يعرف مجتمع التشفير مشاركة العديد من النساء داخل صناعة العملات المشفرة. حيث لم يعد الخوف هو المسيطر عليهن تجاه الاستثمار الجديد، والذي تسعى العديد من النساء إلى الدخول فيه.
ومثلما هو الحال مع الرجال ثمة نساء معروفات رائدات للصناعة يتحدثن عن الاستثمار الجديد وصلته بالأسواق المالية التقليدية واقتصاديات دول العالم. ولحسن الحظ كان لموقع BeINCrypto لقاء مع خبيرة التشفير ومؤسسة شركة Women Do Crypto، كريستينا سيبان، للحديث أكثر عن حدود مشاركة المرأة في صناعة ربما تحل محل الدولار الأمريكي..فإليكم نص الحوار:
أولًا: النساء في عالم العملات الرقمية
س: لماذا تستثمر النساء في صناعة العملات المشفرة؟
ج: حاولت الأسواق المالية التقليدية جذب مشاركة المرأة، ولكن هذا لم ينجح كثيرًا. ويرجع عدم النجاح إلى الحواجز التي حدت من إمكانية الوصول، فغالبًا ما تفضل هذه الأسواق الأفراد الذين لديهم ثروة أكبر أو تتطلب وسطاء. في المقابل تتميز صناعة العملات المشفرة بطابع لامركزي يضمن الوصول المتكافئ للجميع. بغض النظر عن الخلفية أو الوضع المالي.
كما تسعى العديد من النساء إلى الاستقلال المالي ومصادر الدخل البديلة. والتي يحتمل أن يوفرها سوق العملات الرقمية. فعلى الرغم من ارتفاع مخاطرها وتقلبها، يمكن للعملات المشفرة أن تحقق أرباح كبيرة بسبب ديناميكية الزيادات والانخفاضات المفاجئة في قيمتها. لذلك، تنجذب النساء مثل الرجال بشكل متزايد إلى هذا الطريق الاستثماري المبتكر.
وأود الإشارة إلى أن الصناعة تمتد إلى ما هو أبعد من العملة المشفرة وحدها. حيث انتشار العديد من المفاهيم مثل: DeFi وNFTs وDAOs. حيث يمكن للمرأة أن تمارس إبداعها وتصبح بناة مجتمع عظيمة. كما أدى هذا التوسع إلى زيادة عدد النساء اللواتي لم يدخلن المجال فحسب، بل شغلن أيضًا مناصب قيادية بارزة فيه. نتيجة لذلك، تعمل صناعة العملات المشفرة كقناة ليس فقط للنمو المالي. ولكن أيضًا لتمكين المرأة والتعبير الإبداعي عبر مجالات متنوعة.
س: هل النساء الأكثر استثمارًا في العملات المشفرة مقارنة بالرجال؟
ج: لم نصل إلى هذه النقطة بعد، فعلى الرغم من أن المزيد من النساء أصبحوا ملحوظين في عالم العملات المشفرة، إلا أن السوق لا يزال من الذكور.
وتاريخياً كان يهيمن على الصناعة الرجال، خاصة في مراحلها المبكرة. فبينما يتم اتخاذ خطوات لتشجيع الشمولية والتنوع في هذا المجال، لا يزال هناك عمل يتعين القيام به من أجل تحقيق مشاركة أكثر توازنًا بين الجنسين.
س: لماذا تعتبر صناعة العملات المشفرة استثمارًا مربحًا لربات البيوت؟
ج: العديد من ربات البيوت غير قادرات على دخول القوى العاملة التقليدية بسبب عوامل مختلفة مثل إجازة الأمومة أو الافتقار إلى الفرص الوظيفية ذات الصلة. ولا يزال لديهم الرغبة في المساهمة في دخل منزلهم أو أسرتهم. لذا تقدم العملات الرقمية طريقًا لتحقيق ذلك من خلال تمكينهم من ربح دخل شهري ثابت من خلال التداول أو الاستثمارات الحكيمة.
ثانيًا، ثمة ميزة ملحوظة تتمثل في أن العديد من هؤلاء النساء يمكنهن تكييف أنشطتهن الاستثمارية وفقًا لروتينهن اليومي. مما قد يدر أرباحًا خلال الفترات التي تكون فيها متاحات.
أخيرًا، توجد مجموعة فرعية من ربات البيوت اللائي يسعين إلى الاستقلال المالي حتى أثناء عدم توظيفهن رسميًا ويركزن على الواجبات المنزلية.
س: هل تتخذ المرأة عادة قرارات استثمارية عاطفية؟
ج: لا تقتصر قرارات الاستثمار العاطفي على جنس واحد، حيث يمكن أن يتأثر كل من الرجال والنساء بالعواطف أثناء اتخاذ خيارات الاستثمار. ولتحقيق النجاح على المدى الطويل. فمن المهم لجميع المستثمرين، بغض النظر عن الجنس، أن يكونوا على دراية بمشاعرهم، وأن يفهموا مدى تحملهم للمخاطر، وأن يتخذوا نهجًا مستنيرًا ومعقولًا للاستثمار.
