة عن طريق الأصول المالية المختلفة. ومن المتعارف عليه في العالم المالي أن الأصول هي كل شيء ببساطة يدر عليك أموالاً أو ربحاً. على عكس الخصوم، وهي كل شيء ينتقص من أموالك ولا يجني لك شيء.
ما هو التداول؟
التداول أو المضاربة ببساطة هو شراء أصل مالي ما بسعر منخفض ثم بيعه بسعر أعلى. هذا هو أبسط تعريف للتداول. وهو شبيه جدا بالتجارة التي تحدث حولنا كل يوم.
تخيل مثلا التاجر الذي يشتري بضاعة مثل الخضروات بالجملة ثم بعد ذلك يبيعها للمستهلك بسعر أعلى. فهو هنا حقق ربح من الفارق في السعر. التداول شبيه بهذا. ولكن بدلا من التجارة في السلع الإستهلاكية، أغلب التداول يتم في الأسواق المالي المختلفة مثل الفوركس والأسهم والعملات الرقمية والعقود الآجلة وغيرها. وهذه الأسواق تختلف في طبيعتها كما تختلف درجات خطورتها.
والتداول متأثر بقوانين العرض والطلب كغيره من المصطلحات المالية التي تعتمد على هذا القانون.
العرض والطلب
النظام المالي بكل مشتقاته وجوانبه قائم بالأساس على مبدأ العرض والطلب. والعرض هو المعروض من سلعة أو أصل مالي ما. أما الطلب فهو طلب جمهور المستهلكين على تلك السلعة أو الأصل المالي. فكلما زاد الطلب الإستهلاكي على سلعة كلما إرتفع سعرها. وكلما إنخفض الطلب عليها كلما إنخفض سعرها. ولكن يجب وضع الآتي في الإعتبار:
- إذا زاد الطلب مع العرض فلن تحدث زيادة في سعر السلعة أو الأصل المالي.
- إذا زاد الطلب وبقى العرض كما هو فسيزيد السعر قليلا.
- إذا زاد الطلب وقل العرض سيزيد السعر كثيرا.
- إذا نقص الطلب و زاد العرض فسيقل السعر كثيرا.
- إذا بقى الطلب كما هو وزاد العرض فسيقل السعر كثيرا.
إذا فببساطة هذا المفهوم هو المتحكم في الأسواق المالية. والتداول أيضا يتأثر بها المبدأ جدا.
تداول الفوركس
هذا هو أشهر نوع من أنواع التداول أو المضاربة. وفي هذا السوق المالي يتداول المتداولون على سعر العملات النقدية المختلفة. مثل اليورو والدرهم والين والجنية الإسترليني. ولكن كيف يتربح هؤلاء المتداولين من تلك السوق؟
مثال
إذا قام متداول ما بشراء الدولار مقابل 0.94 يورو. ثم بعد ذلك إرتفع سعر الدولار أمام اليورو إلى 1.06 فقام هذا المتداول ببيع الدولار، فحينها يحقق ربح من التداول. لزيادة الطلب على الدولار أمام اليورو بدون زيادة المعروض من الدولار ولهذا السبب إرتفع سعره.
ويعد سوق الفوركس من الأسواق الآمنة ومنخفضة الخطورة. وهذا بسبب إصرار البنوك المركزية المختلفة دائما على إستقرار سعر العملات النقدية. وبالتالي الفروقات ما بين تلك العملات تكون بسيطة والربح يكون صغير. وغالبا ما يتم الإعتماد على تداول المراجحة في هذا السوق. وهو التداول الذي يسد حاجة السوق من نقص من أجل الإستفادة من فارق السعر. ويمكنك أن تعرف عنه أكثر هنا.
تداول الأسهم
الأسهم هي سندات مالية في البورصة وتمثل ملكية لجزء من شركة ما. فمثلا إذا كنت تملك سهم واحد من أصل 100 سهم في شركة ما، فأنت تملك 1% من تلك الشركة. وبالتالي إذا ربحت الشركة وزادت قيمتها ستستفيد أما إذا خسرت فستخسر أنت أيضا من خلال تغير قيمة السهم.
