التضخم...الشبح الذي سيطر على حياة الجميع في الشهور الأخيرة وأضاف إليهم مصطلحات ربما لم يكن الجميع على دراية بها أو حتى مهتم. فأصبح الجميع يتابع اجتماعات الفيدرالي وقرارات رفع سعر الفائدة وأسعار الذهب حتى يتجنب أي قرار مالي خاطئ ربما سيكلفه الكثير في الفترة القادمة وليتحسس خطاه فيما هو قادم. وعلى الرغم من أن كلمة "التضخم" أصبح لها معنى سلبي تماماً، إلا أنها قد تحمل في طياتها بعض الإيجابيات. لذا، سنشرح لك في موقعنا BeInCrypto بالعربي ما هو مفهوم التضخم؟ وما هي أسبابه؟ وكيف تربح من العملات الرقمية أثناءه؟
في هذا الدليل الإرشادي
- ما هو مفهوم التضخم؟
- التضخم الناتج عن زيادة الطلب
- تضخم تكاليف الدفع
- التضخم الداخلي
- كيف تساعدك العملات الرقمية؟
- الخلاصة
ما هو التضخم؟
هو ببساطة انخفاض القدرة الشرائية للعملة المحلية، بمعنى أن ما تشتريه اليوم بعشرة جنيهات/ريالات أو دراهم ستشتريه غداً بخمسة عشر أو ربما عشرين. السؤال المنطقي التالي، هو ما هي أسباب التضخم؟ أسبابه هي أنواعه، وعلى الرغم من اختلافها إلا أنها جميعاً تؤدي إلى نفس النتيجة، وهي ارتفاع الأسعار تدريجياً على السلع والخدمات. من بين هذه الأنواع: 1- التضخم الناتج عن الطلب. 2- تضخم تكاليف الدفع. 3- التضخم الداخلي (المدمج).
التضخم الناتج عن زيادة الطلب
أي خلل التوازن بين العرض والطلب على السلع والخدمات، أو زيادة الطلب على السلع أسرع من قدرة الدولة على إنتاجها أو استيرادها وبالتالي زيادة أسعارها مع تقلص القوة الشرائية لأموال المستهلكين، ويمكن أن يعبر هذا النوع عن سرعة طباعة الحكومة للورق النقدي مقارنة بالطلب الاقتصادي عليها، ومع انخفاض الإنتاج تصبح كل عملة يتم طباعتها أقل قيمة مما يقلل القوة الشرائية.
تضخم تكاليف الدفع
ويقصد به ارتفاع تكلفة السلعة وبالتالي زيادة سعرها، مثل ارتفاع سعر الخشب وبالتالي ارتفاع سعر المنتج المصنوع من الخشب لأن الشركات القائمة على هذه المنتجات لا تستطيع تحمل الخسارة وبالتالي ينعكس هذا على المستهلكين، كما لا يصيب هذا النوع جميع أجزاء الاقتصاد ولكن يمكن أن تؤثر سلعة واحدة في باقي السلع مثل النفط الذي يلعب دوراً في ارتفاع تكلفة الوقود الخاص بالشاحنات والتي تحمل السلع إلى أماكن متفرقة في العالم.
التضخم الداخلي
ويقصد بهذا النوع، استعداد الدولة لحالة التضخم التي لا فرار منها ويتم هذا عن طريق رفع الأجور المدفوعة في الأساس بارتفاع وزيادة في الإنتاج. ويتوقف نجاح الدولة أو ميزانية الدولة في تجاوز الأزمة إذا حدث توزان أساسي في الحفاظ على جودة الحياة لغالبية المواطنين.
