بنك سيلفرغيت المنخرط في قطاع العملات الرقمية في الترنح بعد انهيار بوصة أف تي أكس FTX وشركة ألاميدا للأبحاث Alameda Research - التي كانتا من أكبر عملائه - ما دفع العملاء إلى التدافع إلى سحب مليارات الدولارات من ودائعهم.
في 8 مارس الماضي ، أعلن البنك عن قرار إغلاقه الطوعي. وهناك أخبار الآن أن وزارة العدل الأمريكية تجري تحقيق مع سيلفرغيت بشأن التحويلات المالية و نوع الخدمات المقدمة إلى بورصة FTX و شركة التداول ألاميدا Alameda.
الوضع في بنك سيغنتشر Signature كان مختلف. فالبنك كان يحاول منذ ديسمبر تنويع قاعدة عملائه لتجنب مخاطر التركيز على قطاع العملات الرقمية المشفرة. و هو الخطأ الذي ارتكبه بنك سيلفرغيت. ولكن، سمعته كبنك منخرط في قطاع العملات الرقمية المشفرة.
إلى جانب الذعر الذي انتشر بين المودعين في أعقاب انهيار بنك سيليكون فالي (SVB). هذه الأسباب كانت كافية لدفع موجة ذعر أخرى لسحب الودائع من البنك. ما دفع المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع FDIC إلى الاستحواذ على البنك في 12 مارس.
في مقابلة مع بلومبرغ ، قال بارني فرانك Barney Frank عضو مجلس إدارة Signature، و عضو الكونغرس السابق و أحد المشاركين في صياغة الإصلاحات المصرفية الأمريكية في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008.
إن البنك كان يمكن أن ينجو، لكن الهيئات التنظيمية و الرقابية "أرادوا يعد رسالة (تحذير) لإبعاد الناس عن العملات الرقمية."
ولكن، قالت هيئة الخدمات المالية بولاية نيويورك في تصريح لوكالة رويترز إن "القرارات التي اتخّذت خلال عطلة نهاية الأسبوع لا علاقة لها بالعملات الرقمية المشفرة".
مؤامرة ضد العملات الرقمية المشفرة "نقطة الاختناق 2.0"
ومع ذلك، هناك الكثير من العاملين في مجال العملات الرقمية المشفرة أو المؤيدين له من يعتقد بصحة فكرة أن الهيئات الرقابية و التنظيمية لديها تحيّز ضد الصناعة.
وحتى قبل إغلاق بنكي سيلفرغيت Silvergate و سيغنتشر Signature، عبر الكثيرون عن منهم عن ذلك بما في ذلك الرئيس التنفيذي لبورصة العملات الرقمية المشفرة الأمريكية كراكن Kraken.
مؤكّدين وجود مؤامرة ويطلقون عليها اسم "عملية Choke Point 2.0" أو "نقطة الاختناق 2.0". مشيرين إلى جهد متعمّد لفصل قطاع العملات الرقمية المشفرة عن النظام المصرفي.
هذا المصطلح، الذي صاغه نيك كارتر ، المدير في شركة رأس المال الاستثماري Castle Island Ventures. يشير إلى برنامج أطلقته إدارة أوباما، والذي طالبت بموجبه ضغط المسؤولون الأمريكيون على البنوك لقطع العلاقات مع بعض الصناعات المنبوذة مثل صناعة الترفيه الإباحي و نوع من القروض قصيرة الأجل التي تسمى "قرض يوم الدفع payday lending و الذي كان يسمى "نقطة الاختناق".
ويقول أنصار نظرية "نقطة الاختناق 2.0" إن هذه التحركات هي محاولة لفرض قيود تنظيمية بطريقة مستترة . باستغلال قوة تأثير القطاع المصرفي. لإنشاء سياسة بحكم الأمر الواقع دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس.
"في الوقت الحالي، معظم البنوك تخشى تقديم خدمات لقطاع العملات الرقمية المشفرة. لذلك يمكن القول إن هذه السياسة كانت ناجحة دون الحاجة إلى حظر مباشر." كما يقول كارتر. الهدف هو فعل أقصى ما يمكن دون تمرير أو صياغة قوانين جديدة ".
في 9 مارس، كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بقيادة بيل هاغرتي من ولاية تينيسي. رسالة إلى الهيئات الرقابية المالية للاستفسار حول هذا الموضوع.
وقد تسببت البيانات الصادرة عن الهيئات التنظيمية: "في أن البنوك أعادت تقييم قرارها بتقديم خدمات مصرفية لقطاع العملات الرقمية المشفرة"، حسبما جاء في هذه الرسالة. يبدو أن هذا السلوك المنسق يذكرنا و بشكل مزعج بعملية نقطة الاختناق ".
"عملية نقطة الاختناق 2.0 " أمر حقيقي و موجود، كما يقول كيتلين لونغ، الرئيس التنفيذي لبنك Custodia، الذي ذكرناه آنفا. "العديد من البنوك عدلت عن المشاركة في أب نشاطات متعلّقة بالعملات الرقمية المشفرة... والكثير من الشركات تتراوح بين الصغيرة والكبيرة جدا يبحثون عن حسابات مصرفية."
ومنذ يناير، تلقى بنك Custodia سيل من الاستفسارات من شركات العملات الرقمية المشفرة التي تبحث عن شريك مصرفي، كما يقول لونج. ولكن بدون إشراف فيدرالي، لا يمكننا تقديم سوى مجموعة محدودة من خدمات المصرفية بالدولار الأمريكي.
و لقد رفع بنك Custodia دعوى قضائية صد البنك الاحتياطي الفيدرالي على خلفية رفض طلبه للعضوية في نظام الدفع المالي للبنك المركزي.
