Trusted

هل البيتكوين سلاح حرب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ؟

6 mins
بواسطة Shubham Pandey
مترجم Najma Noui

الموجز

  • وسط الصراع بين أوكرانيا وروسيا، تمكنت أوكرانيا من جمع ملايين الدولارات فقط من خلال مبادرات التمويل المشفرة.
  • بسبب الحصار الاسرائيلي و على الرغم من المخاطر، يتجه عدد متزايد من الفلسطينيين إلى العملات المشفرة لكسب لقمة العيش.
  • العملات المشفرة وسيلة الشعب الفلسطيني الأعزل لمقاومة الحصار الاقتصادي
  • برومو

تم اختراع عملة بيتكوين BTC حتى يكون بديلا للنظام المالي المركزي وحتى يتمكن الجميع من الوصول إلى الخدمات المصرفية. لكن هل يمكن أن تصبح بيتكوين أو العملات المشفرة البديلة سلاح حرب؟ أولاً، لجأ الصراع الروسي الأوكراني إلى بيتكوين. والآن الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر يولون اهتمامًا للبيتكوين والعملات البديلة لكسب العيش.

وصلت التوترات الجيوسياسية بين بعض الدول إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. ويبدو أن خطر نشوب حرب عالمية تبيح كل الأسلحة ما زال احتمالا وارداً.

وفي الأشهر القليلة الماضية و بسبب الصراع المؤسف بين روسيا وأوكرانيا. ظهرت حالات تربط بين الحرب والعملات المشفرة مثل بيتكوين التي لعبت دورًا حيويًا في المعركة من أجل البقاء. ولا تزال هناك بعض المشكلات العملية المتعلقة باستخدام التشفير قبل الحرب وبعدها. لكن كيف تؤثر الحرب، سواء الداخلية أو الخارجية، على العملات المشفرة؟

الصراع الروسي الأوكراني والتشفير؟

 في 24 شباط/فبراير 2022، اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا ومنذ ذلك الحين استمرت الحرب التي أثارت الجدل في العالم والتي فيها وجد قطاع التشفير والأصول الرقمية أنفسهم أدوات وسائل للصراع والحرب. كما تصدرت هذه الأصول الرقمية عناوين الصحف منذ الغزو.

الحرب الروسية الأوكرانية والعالم العربي
الحرب الروسية الأوكرانية والتشفير

وتباين أداء العملات المشفرة خلال أكثر الحرب وتغير بيتغير الأحداث. حيث انخفضت عملة بيتكوين بعد أن شنت روسيا هجومها الأول على أوكرانيا. بسبب تخلص المستثمرون من الأصول ذات المخاطر العالية. لكن لاحقا شهد السوق الرقمي ارتفاعا في الأسعار.

كما كان أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الأصول الرقمية هو التبرعات بالعملات المشفرة. حيث يأتي مسارها دون قيود حدودية. وأفادت رويترز أن أوكرانيا تمكنت من جمع ما يزيد عن 10 ملايين دولار من خلال مبادرات التمويل وجمع التبرعات فقط. كما كان الطلب على العملات المشفرة في روسيا وخارجها مستمرا.

ويبدو أن الروس قد استعملوا بيتكوين والعملات الرقمية المشفرة الأخرى أيضا لتقليص تأثير العقوبات الأجنبية والتهرب من الضغوط الأمريكية الأوروبية على الاقتصاد الروسي.

المصدر : رويترز

يتضح هذا في الرسم البياني أعلاه، أن أسعار العملات الرقمية غيرت اتجاهاتها أيضاً تزامناً مع أحداث الحرب الدائرة بين الجارتين.

أيادي المساعدة تستخدم العملات المشفرة

أظهرت البيانات التي قدمتها شركة تحليل البلوك تشين Elliptic أن قيمة التبرعات بلغت حوالي 19.80 مليون دولار من العملات المشفرة في الربع الأول. وبدأت التبرعات في التدفق عندما طلبت حكومة أوكرانيا رسميًا استخدام بيتكوين (BTC) و ايثريوم (ETH) و تيثر (USDT). وحسب ذات الشركة المحللة، جمعت الحكومة الأوكرانية - ومنظمة غير حكومية داعمة للجيش - 63.8 مليون دولار، من خلال أكثر من 120 ألف تبرع بأصول مشفرة منذ بداية الغزو الروسي. وتضمن ذلك تبرعًا بقيمة 5.8 مليون دولار من مؤسس Polkadot جيفن وود Gavin Wood، و200 ألف دولار من CryptoPunk NFT.

بنك سيلفرغيت رائد العملات المشفرة والكريبتو

وتعد الدعوة غير المسبوقة للتبرعات باستخدام العملات المشفرة و الرموز الرقمية شيئًا جديدًا للغاية. ثم أنه تم تقديم هذه التبرعات مباشرة إلى أوكرانيا والمنظمات غير الحكومية التي تدعم أوكرانيا. حيث جاءت الأموال من الأفراد والمؤسسات ومعاهد التشفير. حتى البورصة المفلسة الآن FTX شاركت في تقديم التبرعات.