والأسهم تعتبر نوع من أنواع التداول مرتفع المخاطر قليلا. ولكن عادة ما تقل نسبة الخطورة كلما ارتفعت قيمة الشركة. فمثلا التداول في أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة خطر. وهي مثلا الشركات الناشئة الجديدة. أما التداول في الأسهم الكبيرة للشركات العملاقة مثل أمازون وجوجل قد يكون نسبيا أقل خطورة. فحتى إذا خسرت تلك الأسهم جزء كبير من قيمتها لن تكون الخسارة كبيرة مثل خسارة الشركات الناشئة.
الصناديق الاستثمارية في البورصة
هذه الصناديق هي عبارة عن حزمة من أسهم شركات مختلفة يتم تداولها مرة واحدة. وهي صناديق قليلة التذبذب وتداول أقل خطورة بكثير من تداول سهم شركة واحدة. ومن أشهرها مثلا صندوق S&P 500 في أمريكا. وهو يمثل قيمة أكبر 500 شركة بالولايات المتحدة.
وعادة ما تناسب هذه الصناديق التداول و الاستثمار.
سوق العملات الرقمية
هذا السوق حديث نسبيا وقد ظهر بعدما إنتشرت تكنولوجيا البلوك تشين الثورية. ومن أشهر العملات في هذا السوق إيثيريوم وبيتكوين BTC. ويتميز هذا السوق بشدة التذبذب فيه والأرباح الجنونية بجانب الخسائر الرهيبة. وهو أشد أنواع الأسواق خطورة ولكنه أيضا أكثرها من حيث التوسع.
وما يميز هذا السوق هو إستخدام المتداولين فيه إلى المراجحة المالية والعقود الآجلة مقابل تحقيق التداول. وقد أدى التطور المستمر في تكنولوجيا البلوك تشين إلى زيادة الإقبال على هذا السوق نظرا لما يقدمه من فرص. وقد جذب السوق أنظار التداول و الاستثمار معا.
ما الذي يميز التداول؟
أكبر فرق بين التداول والاستثمار هو المدة الزمنية. فالتداول قصير المدى دائما وأهدافه قائمة على المدى القصير أو المتوسط. فمثلا إذا دخل أحد المتداولين في عملية تداول فقد يهدف إلى تحقيق مكسب بقيمة 5% على الأكثر في خلال ساعة إلى عدة أيام. وقد تزيد أو تقل النسبة على حسب طبيعة السوق. ولكن عادة ما يعتمد التداول على الأخبار التي تحدث بشكل يومي بالإضافة إلى التأثر التطورات الجيوسياسية بسهولة.
ويختلف التداول والاستثمار في أن التداول يعتمد مثلا على التحليل التقني بالإضافة إلى قراءة الشموع اليابانية والرسوم البيانية لفهم اتجاهات السوق. فإذا كنت تتابع حركة الأسواق على المدى القصير بالتأكيد ستحاول أن تتنبأ بإتجاه السوق في خلال الأيام القادمة. ولهذا السبب فإن التداول يعتبر في كثير من الأوقات عمل بدوام كامل وليس مجرد نشاط جانبي. فهو يتطلب الكثير من المجهود والطاقة من أجل فهم السوق والتنبؤ بتحركاته. ومن أهم مميزات هذا النشاط:
- الخطورة المرتفعة.
- الإعتماد على التحليل التقني والرسوم البيانية من أجل إتخاذ القرار.
- الإعتماد على الرافعة المالية بشدة من أجل تضخيم الأرباح.
- إمكانية التربح من السوق وقت الهبوط عن طريق العقود مقابل الفروقات.
- التأثر بالأخبار بشدة. فيمكن أن يرتفع السعر أو ينخفض بسبب قرار ما أو حدث سياسي.
