تنخفض قيمة الليرة اللبنانية يومًا بعد يوم، حتى وصلت قيمة دولار أمريكي واحد ما يعادل 15265 ليرة لبنانية حسب سعر الصرف في البنوك.
في الوقت نفسه، يبلغ سعر السوق السوداء لصرف للدولار 64400 ليرة. بذلك تعيش لبنان أعنف أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث.
لبنان يغرق في الديون و التضخم، و البنك المركزي يفشل في خفض سعر صرف الدولار
ويشهد لبنان منذ ثلاث سنوات انهيارا اقتصاديا مدمرًا صنّفه البنك الدولي من بين الأسوء في العالم.
وخسرت معه العملة المحلية نحو 95% من قيمتها، وبات أكثر من 80% من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر.
كان من المتوقع أن يعتمد لبنان ابتداء من 8 فبراير سعر صرف رسمي جديد عند 15 ألف ليرة مقابل دولار أمريكي واحد.
إلا أنه في صبيحة 9 فبراير كان سعر الليرة قد انخفض أكثر مقابل الدولار. لكن نجحت نسبيًا في التحكم في معدل صرف الدولار.
"بلغ حجم التداول على منصة "Sayrafa" لهذا اليوم ثمانية ملايين دولار أميركي بمعدل 43600 ليرة لبنانية للدولار الواحد.
وفقاً لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة على المصارف ومؤسسات الصرافة الإستمرار بتسجيل كافة عمليات البيع والشراء على منصة "Sayrafa" وفقاً للتعاميم الصادرة بهذا الخصوص."
بيان مصرف لبنان المركزي في 8 فبراير.
وكان قرار تعديل سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية قد جاء بعد مطالب صندوق النقد الدولي بتنفيذ إصلاحات من أجل الإفراج عن مساعدات حيوية للبنان الذي يغرق في التضخم و الديون الخارجية.
البيتكوين و العملات البديلة: هل ستكون جزءً من الإصلاح للأزمة المالية اللبنانية؟
أعطى الإقبال المتزايد للأفراد في لبنان على شراء و الاستثمار في العملات المشفرة، تلميحًا لإمكانية مساهمة العملات اللامركزية في ترشيد السياسة الاقتصادية في البلاد المنهارة اقتصاديًا.
فهل تكون البيتكوين و العملات البديلة مخرجاً للأزمة الاقتصادية في البلاد؟
بسبب انهيار الليرة اللبنانية، و صعوبة الوصول إلى الدولار الأمريكي بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان، تهافت الأفراد و الشركات والمؤسسات الصغيرة على قبول التعامل بالعملات الرقمية المشفرة و تداولها بشكل متزايد.
شكل هذا الاتجاه تحولًا في السوق المالي في لبنان. لكن لم تكن مفاجئة أبدًا. خاصة بعدما اشتدت الأزمة المالية في البنوك بسبب التضخم. حتى إن المصارف جمدّت و احتجزت مدخرات العملاء المودعة بالدولار الأمريكي.
ولا تحتاج البيتكوين إلى بنوك أو حكومات، وهذا ما جعلها مطلوبة من طرف الأفراد و المؤسسات اللبنانية.
وأصبح تقبل واكتشاف العملات المشفرة بالنسبة لبعض اللبنانيين، شبيه بالمزاج الذي ساد مع تزاحم الناس على مواطن اكتشاف الذهب.
لكنّ تداول العملات المشفرة أيضًا يواجه تحديًا صعبًا في لبنان بسبب الأزمة المالية المركزية في البلاد، فالليرة اللبنانية تتقلب مثل العملات المشفرة. مما يجعلها غير مقبولة من طرف أغلب منصات التداول في العملات المشفرة.
كما تعاني لبنان مشاكل حقيقية فيما يتعلق بامدادات الكهرباء و الانترنت. ما يضع عمليات تداول وتعدين العملات المشفرة أيضا في مواجهة مخلفات الأزمة الاقتصادية ومشاكل البلاد التي لا حصر لها. رغم ذلك، توافد اللبنانيون على الاستثمار بالعملات المشفرة.
يشكك بعض اللبنانيين في قدرة التشفير على حل الأزمة الاقتصادية في البلاد. لكن لا يزال هؤلاء يؤمنون أن العملات المشفرة تقدم على الأقل بعض الأمل. وهذا ما يبحث عنه حالياً الكثير من الناس في لبنان وبشدة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.