وعلى الجانب الآخر، إذا فشلت الدولة في تحقيق هذا التوزان، سيتجه الاقتصاد في منحدر الاختلال بين الأسعار والأجور. لأن زيادة الأجور من الطبيعي أن ينتج عنه زيادة في الطلب على السلع، لأن أسلوب الحياة الاستهلاكي أغرق الجميع. وكلما زاد الراتب أو الأجر كلما تحسنت جودة الحياة وارتفعت معدلات الشراء. ستضطر بالطبع الشركات أن تضاعف من تكاليف إنتاجها لسد الطلب عليها، هذا بعد أن رفعت رواتب وأجور عامليها من قبل، كل هذا سيصب في زيادة متوقعة في سعر السلع لتعويض ما خسرته الشركات المنتجة من رفع في الأجور وزيادة في الإنتاج. ولأن الاقتصاد دائرة مغلقة، زيادة الأسعار ستجعل العاملين يطالبون برفع الأجور مجدداً. إذا لم يتم مواجهة الأمر، سيؤدي بالاقتصاد إلى وضع "التضخم المفرط/ الجامح"، والذي فيه تنخفض القدرة الشرائية للعملة للنصف تقريبا، كما حدث مع فنزويلا، حيث ارتفعت معدلات التضخم بنسبة 53798500% في الفترة بين 2016-2019.
كيف تساعدك العملات الرقمية؟
ربما تحتاج أزمة التضخم وإدارتها بعض الوقت للحل في ظل ما تقوم به الحكومات من إجراءات لإعادة التوازن، ولكن فيما يخص المواطن فثمة العديد من الوسائل التي تعمل بمثابة تحوط مثل استثمارات الأسهم أو المعادن الثمينة بما يتسبب بعد ذلك في استقرار العملة النقدية.
وهنا يأتي دور العملة المشفرة، فعلى الرغم من اختلاف العملات أو الأصول الرقمية، إلا أنها جميعاً تتفق في نقطة واحدة وهي ثبات المتاح المعروض منها، فعلى سبيل المثال عملة بيتكوين BTC ليست بنكاُ مركزياً، بل هناك عدد محدود من قطع عملات بيتكوين BTC في الأسواق وهو 21 مليون قطعة فقط وهي ليست في وضع للزيادة، بالعكس هي في تناقص لأن كثير من المستخدمين يضيعون محافظهم ومفاتيحهم الخاصة لذا فالعرض المتاح في تناقص وليس ازدياد، أي أنها ليست عرضة للتضخم المالي، بل للانكماش المالي. ومع تناقص العرض، يزداد الطلب وترتفع القيمة معها. ولا يقتصر جانب الانكماش المالي على عملة بيتكوين BTC فقط، فهناك العديد من مشاريع العملات الرقمية ذات العرض المحدود.
ولكن يوجد بعض التفاصيل المتعلقة باستثمار النقود في الأصول الرقمية مثل تطبيق الفلسفة الانكماشية لهذه العملات على المشاريع المقيدة بإجمالي العرض، فأي عملية إنشاء للعملات مفتوحة المصدر بدون إجمالي للمتاح المعروض، مثل شبكة ايثريوم ETH لا فارق بينها وبين العملات النقدية، فهي أصل معرض لخسارة القيمة، وللتوضيح بشكل أكثر بساطة، لا يوجد ميزانية أو عمليات تدقيق على عدد العملات المسكوكة، لذا فهي معرضة للتضخم كأي عملة نقدية.
وتقدم العملات الرقمية فوائد مذهلة مقارنة بالأنظمة المصرفية ولكنها تقنية حديثة ولا يمكنها أن تحل محل النقد في ظل وجود العديد من المشاريع في الفضاء الرقمي وتشهد هذه المشاريع ارتفاعاً في الطلب.
وعلى الجانب الآخر، لا يمكن ضمان قيمة بيتكوين BTC خلال الخمس والعشر سنوات القادمة وما يمكن أن تصل إليه العملة حتى عام 2050.
الخلاصة
اختراع العملة الرقمية يعبر عن نظام مالي جديد في الوقت الذي تتناقص فيه الأصول الورقية ولتعمل كوسيلة للتحوط ضد التضخم لذا يحتاج كل مستثمر لاتخاذ قرارات صحيحة خاصة فيما تقدمه هذه العملات من عوائد، ولكن نلفت أن مستقبل العملة المشفرة غير معلوم إبان العشرين عاماً القادمة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.