في مشهد اقتصادي متقلب، تسببت السياسات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي في هزة عنيفة بالأسواق العالمية. وبينما تستمر المؤشرات المالية باللون الأحمر، خرج ترامب مساء الأحد بتصريحات أثارت مزيدًا من الجدل، حيث أقر بأنه لا يعرف إلى أي مدى ستتواصل هذه الانخفاضات.
ترامب: أحيانًا "يجب تناول دواء" كي نتعافى
منذ الأسبوع الماضي، تعيش الأسواق حالة من الذعر الشديد، إذ هبط مؤشر داو جونز بنسبة 9.3٪ خلال يومين فقط، بينما خسر مؤشر S&P500 نحو 9.1٪ خلال أسبوع واحد. أما بورصة ناسداك فلم تكن أفضل حالًا، حيث تراجعت بنحو 10٪ منذ نهاية مارس.
في تصريح حاول فيه التخفيف من وطأة الأحداث، قال ترامب معلقًا على الكارثة الاقتصادية:
"أنا لا أرغب برؤية أي شيء ينهار، ولكن أحيانًا يكون علينا تناول دواء مرّ لنصبح أفضل."
مع ذلك، لم يُخف الرئيس الأمريكي ضبابية المشهد، معترفًا بعدم قدرته على التنبؤ بمستقبل الأسواق، وإن أكد أن بلاده اليوم في وضع أقوى مما كانت عليه سابقًا:
"لا يمكنني أن أخبركم بما سيحدث في الأسواق. ولكن يمكنني أن أؤكد أن بلادنا اليوم أكثر قوة."
👈 اقرأ المزيد: كل ما ينبغي معرفته عن لقاء الشبكات الاجتماعية بالتمويل اللامركزي
بداية أسبوع سوداوية في الأسواق العالمية
مع انطلاق الأسبوع الجديد، افتتحت الأسواق العالمية على خسائر ثقيلة. ففي آسيا، سجل مؤشر نيكاي الياباني هبوطًا حادًا بنسبة 8٪ خلال ساعة واحدة فقط، بينما خسر مؤشر هانغ سنغ، الذي كان مغلقًا يوم الجمعة، 9.5٪ دفعة واحدة. أما مؤشر SSE الصيني فقد شهد تراجعًا بنسبة 7.3٪ صباح اليوم.
ولم تسلم العملات الرقمية من موجة الانحدار العنيفة؛ إذ هبط سعر بيتكوين إلى 74,700 دولار، مسجلًا انخفاضًا بنسبة 8.6٪ خلال أسبوع. بينما تعرض الإيثيريوم لأحد أسوأ أسابيعه على الإطلاق، حيث تراجع بنسبة 20٪ خلال 24 ساعة فقط، مما أدى إلى خسارة إجمالية في سوق العملات الرقمية بنسبة تقارب 12.5٪ في يوم واحد.
👈 اقرأ المزيد: فرصة أم تهديد؟ الجدل الدائر حول تقنين العملات المشفرة
تصعيد متبادل في الحرب التجارية
ردود الفعل الدولية لم تتأخر، إذ بدأت القوى الاقتصادية الكبرى بفرض رسوم جمركية مضادة على الصادرات الأمريكية. ومع تصاعد حدة التوترات، واصل ترامب تصريحاته التصعيدية، مهاجمًا السياسات السابقة ومؤكدًا موقفه المتشدد:
"لقد أساءت إلينا الدول الأخرى كثيرًا لأن حكومتنا كانت غبية... ما لم نعالج مشكلة العجز التجاري، فلن أوقع على أي اتفاقيات."
وهكذا، يبدو أن الحرب التجارية قد دخلت مرحلة جديدة أكثر حدة، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات كارثية على الأسواق العالمية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
