أجمع عدد من الخبراء في استشراف المستقبل وقادة شركات عالمية، على أن مستقبل المدن سيكون رقمياً بامتياز، معتمداً على البيانات الضخمة والطاقة المتجددة والتنقل الذكي، لما فيه من تحقيق لمفهوم المدن الواعية، وبناء مجتمعات الغد الذكية القائمة على الابتكار، والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة.
وكانت شركة "شنايدر إلكتريك" المتخصصة في التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة والاستدامة، نظمت في دبي جلسة "مستقبل المدن" ضمن فعاليات "قمة الابتكار في الشرق الأوسط وأفريقيا 2022"، والتي تجمع خبراء ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم، وقيادات الشركات والمؤسسات المعنية بالطاقة والإدارة لاستشراف مستقبل الطاقة وإدارة الموارد والرقمنة والذكاء الاصطناعي.
70% من سكان العالم
واتفق المشاركون في الجلسة على أن مدن المستقبل، التي يتوقع أن تضم 70% من سكان العالم الذين من المتوقع أن يصلوا إلى 9.8 مليار شخص بحلول عام 2050، ستكون مراكز متكاملة للابتكار والإبداع وتحسين مستوى الحياة عبر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، إذا ما توفر التخطيط الاستراتيجي السليم والتنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص على مختلف المستويات.
وضمت الجلسة كلاً من نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في شنايدر إلكتريك، لوك ريمون، والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة تطوير مصر الدكتور أحمد شلبي، والمدير التنفيذي لقطاع الاستشراف وتخيل المستقبل في مؤسسة دبي للمستقبل، الدكتور باتريك نواك.
التوأمة الرقمية
وأكد نواك أن هناك العديد من المدن كدبي قامت على أساس التصميم المستقبلي واستشراف أفضل الحلول الذكية من مراحل مبكرة، ويمكن للعديد من المدن الجديدة حول العالم الاستفادة من هذا النموذج المتقدم في تصميم وبناء مدن المستقبل، مشدداً على أهمية التصميم المستدام المستقبلي في كل مخططات وعمليات المدن الجديدة والقائمة.
ولفت نواك إلى أهمية بحث مفاهيم التوأمة الرقمية للمدن والتخيل الرقمي لبنيتها التحتية واختبار تصميم مدن ميتافيرس الافتراضية، والاستفادة منها لتجربة وهندسة الحلول الذكية الأمثل لتصميم مدن المستقبل المستدامة، خاصة وأن المدن المختلفة تحتاج إلى حلول مختلفة وفق احتياجات كل منها.
تطور استباقي لاستشراف المستقبل وتحدياته
وقال نواك إن تطور المدن في الماضي كان يحصل بالتفاعل مع احتياجات السكان في معظم أنحاء العالم، ويجب أن يكون هذا التطور الآن أكثر استباقيةً لاستشراف متطلبات المستقبل وتحدياته حتى قبل حصولها، وهو ما يحقق التوازن بين النمو والاستدامة، لكنه يتطلب رؤية استراتيجية معتمدة على الرقمنة والذكاء الاصطناعي تمكّن الجميع، وهذا ما يُرى في دبي.
من جهته، أشار مدير الجلسة لوك ريمون، إلى أن المدن تعلمت العمل عن بعد وقادة اليوم يفكرون بشكل مختلف خاصة بعد جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ودبي ودولة الإمارات العربية المتحدة يعملان منذ سنوات طويلة على استشراف المستقبل في كل القطاعات.
دبي.. مثال حي للتصميم المستقبلي
وذكر ريمون أن دبي كمدينة هي مثال حي على ذلك التصميم المستقبلي المستدام للمدن، لافتاً إلى أهمية تحسين كفاءة العمليات في مدن المستقبل من خلال التقييم المستمر لكفاءة العمليات في المباني والطرقات والمنشآت بأنواعها عبر تقنيات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وأوضح ريمون أن خلق القيمة في مجال التطوير العقاري يتحقق من خلال التقنيات المستدامة والذكية لإدارة الطاقة والموارد، وهناك أسواق عالمية عديدة تعمل على هذا الاتجاه، لافتاً إلى وجود فرص عملاقة في هذا المجال للطاقة المتجددة في مدن المستقبل في منطقة الشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أن "شنايدر إلكتريك" تقود التحول الرقمي لإدارة الطاقة والأتمتة في المنازل والمباني ومراكز البيانات والبنية التحتية والصناعات.
حلول متكاملة لتعزيز الكفاءة
هذا وتتواجد الشركة عالمياً في أكثر من 100 دولة، وتعتبر رائدة في إدارة الطاقة عبر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، بما في ذلك طاقة الجهد المتوسط والجهد المنخفض والطاقة الآمنة، وفي أنظمة الأتمتة.
كما توفر الشركة حزمة من الحلول متكاملة لتعزيز الكفاءة، تجمع بين الطاقة والأتمتة والبرمجيات. وتتعاون "شنايدر إلكتريك" في منظومتها العالمية، مع أكبر مجتمع للشركاء على منصتها المفتوحة لتوفير الكفاءة التشغيلية والتحكم في الوقت الفعلي.
وتؤمن الشركة بالشراكة مع كوادرها وشركائها لتحقيق رؤيتها بالتحول إلى المدن الذكية المعتمدة على الرقمنة والذكاء الاصطناعي مع التزامها بالابتكار والتنوع والاستدامة لتوفير نمط الحياة نشطة للجميع.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.