شهدت سوق العملات المستقرة تراجعاً حاداً خلال الثمانية عشر شهراً الماضية. مما يعكس التشكك الواسع النطاق الذي يحيط بمجال العملات الرقمية. خلال هذه الفترة. تراجعت القيمة السوقية للعملات بنسبة 35%. من أعلى مستوى لها والبالغ 189 مليار دولار في مايو 2022 إلى 124 مليار دولار، وفقاً لبيانات من منصة DeFiLlama. يسلط هذا التراجع الضوء على تزايد الضغوط لرقابية التنظيمية التي كبحت مسار نمو العملات المستقرة على مستوى عالمي.
كانت إحدى العوامل الرئيسية لهذا التراجع هو انهيار تيرا فورم Terraform والعملة المستقرة الأصلية UST في العام الماضي، والتي ساهمت في تدهور السوق.
Sponsoredشهدت قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) انكماشاً أيضاً. حيث بلغت أحجام التداول في البورصات المركزية للعملات المستقرة أدنى مستوى لها في 28 شهراً. مسجلة 331 مليار دولار في سبتمبر 2023.
ومن بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في هذا التراجع هو حالة الغموض التنظيمي المحيط بالعملات المستقرة. قامت الحكومات والهيئات الرقابية المالية على مستوى عالمي بتشديد القوانين. عبر إطلاق موجة من الأطُر التنظيمية الصارمة التي تهدف إلى ضبط مجال العملات المشفرة الذي صار يشبه الغرب المتوحش.
علاوة على ذلك، تتميز سوق العملات بتركيز عالٍ. حيث تُسيطر بعض العملات فقط على السوق وهي USDT وUSDC وDAI وTUSD وBUSD.
وبالتحديد تهيمن عملة تيثر (USDT) على المشهد بقيمة سوقية تبلغ 83.8 مليار دولار. على الرغم من التراجع العام في السوق.
أظهرت عملة USDT مرونة حتى في ظل تراجع السوق. بينما شهدت منافستها المباشرة، USDC، انخفاضاً حاداً. نتيجة لعدة عوامل بما في ذلك حادثة خسارة الارتباط بالدولار (تراجعا قيمتها عن مستوى التكافؤ 1 دولار) في وقت سابق من هذا العام.
ارتفاع عوائد الخزانة الأمريكية يضغط على العملات المستقرة
Sponsoredأشار خبراء الصناعة إلى أن أسعار الفائدة في الأسواق المالية التقليدية التي تتجاوز العائدات في مجال العملات الرقمية هي السبب الرئيسي وراء هروب رأس المال من العملات المستقرة.
أبرز Vaidya Pallasena، المؤسس المشارك في شركة لـ Bluechip. أن حجم مشاركة المتداولين بالتجزئة قد تراجعت بشكل كبير منذ ذروتها في منتصف عام 2021.
وقد تراجعت أحجام التداول اليومية التي كانت تتراوح بين 150-300 مليار دولار إلى متوسط قدره 50 مليار دولار.
كما أدى ارتفاع عائدات الخزانة الأمريكية منذ منتصف عام 2022 وتراجع الكبير في معدلات التذبذب في سوق العملات المشفرة إلى إضعاف جاذبية الاحتفاظ العملات المستقرة.
وأوضح نيك كارتر، الشريك في Castle Island Ventures، أن بيع العملات المستقرة قد يستمر حتى تنخفض أسعار الفائدة في القطاع المالي التقليدي. أو ترتفع عوائد العملات المشفرة في منصات التمويل اللامركزية DeFi أو عوائد رهن في شبكة ايثيريوم.
المفارقة، أن تلك العملات وعلى الرغم من انخفاض قيمتها السوقية. فهي تلعب دورًا حاسمًا في نظام العملات المشفرة.
فهي تشكل 10% فقط من حصة السوق الإجمالية لصناعة العملات المشفرة ولكنها تسهم في 70-80% من جميع نشاطات التسوية على شبكات البلوك تشين.
