لا تزال تبعات انهيار منصة FTX للعملات الرقمية تلقي بظلالها على عام 2024، حيث يُواجه بنك سيلفرغيت، الذي اُتهم بالإهمال والاحتيال، تداعيات وخيمة. فقد وافق البنك على دفع 63 مليون دولار لتسوية تحقيقات فيدرالية وولائية. وتشير الأخبار إلى أنّه يواجه غرامة كبيرة إضافية من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات.
لا تزال عواقب انهيار إف تي إكس (FTX) محسوسة في عام 2024، لا سيما في بنك سيلفرغيت. وافق البنك، المتهم بالإهمال والاحتيال، على دفع 63 مليون دولار لتسوية التحقيقات التي أجرتها السلطات الفيدرالية وسلطات الولاية، بينما يواجه غرامات باهظة من هيئة الأوراق المالية والبورصات.
تداعيات انهيار FTX تطارد بنك سيلفرغيت: غرامات وتسويات
في مارس 2023، شهد القطاع المصرفي الأمريكي أزمة كبيرة هزت البلاد. ففي الوقت الذي شرع فيه مجلس الاحتياطي الفيدرالي (FED) في انتهاج سياسة متشددة ورفع أسعار الفائدة وتقليص ميزانيته العمومية، اضطرت العديد من البنوك التي كانت جشعة للغاية خلال فترة السياسة النقدية المتساهلة إلى إغلاق أبوابها.
ونتيجة لذلك، أفلست 3 بنوك أمريكية: بنك وادي السيليكون [سيليكون فالي] (SVB)، وبنك سيجنتشر وبنك سيلفرغيت. واختار بنك سيلفرغيت تصفية نفسه طواعية دون مساعدة الحكومة وسدد جميع ودائع العملاء. كما تأثر عدد من البنوك الأوروبية أيضًا، مما أجبر بنك كريدي سويس. والذي كان يعاني من صعوبات لعدة سنوات، على الاستحواذ عليه من قبل بنك UBS.
عُرف سيلفرغيت بكونه بنكًا صديقًا للعملات الرقمية، حيث سجل نموًا قويًا في الفترة من 2017 إلى 2021، حيث ارتفعت أسهمه بشدة. وقد قدم خدمات لعملاء مثل كوين بينانس وبورصة FTX السيئة السمعة، وجاءت 90% من ودائعها من قطاع العملات الرقمية.
في عام 2022، تضرر البنك بشدة من انهيار شركتي تيرافورم لابس (تيرا) وثري آروز كابيتال (3AC). ثم FTX، مما أدى إلى فرض رسوم إهمال، وخسارة صافية قدرها مليار دولار، وتسريح أعداد كبيرة من العمالة، وهروب العملاء.
كما أدار أيضًا جزءًا من أموال شركة سيركل (Circle)، مُصدر العملة المستقرة USDC. وقد تسببت حالة عدم اليقين التي أحاطت بالأموال التي تحتفظ بها سيلفرغيت في فقدان USDC لتكافؤ العملة مع الدولار لعدة أيام.
كانت السلطات الفيدرالية وسلطات الولاية تحقق مع البنك للاشتباه في وجود إخفاقات في سياسات الامتثال الخاصة به، والسماح بتحويلات مشبوهة للأموال، والاحتيال بسبب الإهمال في تضليل المستثمرين بشأن إدارة المخاطر.
ووفقًا للسلطات، فشل البنك في اكتشاف ما يقرب من 9 مليارات دولار في التحويلات المشبوهة بين FTX والكيانات المرتبطة به. كما وقلل من تقدير خسائره، وذكر زوراً أنه كان يتمتع برأس مال جيد في نهاية عام 2022. وبالإضافة إلى ذلك، يُزعم أن المديرين التنفيذيين السابقين في سيلفرغيت أدلوا ببيانات مضللة حول المركز المالي للبنك.
ما هو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطات والبنك المفلس؟
على الرغم من أن بنك سيلفرغيت لم يعترف أو يعترض على الاتهامات التي وجهتها الجهات التنظيمية. إلا أنه وافق يوم الاثنين على دفع 63 مليون دولار لتسوية التحقيقات التي تجريها السلطات الفيدرالية وسلطات الولاية. ومن هذا المبلغ، سيذهب 43 مليون دولار إلى البنك الفيدرالي و 20 مليون دولار إلى إدارة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا.
وبالإضافة إلى ذلك، فرضت هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) عدة غرامات على البنك ومدرائه التنفيذيين السابقين:
- 50 مليون دولار على سيلفرغيت
- مليون دولار على الرئيس التنفيذي السابق آلان جيه لين
- 250 ألف دولار على الرئيسة التنفيذية السابقة للعمليات كاثلين فراهر.
وأخيراً، لا يزال التحقيق جنائي من وزارة العدل في تعاملات البنك مع شركة FTX وسام بانكمان فرايد مستمراً.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
