يبدو أن سوق العملات الرقمية لم يسلم من تقلبات السياسة العالمية، فمع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة، سارع المستثمرون إلى إعادة تقييم استثماراتهم والهرب من الأصول عالية المخاطر، مثل البيتكوين، وكأن النار اشتعلت في الهشيم!
لعبة شد الحبل بين واشنطن وبكين.. هل يُسحب البيتكوين إلى الهاوية؟
في 4 فبراير، هبط سعر البيتكوين تحت حاجز 100,000 دولار، حيث انتشرت المخاوف من أن تشعل هذه الحرب التجارية اضطرابات إضافية في الأسواق، مما دفع الجميع إلى الترقب بحذر. لكن كما هو الحال في عالم الكريبتو، كان هناك بصيص من الأمل عندما أعلن البيت الأبيض عن تأجيل الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا لمدة شهر، وهو ما أعطى الأسواق دفعة معنوية مؤقتة، لتقفز البيتكوين إلى مستوى 100,000 دولار، وكأن المستثمرين قالوا: "ربما هناك أمل!"
لكن مهلاً، لا تسعدوا بسرعة! فالصين لم تنتظر طويلاً قبل أن ترد الصاع صاعين وتفرض رسومها الخاصة، وهو ما أفسد الحفلة وجعل البيتكوين تتراجع مجددًا إلى 98,000 دولار. وكأن الأسواق دخلت في لعبة شد وجذب بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث كل قرار سياسي يأتي معه تقلبات تشبه الأفعوانية! وبينما يحاول المتداولون فهم المشهد، فإن السؤال الأهم: هل هذه مجرد عاصفة عابرة أم أننا على مشارف عاصفة مالية جديدة ستقلب الموازين؟
يبدو أن المواجهة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تحولت إلى مباراة ملاكمة من العيار الثقيل، وكل لكمة جمركية تهز الأسواق أكثر من سابقتها! وبينما يتبادل العملاقان الضربات، يقف البيتكوين في الزاوية، يتلقى الضربات وكأنه ملاكم منهك ينتظر جرس الإنقاذ. ومع كل تصعيد جديد، يزداد التوتر، ويبدأ المستثمرون في التساؤل: هل سيصمد البيتكوين أم أنه على وشك الانزلاق تحت حاجز الـ90,000 دولار؟!
صندوق ثروة سيادي جديد في الولايات المتحدة؟
في تطور آخر، وقع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا لإنشاء صندوق ثروة سيادي خلال العام المقبل. إذا تم تنفيذه، فسيضع هذا الصندوق الولايات المتحدة إلى جانب العديد من الدول، لا سيما في الشرق الأوسط وآسيا، التي أنشأت صناديق مماثلة للاستثمار المباشر باستخدام أموال حكومية. وسيتولى وزير الخزانة سكوت بيسانت والمرشح لمنصب وزير التجارة هاورد لوتنيك قيادة هذه المبادرة.
بخصوص هذا القرار، علق أجني لينج، رئيس النمو في WeFi، البنك اللامركزي القائم على البلوكتشين:
"لا يظهر السوق أي إشارات على أن حرب الرسوم الجمركية قد انتهت، حيث انخفض الفتح المفتوح (Open Interest) لعقود البيتكوين الآجلة بنسبة 6.43% ليصل إلى 58.93 مليار دولار. وهذا يشير إلى أن المتداولين يتخذون موقفًا حذرًا في ظل التقلبات الحالية. إضافة إلى ذلك، تبين أن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين أقل من التوقعات السابقة لشركات مثل Goldman Sachs، التي توقعت رسومًا تتراوح بين 20-30% على السلع الصينية. ومع ذلك، لا تزال الأمور قيد التفاوض، حيث صرح الرئيس ترامب بأنه سيتحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، لكنه ليس في عجلة من أمره للقيام بذلك. وكرد فعل طبيعي، اضطرت الصين إلى اتخاذ خطوات دبلوماسية وفرض بعض القيود. يمكن اعتبار هذه الخطوة بمثابة محاولة من ترامب لاختبار خصومه سياسيًا واقتصاديًا."
بالنسبة للسيد أجني، تشير التأخيرات في تنفيذ الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا إلى احتمال أن يكون رد فعل السوق مبالغًا فيه. إذ لا تزال المفاوضات جارية وقد تسفر عن حلول تخفف من حدة التوترات.
مع ذلك، تكبدت الأسواق المالية خسائر تتجاوز 1.5 تريليون دولار حتى الآن، مما أدى إلى واحدة من أكبر موجات الاستسلام في سوق العملات الرقمية منذ أغسطس 2024. وإذا لم يتم احتواء هذه الأزمة قريبًا، فقد تترتب عليها آثار سلبية تمتد إلى أرباح الشركات وعملياتها التجارية، إضافةً إلى ارتفاع متوقع في تكاليف السلع، مما قد يزيد الضغط على المستثمرين والأسواق العالمية.
هل سيتضمن صندوق الثروة السيادي الأمريكي استثمارات في العملات الرقمية؟
مع إعلان الصندوق السيادي الجديد، تساءل المحللون عما إذا كان سيخصص جزءًا من استثماراته للعملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم. يقود الصندوق كل من هوارد لوتنيك ووزير الخزانة سكوت بيسانت، وكلاهما من المؤيدين البارزين للبيتكوين.
نعرف لوتنيك بتفاؤله الشديد تجاه العملة الرقمية، حيث يمتلك استثمارات ضخمة فيها، بينما تدير شركته Cantor Fitzgerald سندات الخزانة الأمريكية لصالح تيثر (USDT). ومع وجود شخصيات مؤثرة تدعم الكريبتو، قد يكون إدراج العملات الرقمية ضمن أصول الصندوق مجرد مسألة وقت.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
