ناقش العديد من الخبراء حدث دمج إيثيريوم Ethereum والترحيل إلى إثبات الحصة قبل الإطلاق الرسمي للحدث بما له من قوة في صناعة التشفير لذا فقد زادت الشائعات والتكهنات حول هذه التجربة التقنية الجديدة، ولكن ما الأشياء الصحيحة والحقائق التي من المقرر حدوثها بعد هذه الترقية؟
ثمة حقيقة أولى في هذا الأمر وهي اتخاذ المطورين لهذا القرار للانتقال من آلية إثبات العمل إلى إثبات الحصة في عدة سنوات حيث تم العمل على سلسلة بيكون أحد فروع شبكة إيثيريوم والمسؤولة عن إثبات الحصة في ديسمبر 2020 كي تخضع إلى البحث والاختبار والتطور.
والحقيقة الثانية أنه توجد تغييرات سوف يحدثها الترحيل الجديد طبقاً لمجموعة من الآراء المتعلقة بالتكلفة والبيئة والرمزية والمنافسة مع الأصول المشفرة الأخرى إضافة إلى الأقاويل المتعلقة بالقانونية واللامركزية ومقارنتها بالمركزية لذا يعد الدمج نقطة تحول في البلوك تشين بل في صناعة التشفير.
هل تُحدث إيثيريوم طفرة في تاريخ البتكوين؟
وإذا نظرنا إلى المنافس القوي الأصل المشفر بتكوين، سنجد أنه يعمل بآلية إثبات العمل التي تستهلك قدر كبير من الطاقة والذي تسعى إيثيريوم إلى تقليله بموجب انتقالها إلى إثبات الحصة.
وأفادت العديد من الدراسات أن إيثيريوم سوف تستهلك 99.95٪ من الكهرباء بعد تنفيذ التحول الجديد بفعل الدمج ومن ثم جذب المزيد من الاستثمارات ومن المتوقع حدوث انخفاض لمعدل تجزئة الإيثيريوم إلى الصفر على أن يكون أي شخص مالك للإيثر بإمكانه أن يصبح مدققاً وقادر على الاستفادة من حقوق المساهمين إبان المشاركة في البروتوكول.
وهذا بالطبع سيشكل فارقاً بينها وبين الأصل بتكوين الذي يشير بعض الخبراء إلى أضراره على البيئة في الوقت الذي تردد فيه غير الداعمين لإثبات العمل بالاستثمار في إيثيريوم ولكن وجهة النظر قد تغيرت فقد تراجعت شركة تسلا عن عرضها لتمكين البتكوين كوسيلة للدفع بسبب أضرارها وما تمثله من بصمة في عالم العملات المشفرة.
ومع إثبات الحصة تسير إيثيريوم على خطى واضح لأي مستثمر وبخاصة مما يتبعون ضخ رأس المال في عملة الإيثر أو ممن يستثمرون في الشركات الداعمة لإيثيريوم.
لذلك تظل شبكة إيثيريوم حديث الأخبار فهي من أكثر القضايا المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة عن العملات المشفرة إلى جانب ما تقصه الصحف والمواقع من مواد إخبارية خاصة بالبتكوين.
الرقابة التنظيمية أقل حدة على شبكة إيثيريوم
يريد المنظمون وضع سياسات جديدة أو قواعد محددة في صناعة التشفير ونظراً لصغر حجم سوق العملات المشفرة لم يتمكنوا من التدخل وتحقيق المركزية في ظل مخاوفهم من نمو الصناعة بين الأجيال وبالتالي قلة الاعتماد على العملات المحلية مما يفقدهم السيطرة على سيادتهم تجاه الأموال.
ومن الصعب تنظيم سوق العملات المشفرة لكثرة مشاريع التشفير وتنوعها ولكن ربما الخوف من بعض الممارسات كان الحجة الواضحة لخضوع هذا السوق للأمور التنظيمية.
وكان من ضمنها إثبات العمل الذي نافش المنظمون فكرة حظره بسبب استهلاك الطاقة الذي تحدثه عملية التعدين ومن ثم دارت النقاشات في أوروبا وداخل الولايات المتحدة بشأن الأضرار البيئية وضرورة الحفاظ عليها وكان أحدثها ناقش البيت الأبيض الذي حذر من تراكم البصمة الكربونية.
وفي إطار هذا التقرير فقد كانت إيثيريوم مسؤولة عن 20-39٪ من نفقات الكهرباء الناتجة عن تعدين العملات المشفرة في الوقت الذي قُدرت فيه البتكوين بنسبة 60-77 ٪ وبعض الانتقال إلى إثبات الحصة وفر هذا نوعاً من الطمأنينة تجاه صناعة العملات المشفرة المبنية على إيثيريوم.
ما الاستفادة من خروج المعدنين؟
أما عن المعدنين الذين يعملون على تعدين إيثيريوم يوماً مثل البتكوين فثمة امتلاكهم لمعدات ضخمة سيختفي العمل عليها بعد الانتقال إلى إثبات الحصة وانخفاض معدل التجزئة إلى الصفر.
وقد حاول البعض التعامل مع هذا الأمر بالإعلان عن الانضمام إلى شوكة إيثيريوم الجديدة أو إلغاء EIP-1559 ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك وسط النقاشات بشأن مصيرهم واستياء بعض رواد الصناعة من أفعالهم.
وتستمر البلوك تشين الأصلية؛ إيثيريوم كلاسيك في العمل باستخدام إلية الإجماع إثبات العمل وقد يبدو استخدام الشبكة هو الحل الأمثل للمعدنين بحسب ما قاله المؤسس لها فيتاليك بوتيرين.
