سجلت عملة البيتكوين (BTC) قفزة تاريخية تجاوزت فيها حاجز 89 ألف دولار خلال تداولات الأسواق الآسيوية، في جلسة شهدت تقلبات حادة. هذه الزيادة القوية بنسبة 32% خلال أسبوع واحد تعززت بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية. مما رفع التوقعات بشأن مستقبل سوق العملات الرقمية. ومع ذلك، يحذر المحللون من احتمالية تصحيح سعري قصير المدى بسبب الإفراط في استخدام الرافعة المالية. مما قد يؤدي إلى تقلبات حادة وتراجع في الأسعار.
جاء هذا الارتفاع بعد فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي. مما عزز من التوقعات الإيجابية بشأن مستقبل سوق العملات الرقمية.
وفقًا لتحليلات، يمكن أن يصل إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية إلى 10 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2026، ارتفاعًا من 3 تريليون دولار حاليًا، وسط توقعات بوصول سعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار بنهاية العام الجاري.
ومع ذلك، يحذر المتداولون من احتمالية حدوث تصحيح سعري على المدى القصير. خاصة مع ارتفاع المخاطرة المرتبطة بالرافعة المالية عند مستويات أعلى من 90 ألف دولار. حيث تشير التوقعات إلى احتمال تباطؤ الارتفاع وصولًا إلى مستوى 100 ألف دولار.
تحذيرات من مخاطر جني الأرباح وتصفية مراكز عقود الآجلة للبيتكوين
أصدرت شركة QCP Capital " تحذيرات بشأن حالة التفاؤل المفرط السائدة في السوق. مشيرةً إلى مخاطر حدوث تراجع محتمل في الأسعار.
وذكرت الشركة في منشور على تطبيق تليجرام: "بعد كسر البيتكوين لمستويات المقاومة الأساسية وخروجه من نطاقه لعدة أشهر، يبدو أن السوق في حالة من النشوة. التمويل المؤقت في العقود الآجلة مرتفع للغاية، وعوائد الأساس وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر".
وأضافت الشركة أنها على الرغم من استمرار تفاؤلها على المدى الطويل، فإنها تظل حذرة بشأن أي تراجعات محتملة. لا سيما تلك الناتجة عن تصفية الصفقات المفتوحة بالرافعة المالية.
وأشارت البيانات إلى أن معدلات التمويل في العقود الآجلة الدائمة perpetuals ( ليس لها موعد استحقاق)، ارتفعت إلى 0.056%، وهو أعلى مستوى منذ مارس على الأقل. مما يدل على أن هناك إفراط في المراكز الشرائية المفتوحة.
وأي تراجع طفيف في السعر يمكن أن يشكل ضغط على محافظ المتداولين الذين يفتحون هذه المراكز بالرافعة المالية. ما يدفعهم لغلق بعضها. مما يزيد من الضغوط الهبوطية في السوق و ندخل عندها سلسلة انهيار أحجار الدومينو.
تقلبات الرافعة المالية ظاهرة شائعة في موجات أسواق العملات الرقمية الصاعدة السابقة. وغالبًا ما أدت إلى انخفاضات مفاجئة تتجاوز نسبة 10%.
وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت العقود الآجلة القياسية لتتداول بعلاوة سنوية تزيد عن 15% في جميع البورصات، بما في ذلك بورصة شيكاغو التجارية (CME). تمثل هذه العلاوة العائد المتاح على استراتيجية التحكيم و النقد "Cash and Carry" التي تتضمن شراء الأصل في السوق الفورية وبيع عقد آجل في الوقت نفسه.
تعتمد هذه الاستراتيجية على استغلال الفروق السعرية بين السوق الفوري (Spot Market) والعقود الآجلة (Futures Market)، بهدف تحقيق ربح مضمون بغض النظر عن اتجاه السعر في المستقبل.
إذا كانت العلاوة مرتفعة، فهذا يعني أن السوق في حالة تفاؤل أو توقعات بارتفاع الأسعار. ولكن، وفقًا لشركة "QCP Capital"، فإن القفزات الحادة في هذه العلاوة، كما يحدث حاليا، لم تدم طويلاً في السابق.
اقرأ أكثر : ما هي فجوة البيتكوين على CME وما مدى تأثيرها؟
تحليل ضغط الشراء والمخاطر المحتملة
أشار تحليل من "بارو فيرتشوال" (BaroVirtual)، محلل في منصة "كريبتوكوانت" (CryptoQuant)، إلى أن ارتفاع ضغط الشراء على البيتكوين قد يكون سيفًا ذو حدين.
وفقًا للمحلل، فإن ارتفاع العلاوة في منصة "كوينبيس" (Coinbase) -وهو مؤشر يقيس الفرق السعري بين البيتكوين على كوين بيز وباقي البورصات - يشير عادة إلى ضغط شراء قوي وارتفاع معنويات المستثمرين على المدى المتوسط.
ومع ذلك، يحذر المحلل من أن هذه العلاوات المرتفعة قد تكون مؤشرًا على تراجع محتمل على المدى القصير. خاصةً مع زيادة مراكز الرافعة المالية لدى المتداولين الأفراد.
عندما يرتفع الطلب بشكل كبير ويترافق مع ارتفاع حجم المراكز المرفوعة، يزداد خطر حدوث تصحيح في السوق. حيث يؤدي حتى التقلب البسيط في الأسعار إلى تصفيات تؤدي إلى تفاقم الانخفاض.
ويوضح "بارو فيرتشوال" أن هذه الظاهرة كانت واضحة في بعض البورصات الآسيوية. حيث ساهمت المراكز العدوانية واستخدام الرافعة المالية في زيادة هشاشة السوق.
وعلى الرغم من أن ارتفاع العلاوات يعكس طلبًا قويًا ودعمًا لسعر البيتكوين. إلا أن الإفراط في استخدام الرافعة قد يؤدي إلى تذبذبات حادة إذا تغيرت المعنويات أو انخفضت العلاوات.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.