فيما يبدو أنه قرار صراع في الأفق، تدرس حكومتا الولايات المتحدة وأوكرانيا مصادرة الأموال والعملات الرقمية الروسية المجمدة في أوروبا، من أجل تمويل جهود الحرب في أوكرانيا. لكن يتخوف الأمريكيون من زعزعة استقرار الدولار أكثر!
هل ستستخدم الولايات المتحدة وأوروبا الأموال المجمدة من روسيا؟ "القانون الدولي ملوش لازمة في 2023!"
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، جمدت السلطات الدولية أكثر من 300 مليار دولار تخص روسيا. بينما يشكل المبلغ الذي تمت مصادرته نصف احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية للبنك المركزي الروسي، يجري التفكير في استخدام هذه الأموال من قبل حكومتي الولايات المتحدة وأوكرانيا.
ويبدو أن استخدام هذه الأصول سيكون غير مسبوق. حيث سيسمح فعليًا لقوة أجنبية بإعادة تخصيص أصول البنك المركزي المصادرة، وهو ما لم يحدث في تاريخ الصراعات العالمية. لكن أوكرانيا عملت منذ أشهر على إقناع القادة الأوروبيين والأمريكيين بالسماح بهذه المناورة التي ستُأزِّم علاقتها مع جارتها روسيا!
على كل حال، يبدو أن طريقة استخدام هذه الأموال الهائلة لا يزال غامضًا، حيث لم يتضح إذا ما كانت اوكرانيا تريد استخدام الأموال الروسية لإعادة إعمار البلاد أو لتسليح الجيش والجماعات العسكرية.
وبينما يجب أن يتفق البلدان المتحاورة في قضية لم تكن مقبولة دوليًا سابقًا، يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يدرسون الإعلان عن استخدام هذه الأموال في فبراير، بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، من أجل امتصاص ردات الفعل المعادية!
ومع ذلك، على الرغم من التفاؤل الذي أبداه حكومة جو بايدن، فإن الإجراء محل جدل. بالإضافة إلى طابعه غير المسبوق، فقد يؤدي بالفعل إلى زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي. إذ، يجب أن نتذكر أن نظام احتياطيات البنوك المركزية يعتمد على الثقة، وهكذا تمكنت روسيا من تخزين الأصول في أوروبا. بينما استخدام هذه الأصول المجمدة سيقلب النظام تمامًا، ولن تثق البنوك المركزية بعد الآن في عدم قابلية تغيير أصولها!
هذا سيغذي أيضًا عملية إزالة الدولار، التي تتصدر العناوين. يمكن للولايات المتحدة وأوروبا، من خلال منح أنفسهم هذا الحق، أن يروا الثقة في عملاتهم الخاصة تتلاشى.
في حال ما تمت إزالة الدولار، ستأخذ الصين الكثير من الفوائد وتتسارع عملتها اليوان في الانتشار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن توفر مثل هذه القرار دعمًا لحجج روسيا، التي تتهم الولايات المتحدة بشن حرب "بالوكالة"، تحت ستار الدفاع عن أوكرانيا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.