خيار الدمج ما بين إيثيريوم وبتكوين
ويعد خيار الانتقال من إلية إثبات العمل الخاصة بإيثيريوم إلى إثبات العمل الخاص ببتكوين فكرة جيدة، وبحسب ما صرح مستشار الأصول المشفرة وخبير التعدين أنيبال جاريدو إلى موقع BeInCrypto فمن غير المتوقع توقف المعدنين عن نشاطهم ولكن ربما يشاركون في مشاريع تعدين أخرى لتوفير عائدات لمواصلة النشاط التعديني.
أما عن المعدات فلم يتوقع الخبير قدمها، فقد تصبح وحدات معالجة الرسومات الخاصة بايثيريوم مُستخدمة في مشاريع أخرى قائمة على إثبات العمل، وعند سؤاله عن هجرة المعدنين الجماعية إلى عملة البتكوين، قال أن مستوى صعوبة الشبكة لن يجعل البتكوين مشروعاً مربحاً حيث تخلى المعدنون في وقت سابق عن وحدات معالجة الرسومات الخاصة بهذا الأصل المشفر للانتقال إلى تقنية ASIC التي تعالج تريليونات العمليات في الثانية الواحدة متفوقة على الأجهزة القديمة.
وثمة الجانب التقني ايضا الذي يعوق التوافق بين الشبكتين ويقصد به الجانب الخوارزمي وبالتالي فإن خيار الهجرة الجماعية غير وارد ولكن يستحق ترحيل التعدين من الإيثيريوم إلى سلاسل البلوك تشين الأخرى القائمة على إثبات العمل المناقشة.
حلول الطبقة الأولى ستفقد ميزاتها
يؤثر إثبات الحصة على منافسي شبكة إيثيريوم وبخاصة من حلول الطبقة الأولى مثل سولانا وكرادنو وأفالانش وترون وبولكادوت ورادكس فقد حصد العديد من هذه الأصول المشفرة مكافآت في شكل إعادة ظهور رموزهم في اتجاه تصاعدي إبان شتاء التشفير ولكن ستفقد حلول الطبقة الأولى وحلول الطبقة الثانية مثل بوليجون عنصر الاستدامة وبالتالي قد لا يتم الاعتماد عليها من قبل العلامات التجارية الشهيرة مثلما اعتمدت ستاربكس على بوليجون لإصدار لعبة فيديو NFT.
وتجبر ترقية إيثيريوم 2.0 هذه البروتوكولات على تغيير مسارها لتركز على أنواع أخرى من الصفقات في ظل تعثر الشبكة وتكلفتها المرتفعة ورسوم معالجة الشبكة المتمثلة في القابلية إلى التوسع.
وتحصد إيثيريوم قاعدة كبيرة من المستخدمين والمطورين لذا سينتهي الأمر للشبكة وحلولها من الطبقة الأولى والثانية للعمل في نظام بيئي متشابك في المستقبل.
وماذا عن صناعة NFT بعد الدمج؟
تعتبر صناعة الرموز الغير قابلة للاستبدال ومشتقاتها من بين الصناعات القوية في صناعة التشفير والتي عانت من التكنولوجيا الغير مستدامة ولكن هذا القطاع يتميز بإداركه ووعيه للصناعة حيث استخدام الرموز في تطبيقات مختلفة من ألعاب الفيديو والرياضة والموسيقى.
ولكن دارت النقاشات عن استخدام إيثيريوم في استضافة وإنشاء NFTs خاصة بالأعمال الفنية وبعد الدمج وتقليل البصمة الكربونية يكون باستطاعة المبدعين العمل في قطاع الفن المشفر بصورة أكثر إبداعاً مما سبق.
المركزية ودمج الإيثيريوم
قد يؤثر الدمج على لامركزية الشبكة لأن الانتقال إلى إثبات الحصة سوف يغيير من الرموز المميزة ويرى العديد من الخبراء أن التغيير يمكنه إلى يصل إلى مركزية الشبكة بحصول المستثمرين على كم كبير من الإيثر وبالتالي السيطرة على الشبكة فمثلاً اشترت شركة جري سكيل جميع الإيثر خلال مرحلة إطلاق صندوق الإيثيريوم.
وبحسب بيانات شركة دوني أنلتكس المنصة العالمية المتخصصة في تحليلات التشفير فقد تمتلك منصة ليدو أكبر حصة في الإيثر بمراهنة نحو 4.152.128 من الأصل المشفر أو بما يقترب من 31٪ من إجمالي مجمع السيولة بما يعادل 129.754 مدقق يشارك كل منهما 32 إيثر في سلسلة بيكون منصة الإيثيريوم المنضمة إلى الترقية الجديدة.
ومن الواضح أن 29.61٪ من الإيثر تسيطر عليها ثلاث بورصات تشفير ويكون مشكلة المركزية هنا في قدرة المهاجمين على سرقة مبالغ كبيرة من المستثمرين والشركات عن طريق تجميد الأموال وبالتالي التأثير على إيثيريوم في ظل العقوبة التي فرضتها القوانين على منصة تورنادو كاش.
وقد تتعرض الشبكة إلى إجراءات خاصة باصطدام في لا مركزيتها لذا ينبغي على كل مستخدم للتشفير أن يدرك جيداً ما قد يحدثه الدمج من قوة منذ إطلاق البتكوين والإيثيريوم وعلى الجانب الآخر تشكل هذه التجربة سابقة لم تحدث من نوعها لمطوري العملات المشفرة وربما يكون ناجحها حافزاً لأتباع البتكوين لنفس الأمر أو يتسبب فشلها في تغيير هوية شبكة الإيثريوم.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.