ثانيًا: لماذا الاستثمار في العملات المشفرة دون غيرها؟
س: أيهما أفضل للاستثمار في البتكوين أم الذهب أم الأسهم؟
ج: بالنسبة لأي شخص يفكر في الاستثمار في البتكوين أو الذهب أو الأسهم، فمن الضروري امتلاك معرفة أساسية بالسوق. ويشمل هذا رصد الاتجاهات السابقة، وفهم الطبيعة الدورية للاستثمارات. كذلك فهم المخاطر والفرص، ومعرفة كيفية تحديد العوامل التي يمكن أن تساهم في الأرباح أو الخسائر المحتملة.
وبينما أؤمن إيمانًا راسخًا بالطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة ومزاياها المتأصلة، إلا أنني أحجم عن تقديم المشورة المالية.
كما أود الإشارة إلى أن كلاً من الذهب والأسهم يتمتعان بتاريخ مالي أطول مقارنةً بعملة البتكوين. وقد تفضل أوقات وظروف معينة أحد الأصول على الأصول الأخرى من حيث المزايا والربحية. ومع ذلك فعلى مدار السنوات العشر الماضية، برزت عملة البيتكوين كأصل الأصول الأفضل أداءً.
س: كيف تطور المرأة مهارات الاستثمار في العملات المشفرة؟
ج: مثل الرجال، يمكن للمرأة اكتساب مهارات الاستثمار في العملات المشفرة من خلال دمج الموارد التعليمية مع الخبرة العملية. ولكن أيضًا من خلال المشاركة في مجتمعات التشفير.
إن الحفاظ على مراقبة متسقة لاتجاهات السوق، ودراسة التحليلات المالية، ومواكبة الأخبار الاقتصادية من العناصر التي تساعد على تحسين أداء المرأة كمستثمر في العملات الرقمية.
ولا غنى عن تطبيق المعرفة النظرية من خلال الخبرة العملية. حيث أن البدء باستثمارات صغيرة والمشاركة المتزايدة تدريجيًا تمكن النساء من التعلم من خلال الممارسة المباشرة. كما أن القيام بدور نشط في مجتمعات العملة المشفرة والتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل يوفر مصدرًا قيمًا للتوجيه والمشورة لاستراتيجيات الاستثمار الفعالة.
أخيرًا: هل تُنهي العملات المشفرة العملات التقليدية وتحل محل الدولار؟
س: لماذا تتخذ بعض الدول موقفًا عدائيًا تجاه العملات المشفرة؟
ج: ثمة عدة أسباب وراء معارضة بعض البلدان أو شكوكها بشأن العملات المشفرة. أولاً، تعمل تلك العملات بطابع لامركزي، مما يعني أنها لا تخضع لسيطرة البنوك المركزية أو الحكومات. وبالتالي تخشى الحكومات فقدان السيطرة على هذه الأصول.
ثانيًا، تقدم تقنية البلوك تشين للعملات المشفرة عنصر إخفاء هوية المستخدم. ويشكل هذا الجانب تحديات للحكومات والبنوك من حيث تتبع المعاملات أو الاستيلاء على أموال المستخدمين.
عامل آخر هو أن الدول تشعر بالقلق من تسهيل العملات المشفرة لغسل الأموال والتهرب الضريبي وأنشطة أخرى غير قانونية، والتي تتوق الحكومات لمنعها.
وبينما تحافظ بعض الدول على موقف عدائي تجاه العملة المشفرة، لا تتخذ جميع الدول خطوة الحظر التام لاستخدامها، حيث تختلف القيود في الدرجات، بدءًا من المدفوعات المحظورة والمعاملات المصرفية إلى القيود المفروضة على تعدين العملات المشفرة.
فهذه البلدان قلقة بشأن مخاطر المضاربة المرتبطة بالعملات المشفرة والتحدي المتمثل في ممارسة السيطرة على استخدامها. نتيجة لذلك، تعمل غالبية البلدان بنشاط على تطوير لوائح تهدف إلى دمج العملات المشفرة بشكل تدريجي، مما يضمن حماية المستخدم وتعزيز الفوائد الاقتصادية الشاملة.
س: هل سيتم استبدال الدولار الأمريكي بالعملات الرقمية يومًا ما؟
ج: نسمع داخل مجتمعات التشفير أن الدولار يقترب حرفيًا من فراش الموت، حيث يشير البعض إلى أن الإمبراطورية الأمريكية وشعارها الوطني يفقدان تفوقهما.
وبالتأكيد، تقدم العملات المشفرة مزايا محتملة مقارنة بالعملات الورقية، مثل المعاملات السلسة عبر الحدود، والوسطاء المنخفضين، والمدفوعات الأسرع والأرخص. ومع ذلك، فهم يواجهون أيضًا تحديات مثل الأسعار المتقلبة والقيود التكنولوجية والحاجة إلى التبني على نطاق واسع.
ولكن يحتفظ الدولار الأمريكي حاليًا بدور مهم في التجارة العالمية، والتمويل، وكعملة احتياطية. لذا سوف يتطلب التحول نحو اقتصاد قائم على العملات المشفرة معالجة المخاوف المتعلقة بالاستقرار وقابلية التوسع والأطر التنظيمية والاتفاقية الدولية.
وفي الفترة الحالية، من الصعب تقديم إجابة محددة، فمن المحتمل أن تعتمد الديناميكيات المستقبلية بين الدولار والعملات المشفرة على طبيعة اللوائح وسرعة التبني الجماعي بالإضافة إلى العوامل التكنولوجية والاقتصادية والجيوسياسية المتطورة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
