مع الانعطافة الحادة التي اتخذتها إدارة ترامب الجديدة لصالح قطاع العملات الرقمية، تبدو بينانس مصممة على استعادة نفوذها داخل الولايات المتحدة. فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن المنصة العملاقة دخلت في مفاوضات سرية مع وزارة الخزانة الأمريكية لتخفيف القيود المفروضة عليها، بينما تسعى بالتوازي إلى نسج تحالف استراتيجي مع مشروع World Liberty Financial (WLFI)، المرتبط بعائلة ترامب.
بينانس تطمح لاستعادة استقلاليتها الكاملة على الأراضي الأمريكية
في خطوة لافتة، بدأ الرئيس التنفيذي لبينانس، ريتشارد تنغ، إلى جانب المستشارة القانونية للمنصة إليانور هيوز، محادثات مع مسؤولي وزارة الخزانة الأمريكية، سعياً إلى تقليص أو إنهاء الإشراف المفروض بموجب اتفاقية التسوية التاريخية التي أبرمت عام 2023.
وكانت هذه الاتفاقية قد فرضت غرامة ضخمة قدرها 4.3 مليار دولار على بينانس ومؤسسها تشانغبينغ تشاو، بعدما اعترفت المنصة بارتكاب خروقات لقوانين مكافحة غسل الأموال في الولايات المتحدة. وبموجب التسوية، تم تعيين جهتين مستقلتين للإشراف على أنشطة بينانس لفترات تمتد إلى 3 و5 سنوات على التوالي.
ولكن مع تغير المناخ السياسي في واشنطن بعد عودة ترامب إلى الرئاسة، تحاول بينانس الاستفادة من الأجواء المواتية للتخفف من أعباء الرقابة. فالولايات المتحدة أطلقت مبادرات غير مسبوقة لدعم قطاع البلوكشين والعملات الرقمية، من إنشاء قوة مهام خاصة بالعملات المشفرة إلى تأسيس احتياطي استراتيجي من البيتكوين.
ترافقت هذه المبادرات مع إيقاف ملاحقات قانونية ضد العديد من منصات التشفير الكبرى مثل كراكن وريبل وكوينبيس ويوني سواب، مما أضفى ارتياحًا واضحًا على الصناعة بأكملها.
تقارب غير معلن مع مشروع WLFI المدعوم من عائلة ترامب
في سياق موازٍ، تشير التقارير إلى أن بينانس تتباحث مع World Liberty Financial، المشروع الذي يشرف عليه مقربون من دونالد ترامب، وفي مقدمتهم نجله إريك ترامب. ويُعتقد أن الطرفين يناقشان إدراج العملة المستقرة USD1 — التي أطلقت مؤخرًا على شبكة BNB Chain التابعة لبينانس — على منصة التداول.
لو تحقق ذلك، فإن إدراج USD1 في بينانس سيكون بمثابة دفعة هائلة لهذا المشروع الوليد، ويُتوقع أن يجني أرباحًا ضخمة لعائلة ترامب.
ومع ذلك، يعتقد البعض أن وراء هذا التحالف أهدافًا أعمق. فبحسب تقارير وول ستريت جورنال، قد يسعى مؤسس بينانس السابق، تشانغبينغ تشاو، إلى نيل عفو رئاسي بعد قضائه عقوبة بالسجن لأربع سنوات، ضمن أجواء سياسية باتت أكثر تقبلاً للوجوه البارزة في قطاع التشفير.
ورغم نفي CZ لهذه المزاعم مرارًا، واتهامه لصحيفة وول ستريت جورنال بفبركة الأخبار، إلا أن الصحيفة لم تتراجع عن تقاريرها حتى الآن.
من اللافت أيضاً أن تشاو قد شارك مؤخرًا عدة تغريدات ترويجية لعملة USD1، مما يعزز التكهنات بوجود تقارب فعلي بين الطرفين.
صفقة أم تعاون عابر؟
وسط هذه الديناميكية الجديدة، سرت شائعات عن احتمال استحواذ WLFI على فرع بينانس الأمريكي Binance.US. لكن القائمين على المشروع نفوا ذلك رسميًا، مؤكدين أن WLFI تظل مشروعًا لامركزيًا يهدف إلى بناء نظام مالي جديد يخدم ملايين الناس.
وفي تعليقهم على هذه الشائعات، انتقدوا وسائل الإعلام الكبرى قائلين إن "التقارير غير الموثقة التي تنشرها صحف مثل وول ستريت جورنال وبلومبرغ تبدو مدفوعة بأجندات سياسية تستهدف صناعة العملات المشفرة".
في كل الأحوال، تبقى تحركات بينانس الأخيرة علامة واضحة على محاولة استعادة مكانتها المرموقة داخل السوق الأمريكي، مهما كانت الأثمان أو التحالفات المطلوبة لتحقيق ذلك.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
