في خطوة قد يكون لها تأثير واسع النطاق على سوق العملات الرقمية، يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقد قمة خاصة بالعملات الرقمية يوم الجمعة، تجمع بين كبار الفاعلين في الصناعة، بمن فيهم ممثلو شركات كوينبيس (Coinbase)، وتشين لينك (Chainlink)، وإكسودس (Exodus).
تأتي هذه القمة في ظل تكهنات متزايدة حول نية ترامب الإعلان عن إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين (BTC)، وهو تحول محتمل عن التسريبات السابقة التي أشارت إلى إمكانية إدراج سلة من العملات الرقمية البديلة، مثل ريبل (XRP)، وكاردانو (ADA)، وسولانا (SOL)، إلى جانب البيتكوين وإيثريوم (ETH) ضمن الاستراتيجية الجديدة.
تحركات السوق تعكس ترقباً للتقلبات
تشير بيانات منصة التداول "ديربيت" (Deribit) إلى أن أسعار عقود الخيارات لكل من البيتكوين والإيثريوم وسولانا تعكس قلق المتداولين من تقلبات مرتفعة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
حيث يظهر "السبريد" بين تقلبات العقود المنتهية يوم الجمعة والعقود المنتهية يوم السبت فارقاً واسعاً يصل إلى 25 نقطة مئوية.
وقال جيف أندرسون، رئيس قسم آسيا في شركة "STS Digital"، إن:
"أسواق الخيارات تعكس حالة من القلق والسيولة المنخفضة قبيل القمة، إذ تسجل العقود المنتهية يوم الجمعة معدلات تقلب ضمنية IV Spread أقل بكثير مقارنة بتلك المنتهية يوم السبت".
معدل التقلب الضمني (IV Spread) هو الفرق بين معدلات التقلب الضمني (Implied Volatility - IV) لعقود الخيارات المختلفة لنفس الأصل. مثل الخيارات ذات الأسعار المختلفة أو تواريخ الانتهاء المختلفة.
إذا كان هناك اختلاف في معدل التقلب الضمني بين يومين أو ثلاثة، فقد يشير ذلك إلى تغير في توقعات السوق بشأن حركة الأصل الأساسي، مثل زيادة عدم اليقين أو اقتراب حدث مؤثر (كمؤشر اقتصادي أو إعلان أرباح).
وفقاً للبيانات، بلغ التقلب الضمني السنوي لعقود خيارات البيتكوين التي تنتهي يوم الجمعة 56%، بينما قفز إلى 80% للعقود المنتهية يوم السبت، ما يعكس فجوة تقلب قدرها 24 نقطة مئوية.

وامتدت هذه الاتجاهات إلى خيارات الإيثريوم وسولانا، حيث تسعّر الأسواق احتمالية تحركات سعرية كبيرة بعد القمة.
أما بالنسبة للتقلبات المستقبلية، فقد بلغت 105% لعقود البيتكوين، ما يعني توقعات بتحرك سعري بنسبة 5.5% بين يومي الجمعة والسبت، أي ما يعادل تقلباً يبلغ نحو 5000 دولار.
بينما تتوقع الأسواق تحركات قدرها 135 دولاراً للإيثريوم و13 دولاراً لسولانا في الفترة ذاتها.
هل تتجاوز تقلبات العملات الرقمية التوقعات؟
يشير أندرسون إلى أن التوقعات بحدوث تقلبات حادة قد تؤدي أحياناً إلى خيبة أمل، إذ تميل الأسواق الرقمية إلى المبالغة في تقدير الحركة الفعلية للأسعار.
وأضاف: "غالباً ما تكون التقلبات المرتفعة المتوقعة أقل من الواقع، إلا أن خيارات التداول تبقى الوسيلة الأكثر أماناً للمراهنة على تحركات الأسعار في مثل هذه البيئة المتوترة".
ويشير المحللون إلى أن الأسعار المرتفعة لعقود الخيارات قد تشهد تراجعاً بعد الحدث، مع انحسار حالة عدم اليقين وعودة التقلبات إلى مستوياتها الطبيعية.
ومع ذلك، فإن إمكانية اتخاذ قرارات سياسية مفاجئة خلال القمة قد تبقي الأسواق في حالة توتر حتى انقضاء عطلة نهاية الأسبوع.
مع تزايد التكهنات حول مستقبل الأصول الرقمية في السياسة الأمريكية، تبقى الأسواق في حالة ترقب لأي إشارات جديدة قد تصدر عن القمة.
فسواء تم الإعلان عن احتياطي استراتيجي من البيتكوين، أو شملت الخطة عملات بديلة، فإن انعكاسات الحدث ستظل موضوعاً رئيسياً للمستثمرين والمتداولين على حد سواء.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
