لطالما كانت Pi Network مثيرة للجدل منذ انطلاقتها. فمنذ عام 2018، حين ظهر المشروع كإحدى العملات التي يمكن تعدينها عبر الهاتف، أثار العديد من التساؤلات. في خضم انهيارات السوق وانتشار مشاريع الـICO المشبوهة، اعتبر كثيرون أن المشروع مجرد احتيال آخر بلا قيمة.
بعد مرور ست سنوات، يبدو أن المشروع يسعى للعودة بقوة. لكن كيف يمكن تقييم إمكانيات العملة الرقمية Pi؟
مشروع Pi Network: من الجدل إلى الواقع
من الصعب أن تجد رأيًا محايدًا حول Pi Network، فبين من يراها مجرد "عملة عديمة الفائدة"، ومن يؤمن بإمكانياتها، يبقى الجدل مستمرًا.
يرجع هذا التشكيك إلى نشأة المشروع، حيث تم إطلاقه في ديسمبر 2018، في ذروة انهيار سوق العملات الرقمية بعد انفجار فقاعة الـICO عام 2017. في ذلك الوقت، كان من السهل تصنيف Pi Network كأحد المشاريع غير الموثوقة.
هدف المشروع منذ البداية إلى تقديم نظام دفع نظير لنظير (P2P) بديلًا لـبيتكوين، مع نموذج تعدين يسهل الوصول إليه. من خلال السماح للمستخدمين بتعدين عملة Pi عبر هواتفهم، أرادت الشبكة تجاوز مشكلة الحاجة إلى بطاقات رسوميات قوية ومعرفة تقنية متقدمة.
من حيث الفكرة، قد تبدو هذه الفكرة مبتكرة، لكن صعوبة التعدين لم تكن يومًا عيبًا في بيتكوين، بل هي ميزة أمنية جوهرية تحمي الشبكة من الهجمات.
هل حان وقت الازدهار؟
رغم التشكيك الواسع، استمر بعض المستخدمين في تشغيل التطبيق يوميًا وتحصيل Pi، على أمل أن تصبح العملة ذات قيمة يوماً ما. هذه الاستراتيجية قد لا تبدو غريبة، خصوصًا إذا نظرنا إلى مشاريع مثل XRP من Ripple، حيث احتاج المستثمرون إلى سبع سنوات ليحققوا مكاسب حقيقية.
ويبدو أن اليوم المنشود قد وصل. ففي 20 فبراير، تم إطلاق شبكة Pi Network الرئيسية (Mainnet)، مما مهد الطريق لإدراج العملة في منصات تداول رئيسية مثل OKX، وBitget، وMEXC.
ولكن، هل يعني ذلك أن مستقبل Pi مشرق؟
رغم إصدار ورقة بيضاء جديدة في ديسمبر 2021، لا يزال المشروع يفتقر إلى حالات استخدام قوية تثبت تميزه. كما أن عدد المستخدمين الضخم قد يكون بمثابة سيف ذو حدين، فمعظمهم يسعون فقط إلى بيع ممتلكاتهم بمجرد فتح السوق، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على السعر.
وعلى الرغم من التوقعات بأن السعر سيهبط بشكل حاد، إلا أن الأيام الأولى بعد الإدراج أظهرت مفاجآت غير متوقعة.
القوة الحقيقية لـ Pi Network: المجتمع
كما هو متوقع، شهد سعر Pi انخفاضًا في البداية، حيث تراجع من 1.08 دولار إلى 0.68 دولار خلال ساعات، بانخفاض 37%.
لكن الحدث الأكثر إثارة كان عندما صرّح الرئيس التنفيذي لمنصة Bybit أن المشروع تم تصنيفه كاحتيال من قبل السلطات الصينية، معلنًا رفضه إدراج العملة على منصته.
ردة الفعل كانت فورية، حيث انهالت الحسابات الداعمة لـPi Network على وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن المشروع، مستخدمة أسماء مثل "SusDrones.pi" و "Pi2Team 𝝅". ومن قبيل الصدف، تعرضت منصة Bybit لأحد أكبر عمليات الاختراق في تاريخ العملات الرقمية، حيث سُرق 1.4 مليار دولار من عملات إيثيريوم بعد هذه التصريحات!
بالطبع، لا يوجد دليل على ارتباط هذه الأحداث، لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن مجتمع Pi Network نشط ومؤثر بقوة، وهذا العامل قد يكون أكثر أهمية من الأسس التقنية للمشروع.
الميمكوينات تحكم السوق!
ما يحدث مع Pi ليس معزولًا، فالسوق حاليًا يمر بـدورة هيمنة الميمكوينات، حيث شهدنا صعود عملات رقمية تحمل أسماء دونالد ترامب، وميلانيا ترامب، وخافيير ميليي، وحتى كانييه ويست!
ورغم كل الانتقادات التي تحيط بـ Pi Network، إلا أن المشروع لديه قصته الخاصة التي تجذب المستثمرين:
- مشروع قديم نجا من الموت بعد سنوات من التشكيك.
- مجتمع نشط يؤمن بإمكانياته ويدافع عنه بقوة.
- سعر منخفض يجذب المضاربين الباحثين عن فرصة سريعة.
- إدراج رسمي في منصات رئيسية.
هذه العوامل مجتمعة ساهمت في تحول مسار العملة. فبعد انخفاضها بنسبة 37%، عاد السعر للارتفاع بنسبة 160% خلال 3 أيام، ليتجاوز 1.56 دولار، متفوقًا على سعر الإدراج الأصلي.
ما التالي؟
الآن، وبعد أن أصبح لـ Pi Network سوق ثانوية نشطة، يمكن للفريق المطور الاستفادة من السيولة المتاحة لتعزيز المشروع. حتى لو لم تحظَ البنية التقنية للمشروع بإجماع، فإن ذلك لا يمنع إمكانية إضافة تحديثات جديدة مثل:
- إطلاق مشاريع توكنات مميزة.
- تطوير عملة مستقرة خاصة بالنظام البيئي لـ Pi.
- إدخال الأصول الحقيقية (RWA) من خلال شراكات.
وإذا تمكن الفريق من تنفيذ هذه الخطوات، فربما لن يعود لماضي Pi Network أي تأثير على مستقبلها.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