ما هو الاستثمار؟
على الصعيد الآخر فالإختلاف بين التداول والاستثمار يكمن في كون الاستثمار طويل الأمد. فلا ينظر المستثمر إلى زيادة قيمة الأصل المالي بعد يوم أو أسبوع أو حتى شهر. ولكن ينظر إلى زيادة في قيمة الأصل المالي على المدى الطويل. ويعتبر هذا هو أكبر إختلاف ما بين التداول والاستثمار.
ولكن هل يمكن أن يتم التداول و الاستثمار في نفس الأصل المالي؟ بالطبع! فيمكن الاستثمار في جميع الأسواق المالية التي تم ذكرها بالأعلى. الفارق بين التداول و الاستثمار يكمن في الإستراتيجية. فالمستثمر يضع أمواله في سوق ما لأنه يعرف أنه على المدى الطويل سوف يزيد سعرها. وقد تطراوح القيمة الزمنية ما بين سنة إلى عدة عقود. فهناك بعض الأشخاص الذين دخلو في إستثمارات منذ عقود ولازالو فيها حتى الآن! ومن أهم إستراتيجيات الإستثمار هي DCA أو متوسط التكلفة بالدولار. يمكنك أن تعرف عنها من أكثر من هنا.
ولكن يزيد في الاستثمار أنه يفتح باب التربح من فروع أخرى في العالم المالي بالإضافة إلى أسواق الأسهم والعملات الرقمية والفوركس والعقود الآجلة.
الشركات الناشئة
يقوم الكثير من المستثمرين بالإستثمار في الشركات الناشئة وتقديم التمويل إليها. وهذا لأن تلك الشركات تتميز بإمكانية كبيرة على التوسع بسهولة ومضاعفة أرباحها. وعادة ما يحقق هؤلاء المستثمرين الكثير من الأرباح. فكل مستثمر دائما ما يبحث عن الشركة الناشئة التي ستصبح مثل جوجل أو فيسبوك في المستقبل. ولكن هذا يتطلب من المستثمرين البحث والتمعن لاختيار الشركة الصحيحة. وعادة ما يبقى المستثمر في تلك الشركات ما بين سنة إلى خمس سنوات قبل أن يحقق بعضا من الربح.
السوق العقاري
من أهم الأسواق المالية التي تفرق بين التداول والاستثمار هو السوق العقاري. فالمستثمر عادة ما ينظر إلى شراء العقارات المختلفة. فهذا الفرع أحد أهم فروع الاستثمار. والغرض هنا يكون إما من أجل تأجير تلك العقارات والحصول على دخل سلبي شهري أو بيعها وتحقيق الربح فيها بعد فترة طويلة. ويتطلب هذا البحث والتمعن في المنطقة السكنية أو التجارية التي سيشتري فيها المستثمر. وهذا من أجل العثور على العقارات التي يمكن أن يتضاعف ثمنها على المدى الطويل.
الذهب
الذهب هو أكثر أصل مالي يحبه المستثمرين وهذا نظرا لقدرته الشديدة على حفظ القيمة وحماية الأموال من التضخم. ومع أنه الذهب يمكن التداول فيه بشكل يومي إلا أن أغلبية الأشخاص يفضلو الإستثمار في الذهب على المدى الطويل. وهذا نظرا لزيادة قيمته وسعره الدائم أمام جميع العملات النقدية على المدى الطويل.
زراعة العائد
زراعة العائد هي أحد فروع الاستثمار في العملات الرقمية. وهي تمكن الأشخاص من الحصول على أرباح عن طريق تجمعات السيولة والتخزين (الستاكينج) أو رهن الحصص staking بالإضافة إلى طرق الربح من التمويل اللامركزي. يمكنك أن تعرف المزيد عنها من هنا!