لا وجود للمؤامرة لكن القطاع يحتاج حقا إلى التنظيم
هناك آخرون أقل اقتناعا بنظرية "نقطة الاختناق". تقول الخبيرة الاقتصادية فرانسيس كوبولا Frances Copolla، التي عملت في إدارة المخاطر لدى بنك HSBC والبنك الملكي الأسكتلندي.
إنها لا تعتقد أنه كان هناك "هجوم منسق على قطاع العملات الرقمية المشفرة". ولكن فشل بنكي سيلفرغيت Silvergate و سيغنتشر Signature هو انعكاس للهشاشة في نماذج عملهم الذي طبّقوه. و يقول كاليب فرانزن Caleb Franzen، محلل الخدمات المصرفية للشركات في شركة الأبحاث Cubic Analytics، إن الحديث عن التكتيكات الخفية من قبل الهيئات التنظيمية هي مجرد “تكهنات بحتة".
كلبيستين مدير شركة Swan Bitcoin لا يعتقد بفكرة أن الهيئات التنظيمية الأمريكية لديها خطة لتضييق الخناق على صناعة العملات الرقمية المشفرة.
كما أنه أكثر تفاؤلا بشأن آفاق الشركات التي صارت “يتيمة" دون حساب بنكي بعد انهيار سيلفرغيت Silvergate و سيغنتشر Signature في العثور على ينوك جديدة تمنحهم حسابات بنكية. قائلا "البنوك عادة ما تكون سعيدة بأخذ أموالك".
كما أبدى كليبستن تعاطف و تأييد لجهود الهيئات التنظيمية و الرقابية لمحاربة الاحتيال في قطاع العملات الرقمية. رغم إقراره بأن الأمر المحبط هو أن شركات العملات الرقمية الشرعية ستعاني من الأضرار جانبية.
موضحا: "لأن العملات الرقمية المشفرة قطاع مشبوه وبعض الشركات تدار بشكل سيء جدا، وهذه الفئة تسمم الصناعة بأكملها."
و أضاف : "لذلك من الصعب أن تطلب من بنك لديه مئات الآلاف من الحسابات التمييز بين الشركات الشرعية المسؤولة والناضجة التي يقودها أناس عاقلون، و تلك التي يقودها المجرمون. ومن الطبيعي أن نجد أننا عالقون بشكل ظالم مع هؤلاء في خانة واحدة."
رحلة شركات العملات الرقمية فيالبحث عن حساب بنكي
ولكن سواء كان الأمر مجرد صدفة أو خطة محكمة التصميم. فإن الحقيقة هي أن شركات العملات الرقمية المشفرة تواجه أزمة مصرفية كبيرة في الولايات المتحدة.
إغلاق بنكي سيلفرغيت Silvergate و سيغنتشر Signature أدى بشركات العملات الرقمية المشفرة إلى الانطلاق في رحلة شاقة للبحث بشكل عاجل عن شركاء مصرفيين جدد.
شركة سيركل Circle، التي تصدر العملة الرقمية المستقرة USDC. تعرّضت لضغوط كبيرة بعد انهيار بنك سيليكون فالي SVB الذي أودعت فيه جزء من احتياطاتها النقدية للعملة المستقرة. الأمر الذي أدى بالأخيرة إلى فكّ ارتباطها مع الدولار الأمريكي و الانخفاض عن مستوى التعادل.
و لكن بعد تدخل السلطات الأمريكية لانقاد ودائع العملاء في البنك المنهار. تمكنت شركة سيركل من استعادة تلك الاحتياطات بنفس السرعة التي فقدتها بها. كما تمكّنت من ابرام اتفاق مع BNY Mellon لفتح حساب بنكي معه لوضع احتياطاتها النقدية فيه.
ولكن هذا الحظ السعيد لم يكن حليف الكثير من شركات العملات الرقمية. فشركات الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة MaiCapital و Digital Asset Capital Management بدأت رحلة للبحث عن شركاء مصرفيين جدد في خارج الولايات المتحدة. في حين اضطرت منصة التداول LedgerX إلى العثور على بنك جديد للمرة الثانية. بعد كانت قد تحولت في البداية من بنك سيلفرغيت Silvergate إلى بنك سيغنتشر Signature.
وبفضل القيمة التي تمثلها للبنوك، من المرجح أن تتمكن شركات العملات الرقمية الكبيرة من الاحتفاظ بحساباتها الحالية في الولايات المتحدة، كما يقول كارتر.
ما يعني أن المقيمين في الولايات المتحدة سيظل بإمكانهم الوصول إلى بورصات العملات الرقمية. لكن الشركات الصغيرة "تتخبّط"، كما يقول.
ويرى كارتر أن تكون النتيجة أن بعض الشركات من المحتمل أنها ستهاجر إلى بلدان التي تملك أنظمة تنظيمية أكثر ملاءمة. و أن البعض منها سيكافح من أجل زيادة رأس المال الاستثماري، الذي لا يستطيع الوصول إلى الخدمات المصرفية. والبعض الآخر لن يبدأ العمل في هذ المجال أصلا.
مع سقوط سيلفرغيت Silvergate و سيغنتشر Signature، وهما البنكان الوحيدان اللذان كان يقدمان خدمات الدفع اللحظية على المدار الساعة و كل أيام الأسبوع.
سيتعين على شركات العملات الرقمية المشفرة أن تعتاد على العمل بوتيرة مختلفة. بالنسبة للمتداولين هذا يعني أنهم قد لا يكونوا قادرين على الخروج من الصفقات خارج ساعات العمل المصرفية العادية. والتي من المرجح أن تخلق مستوى إضافي من التقلب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
