الشيء الوحيد الذي نعرفه بالتأكيد عن مستقبل الفن هو أنه قد لا يشبه الفن على الإطلاق قريبا، على الأقل، الفن وفق الطريقة التي نعرفها ونتوقعها، إذ تغير تقنيات ميتافيرس والرموز غير القابلة للاستبدال توجهات الفنون الرقمية.
غيّرت جائحة كوفيد 19 عالم الفن، وأفسحت آثارها المجال للمعارض الافتراضية والحفلات الموسيقية عبر شبكة الانترنت، ما أدى إلى زيادة التقارب بشكل كبير مع الأفكار الفنية الجديدة، وسمح بالاطلاع على العديد من أفكار التجريب الواسع، وقبول الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) والفن في عالم ميتافيرس، فما الذي ينتظر مستقبل الفن؟
ويب 3 وميتافيرس هما مستقبل الفن
يهتم الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة إم تو إل كونسيبتس، توماس جايتف، بعمليات التحول الفني والرقمي، خصوصا ما يتعلق بدمج قطاعات الأعمال جميعها في منصات عالم ميتافيرس مثل ميغافيرس، والتي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها.
ويشير جايتف إلى أن اقتصاد التجريب يزدهر حاليًا بسبب آثار الجائحة، إذ يطالب المستهلكون بالمزيد من التجارب الافتراضية في كل شيء، سواء من الواقع المعزز والافتراضي، أو عالم ميتافيرس، وصولا إلى العملات المشفرة.
ويرى أن المستقبل سيكون عبارة عن منصات ويب 3 متعددة القنوات، بحيث تتيح للأشخاص الحصول على دخل سلبي من خلال ممارسة الألعاب وشراء العقارات الافتراضية، ومشاهدة الفن، مع الاستمتاع بتجربة واقع افتراضي مختلفة تمامًا أثناء الاستمتاع بهذه المنصات.
وتركز مهنة جايتف على الجذب السياحي وصناعة الترفيه، حيث أسس خلالها عددا من مشاريع الترفيه الرئيسية في مختلف أنحاء المنطقة في دول عربية عدة، شملت السعودية، مصر، لبنان، الكويت، وسلطنة عمان.
وشركة إم تو إل كونسيبتس، المعروفة أيضًا باسم ماي ساكند لايف، هي شركة ترفيه، وترفيه تفاعلي، توفر للمؤسسات الوصول إلى تجارب جديدة عبر استخدام التقنيات المبتكرة، بهدف إنشاء مفاهيم جديدة تشارك في تعزيز تجارب العملاء.
ويضيف جايتف أن سوق الواقع الافتراضي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ينمو بسرعة، ومن المتوقع أن يصل إلى 23,042 مليون دولار بحلول عام 2028، مؤكداً أن العقلية الريادية لإمارة دبي، هي ما تمهد الطريق لهذا النمو في مختلف الصناعات.
فنون NFT تقدم تجارب جديدة للجمهور
في السياق ذاته، تركز الفنانة البيروتية المولد، ماجدة مالكون، في أعمالها الفنية على إظهار عنصر الحركة، مرجعة ذلك إلى تصنيف نفسها بأنها فنانة تقليدية.
وتقول مالكون إن رسوم الرموز غير القابلة للاستبدال المتحركة جلبت هذا العنصر إلى الحياة، وأضافت إلى أعمالها بعدًا مختلفًا وسمحت للتعابير التي تريد إظهارها فنيا بمساحات واسعة وجديدة.
تعيش مالكون في دبي منذ 17 عامًا، وهي عضو في مركز تشكيل للفنون (مركز ومنشأة فنية معاصرة في دبي)، وشاركت أخيراً في معرض آرت دبي 2022، وجائزة بولغاري للفن المعاصر، وبوابة ميتافيرس الذي أقيم في مكتبة بيت الحكمة في إمارة الشارقة، كما يعرف عملها "تأمل" في المعرض المستمر المسمى "صنع في تشكيل"، في إمارة دبي.
ويشمل عمل الفنانة البيروتية عرض سلسلة من الفنون التصويرية والتجريدية، اعتماداً على أنواع مختلفة من المواد.
وترى مالكون أن الرموز غير القابلة للاستبدال وسيلة جديدة تلفت انتباه الفنانين والجمهور، لأنها تسمح بالتعبير عن العمل باستخدام بُعد مختلف، بصريًا وجماليًا، كما توقعت أن يعمل الفن الرقمي على تعزيز تجربة المشاهد في التفاعل مع القطع الفنية، ومعرفة المزيد عن الفنانين وعملياتهم، وربما التعرف عن قرب إلى كيفية صنع هذه القطعة الفنية.
هجرة مستثمرو الفنون الرقمية إلى دبي
تقول المديرة الفنية لمسرح الفن الرقمي تو دي إيه، في دبي، داريا بروديفيتش، إن سنغافورة احتلت المرتبة الثانية مع 8 شركات، بينما تشترك الإمارات العربية المتحدة وكندا في المركز الثالث بـ 4 شركات لكل منهما، في إشارة إلى أن سوق الفن الرقمي الإماراتي يحقق نموا كبيراً مقارنة بالأرقام العالمية، كما تتصدر الولايات المتحدة الأميركية البلدان التي دمجت فيها الشركات الناشئة الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال، والتي تلقت استثمارات في عام 2021.
ويعد تو دي إيه، مسرحا فنيا رقميا يقدم تجربة متخصصة فريدة لزواره.
وذكر تقرير صادر حديثاً عن شركة فيول آرتس أن أولويات المستثمرين والشركات الناشئة في الفنون والتقنية، تحولت في السوق بشكل جذري خلال الأسابيع التي تلت قيام الحرب في أوكرانيا، حيث انتقلت مراكزهم إلى دول عدة، أبرزها دولة الإمارات العربية المتحدة، دبي تحديدا، حيث أصبحت مجتمعات التشفير أكثر أهمية فيها وتحظى بدعم كبير من الحكومة وقطاع الأعمال.
وقال الفنان المفاهيمي السويدي، جوناس لوند، الذي يعمل في الرسم، النحت، التصوير الفوتوغرافي، والمواقع الإلكترونية، إن معرض آرت دبي، شهد مبيعات كبيرة للعديد من الفنانين، مع تراوح أسعار الأعمال بين 80 و 90 إيثريوم (نحو 200000 دولار).
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.