ما الذي يميز الاستثمار؟
أهم ما يميز الاستثمار هو أنه لا يتأثر بما يحدث على المدى القصير. فمثلا إذا كنت مستمثر في بيتكوين وتريد الإحتفاظ بها لعشر سنوات، فلن تتأثر بما يحدث الآن في السوق من هبوط. وهذا هو أكبر فرق بين التداول والاستثمار. فعلى عكس المتداول فأنت لن تتأثر مثلا برفع الفيدرالي للفائدة لمحاربة التضخم. فحتى إن هبطت عملة بيتكوين BTC على المدى القصير، فأنت غير مهتم لأن هدفك هو قيمة بيتكوين بعد 10 سنوات. ولهذا السبب يكون هناك أيضا فارق كبير أيضا ما بين التداول والاستثمار من حيث المخاطرة. فالإستثمار يعتبر إختيار أكثر آمانا من التداول. كما أنه يتطلب مجهود أقل بكثير من أجل متابعة الإستثمارات. ولا يتطلب الإستثمار الخبرة الطويلة في تحليل الرسوم البيانية أو تحليل الشموع اليابانية. ولكن فقط يتطلب نظرة مستقبلية بالإضافة إلى الكثير من الإلتزام والصبر.
ومع أن الرافعة المالية وهي الإستدانة في التداول تعتبر خطر، فإن الإستدانة من أجل الإستثمار لا تعتبر شديدة الخطورة! وهذا فرق كبير بين التداول و الاستثمار.
أهم الفروق بين التداول و الاستثمار
التداول و الاستثمار بينهما فروق كثيرة فهيا بنا ننقاشها.
التداول | الاستثمار |
تحقيق ربح على المدى القصير والمتوسط | تحقيق ربح على المدى البعيد |
يكون صعب التربح منه وقت التضخم | مناسب وقت التضخم |
التأثر بما يحدث في العالم من أحداث جيوسياسية وإقتصادية | عدم التأثر كثيرا بالأخبار اليومية |
يتطلب الكثير من الخبرة في قراءة الشموع اليابانية والرسوم البيانية المختلفة | لا يتطلب هذا ولكن يشترط أن يكون هناك نظرة مستقبلية على المدى الطويل |
تحقيق أرباح صغيرة في تفرات صغيرة المدة | تحقيق ربح كبير على المدى الطويل |
مرتفع الخطورة | منخفض الخطورة |
يتطلب الكثير من الوقت والمتابعة وقد يصل إلى الدوام الكامل | لا يتطلب الكثير من الوقت والمتابعة. |
يمكنه أن يتربح من السوق الهابط عن طريق البيع على المكشوف | لا يمكنه التربح من السوق الهابط |
يمكنه إستخدام الرافعة المالية | لا ينصح أبدا بإستخدام الرافعة المالية |
هذه هي أكبر الفوارق ما بين التداول و الاستثمار. وعليك أن تضع في الإعتبار أنه في الحالتين عليك أن تتحلى بالصبر والإلتزام. كما أنك يجب أن يكون لديك إستراتيجية جيدة لإدارة المخاطر بالإضافة إلى تحديد أهدافك بوضوح والإلتزام بها.
وخصوصا مع اقتراب عام 2023 عليك أن تكون محدد إتجاهك في هذا العام. فهذا العام سيكون مليء بالتقلبات نظرا لاستمرار السوق هابط. ولكن يتوقع الكثير من الأشخاص حدوث إنتعاش في السوق قريبا أو ربما بعد منتصف العام. وسواء كنت تفاضل ما بين التداول و الاستثمار فعليك أن تتابع الأخبار في الفترة القادمة عن كثب. وذلك لأن الفترة الحالية تتسم بإنعدام الوضوح ولهذا السبب عليك أن تحدد بالضبط ما تريده من أهداف مالية في تلك الفترة. ولكن في المطلق يكون الاستثمار أفضل بكثير من التداول في الأوقات العصيبة التي تتسم بإنعدام الوضوح. ولكن السر يمكن في إختيار الأصل المالي الذي تعرف أنه سيزيد مع مرور الوقت.
هذا يتطلب منك دائما أن تقوم بالبحث الخاص بك بالإضافة إلى التحلي بالكثير من المرونة. فربما تكتشف أن الأصل الذي تريد تداوله أو إستثماره ليس الأصل المالي المناسب. ولكن أصل آخر أظهر لك البحث أنه مناسب أكثر. وهذه هي قيمة البحث والتعلم الدائم وخصوصا عبر الإنترنت في عصر التكنولوجيا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.