يوضح هذا إمكانات عمل العملات المشفرة ومشتقات التشفير في زمن الحرب. فتبرعات العملات المشفرة التي تم تقديمها إلى منظمات خيرية مختلفة، انتهى بها الأمر مباشرة في المحافظ حيثما كانت الحاجة إليها.

بالطبع العملات المشفرة لديها القدرة على الازدهار كعملة ما بعد الحرب. ولكن هل كان هذا هو الحال بالنسبة لكل حرب مستمرة حتى اليوم؟ أحد الأمثلة على ذلك هو الصراع المستمر بين إسرائيل وفلسطين.

لمحة تاريخية

القدس من أقدس الأراضي بالنسبة للمسيحيين واليهود والمسلمين. تطالب إسرائيل (كانت عبارة عن جماعات مرفوضة في أوروبا و التي جمعت شتاتها بفلسطين في أربعينيات القرن الماضي) الفلسطينيين بالمدينة بأكملها كعاصمة لها وحتى حاربتهم بالسلاح مقابل ذلك.

لكن فلسطين تعلن القدس الشرقية عاصمة لدولتها المستمدة تاريخها من قبل الميلاد. ثم على مدى السنوات السبعين الماضية، قامت إسرائيل ببناء مستوطنات في القدس.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تطورت الهجمات العنيفة لإسرائيل ضد الفلسطينيين وتحولت إلى حرب احتلال شاملة خلفت مئات الآلاف من الشهداء.

يعيش في الدولتين الآن أكثر من 600 ألف يهودي، لكن الفلسطينيين يقولون إن هذا غير قانوني بموجب القانون الدولي والأرض لا تزال أرضهم. ولطالما كانت هناك محاولات عديدة للسلام ومحاولة رسم حدود للدولتين وفض النزاع منذ عام 1979. لكن التوترات ظلت شديدة في القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية خاصة مع الهجمات المتكررة لاسرائيل باستخدام الأسلحة الحربية الثقيلة.

المصدر : https://www.thenationalnews.com/mena/2022/11/28/bitcoin-offers-a-digital-lifeline-for-palestinians-in-blockaded-gaza-strip/

بيتكوين: سلاح حرب أو وسيلة مقاومة

يعاني معظم الفلسطينيين من جراء الصراع وآثار الحرب (وخاصة الفلسطينيين المتواجدين في قطاع غزة المحاصر). ويؤثر هذا الاضطراب الأمني في المنطقة على الحياة اليومية أيضًا وعلى الشبكة المالية والاقتصادات الجزئية قبل الكلية.

استطلعت National News رأي بعض الأفراد في قطاع غزة وسلطت الضوء على اهتمامهم بالأصول المشفرة. خاصة مع تقييد إسرائيل للتجارة والوصول للخدمات المالية في القطاع المحاصر. كما يتضح أن عدد متزايد من السكان يتجهون إلى العملات المشفرة لكسب لقمة العيش (على الرغم من المخاطر المتعلقة بالسوق المشفر و تقلبات الأسعار والقرصنة وضعف شبكة الانترنت). كما جاء في تقرير الاستطلاع.

نور هي واحدة من سكان غزة لم تكن لها علاقة بالبيتكوين قبل أن يتم تدمير متجر المكياج الخاص بها خلال حرب عام 2021 مع إسرائيل. في وقت لاحق، بدأت في الاستثمار في العملات المشفرة للبقاء على قيد الحياة وكسب لقمة العيش.

"تغيرت ثروتي عندما تعلمت الاستثمار في البيتكوين والعملات المشفرة. كما بدأت في بيع المكياج عبر الإنترنت".

نور "مواطنة فلسطينية في قطاع غزة المحاصر"

في حين يرى كريم، الذي يقيم أيضا في غزة والذي يستثمر أيضًا في بيتكوين أن وضع الاقتصاد في القطاع المحاصر والوصول الذي يضيفه القطاع المشفر شجعه على التحول للتداول الرقمي وتحصيل دخل مستقل من خلال المنصات الرقمية.

"أعتقد أن الوضع المصرفي اللامركزي للعملات المشفرة مشجع بما يكفي لنا نحن الفلسطينيين للحصول على دخل من خلال منصة آمنة ومستقلة".

كريم "مواطن فلسطيني في قطاع غزة المحاصر"

نشر الدكتور طارق دانه، المستشار السياسي للشبكة الفلسطينية للسياسات، مقالا بعنوان "هل يمكن أن تساعد العملة المشفرة في الكفاح من أجل تحرير فلسطين؟" تحدث فيه مطولا على الأسباب التي دفعت الفلسطينيين للمخاطرة بالانخراط في التشفير. و قال:

أعتقد أن عددًا متزايدًا من الفلسطينيين قد قفزوا على عربة العملات المشفرة لأن هذه إحدى الطرق للحصول على الاستقلال عن اللوائح المالية الإسرائيلية.

د.طارق دانه، مستشار "الشبكة" الفلسطينية

بالإضافة إلى ذلك، شمل الاستطلاع أيضًا نظرة ثاقبة من هيثم زهير (رجل أعمال فلسطيني ومستثمر تشفير). وفي معرض حديثه عن هذا الأمر ، قال:

"أنا متأكد من أن انخفاض سعر البيتكوين قد كلف العديد من التجار في غزة الكثير لأن استثماراتهم الأولية ورأس مالهم ليست عالية كما يظن المرء. كما أن التعليم والخبرة ضروريان للاستمرار في استخدام العملات المشفرة كمساحة للدخل عبر الإنترنت وأداة رمزية للثبات الاقتصادي في فلسطين. لا يتطلب الأمر سوى مكالمة خاطئة واحدة لخسارة ربح بقيمة الأرض في التشفير ".

هيثم زهير "رجل أعمال فلسطيني ومستثمر تشفير"

على الرغم من هذه الرؤى ومجموعات البيانات المشجعة، فإن المخاوف المتعلقة بتزايد المضاربة وتقلبات الأسعار ومشاكل الأمان للمحافظ لا تزال موجودة دائمًا.

اسرائيل تستهدف الأصول الرقمية للفلسطينيين

في حين أن العملات المشفرة فتحت الباب أمام العديد من الفلسطينيين للاستفادة من التجارة العالمية، إلا أنها ليست وسيلة قابلة للتطبيق للسلطات الفلسطينية، كما يحذر محمد خالد، صحفي الأعمال في مدينة غزة.

"من المستحيل اتخاذ إجراءات على مستوى الدولة مع البيتكوين ...فنظام تبادل العملات الرقمية في فلسطين مركزي، مما يعني أنه يمكن لإسرائيل إيقاف عمليات الإيداع والسحب مؤقتًا".

محمد خالد "صحفي فلسطيني"

قد تكون هذه المخاوف واقعية. حيث صادر الكيان الاسرائيلي 7.7 مليون دولار من البيتكوين (BTC)، و الدوجكوين (DOGE) ويُعتقد أن حركة حماس المناهضة للاحتلال و الداعمة لقطاع غزة، كانت تستخدمه لمعاملاتها.

لطالما تعرضت العملات الورقية والنقدية للانتكاسات في الحروب. حيث تتوقف أجهزة الصراف الآلي عن العمل، وتحظر الحكومات البنوك من السماح بالسحب السهل، أو بيع وتبديل العملات الدولية (الفوركس)، أو قبول المدفوعات بمختلف أنواعها، مما يترك الأفراد بلا نقود وغير قادرين على إجراء المعاملات.

في الظروف القصوى مثل الغزو، لن تتمكن البنوك المحلية التي تحتفظ بالعملة من الوصول إليها. ومن المرجح أن يتم استخدام بدائل النقود مثل البقالة أو بطاقات الوقود لشراء الأشياء الضرورية. والنتائج المتوقعة هي زيادة عدم اليقين ومخاطر التضخم العالية، على غرار ما حدث في أوكرانيا ومما يحدث منذ وقت طويل في غزة وفلسطين عموما، مما يجعل شيئًا أساسيًا مثل الخبز سلعة فاخرة.

الخلاصة

يمكن اعتبار التشفير حلاً لمشكلات التضييق على الشعب الأعزل. كما يمكن اعتبار المدفوعات من نظير إلى نظير دون مشاركة طرف ثالث حلاً مستقلاً لا يخضع للرقابة (لا يمكن تنظيمها أو إيقافها من قبل أي منظمة عسكرية أو حكومة دولة). ويمكن لطريقة دفع لامركزية مستقرة وآمنة أن تصمد نظريًا لأي نظام سياسي.

في الختام، بدأت العملات المشفرة والأصول الرقمية الأخرى بالفعل في إظهار علامات واعدة في الصراع بين أوكرانيا وروسيا، مع ملايين الدولارات في شكل تبرعات مجهولة باستخدام قوة البلوك تشين اللامحدودة. لذلك، من المعقول أن نتخيل أن التشفير والعملات الرقمية سيلعبون دورًا مهمًا في الصراعات الجيوسياسية والحروب المستقبلية.

كما أن العملة المشفرة لديها القدرة على أن تصبح العملة العالمية في عصر ما. ولكن هذا من شأنه أيضًا أن يجذب انتباه المتسللين. وبالتالي سيحتل الأمن السيبراني الأولوية القصوى دائما.

أفضل منصة كريبتو في الإمارات
أفضل منصة كريبتو في الإمارات
أفضل منصة كريبتو في الإمارات

إخلاء مسؤولية

جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.

bic_Crypto_in_Arab_neutral_3-1.png
Najma Noui
حصلت نجمة على الماجيستير في الإحصاء التطبيقي والاقتصاد القياسي قبل أن تكتسب خبرة كبيرة في تحليل البيانات والتطوير التجاري. وتهتم بمجال تكنولوجيا المالية FinTech، بلوكتشين، الويب 3، الذكاء الإصطناعي وسوق الأصول المشفرة ومشتقاتها. شاركت نجمة في العديد من الفعاليات والأحداث العالمية في صناعة الكريبتو. كما أنها حاورت العديد من مشاهير وأقطاب الصناعة.
READ FULL BIO
برعاية
برعاية
للإعلان والمبيعات: https://ar.beincrypto.com/sales/