سوق العملات الرقمية مليء بالتخبط في الفترة الحالية. وهذا بالرغم من أداء السوق المبهر في عام 2023. فعلى عكس كل التوقعات صعد السوق في بداية العام. وحتى بعد التعرض لهبوط أكثر من مرة والكثير من الإشاعات والفود، لازال سعر بيتكوين وإيثيريوم مرتفع للغاية. فهل يمكن أن نتعرف أكثر على إتجاه العملات الرقمية في الفترة القادمة؟ هيا بنا نعرف أكثر من خلال تقرير شركة أرك عملاق الإستثمارات الأمريكي.
اتجاه العملات الرقمية في الربع الثالث
حتى الآن يبدو ان التخبط هو ما يسيطر على السوق. تاريخيا شهر سبتمبر معروف بأنه شهر هبوط في المطلق للعملات الرقمية وعلى الأخص بيتكوين. وبالتالي فإن الكثير من المستثمرين يتوقعون الهبوط في هذا الشهر ثم انتعاشة في أكتوبر.
ولكن إذا نظرنا على سعر بيتكوين سنلاحظ أنها تقريبًا في سعر عادل تقريبًا. فبيتكوين الآن عند نقطة 25800 دولار. صعدت العملة قليلًا إلى 26400 ثم هبطت بعد هذا مرة أخرى إلى نقطة 25700. وهي تقريبًا لا تصعد أو تهبط حاليًا ولا تتعرض إلا للقليل من التذبذب السعري.
وعلى الصعيد الآخر عانت عملة إيثيريوم والعملات البديلة في خلال الفترة الماضية من الكثير من الهبوط. فقد هبط سعر إيثيريوم قليلا عن سعر بيتكوين وهو حاليا عند نقطة 1600$.
أما العملات البديلة فأغلبها هبط بعنف وعلى رأسها هي عملة سولانا بسبب الإشاعات التي تدور حاليا حول نية منصة FTX بيع حصة من عملات سولانا الخاصة بها من أجل تسديد ديونها.
وحاليًا يتوقع السوق المزيد من الهبوط. فقد تصل عملة بيتكوين إلى حاجز 24 ألف وهو حاجز حساس وقوي. ولابد من ارتداد قوي وعنيف عند هذا الحاجز حتى يصعد السعر مرة أخرى إلى 30 ألف.
نظرة عميقة على إتجاه العملات الرقمية على المدي البعيد
على المدى الطويل إذا نظرنا على سعر بيتكوين فسنلاحظ أنها نادرًا ما تهبط تحت المتوسط المتحرك الأسبوعي (200) فكلما هبطت دون هذا المستوى تستعيده مرة أخرى وتصعد فوقه.
وهذا يعني أنها كلما تهبط دون هذا المستوى فهذه فرصة جيدة من أجل الاستثمار في بيتكوين على المدى الطويل.
ولهذا السبب فإن متوسط السعر على المدى القصير ليس مهمًا. فربما لا يحدث تعافي في خلال الوقت المتبقي من 2023. وربما يظل الهبوط يستمر. ولكن الأهم من هذا هو تبني التكنولوجيا ودخول كبار المستثمرين فيها.
وهذا قد لا ينعكس على السعر بشكل لحظي ولكنه سوف يأخذ بعضًا من الوقت حتى يظهر.
وكما تعلمنا في سوق الكريبتو أن اتجاه العملات الرقمية لا يتم تحديده فقط عن طريق السعر. ولكن أيضًا عن طريق النشاط على السلسلة وعن طريق مستوى تبني التكنولوجيا وأيضًا إتجاه الاقتصاد العالمي. فهيا بنا نعرف أكثر من التقرير أيضًا بخصوص هذه النقاط الهامة.
النشاط على السلسلة
من خلال الصورة بالأعلى يمكننا أن نلاحظ أن تبني الشبكة منتشر عالميًا.
فزيادة صعوبة تعدين بيتكوين يعكس شدة الطلب على تعدينها. وهذا يعني أن هناك وفرة من المعدنين في الفترة الحالية. وكما نعرف كلما زاد معدل تعدين عملة بيتكوين كلما زادت نسبة الأمان على الشبكة.
وهذا لأن بلوك تشين بيتكوين لامركزية وبالتالي كلما زادت الحواسيب المتصلة كلما كان من الصعب اختراق الشبكة. حيث أنه لابد من اختراق جميع الحواسيب المتصلة بالشبكة لتغيير البيانات.
من الواضح أيضًا أن عدد عمليات التحويل على الشبكة في زيادة مستمرة وأيضًا عدد المحافظ التي تحمل عملات بيتكوين في ازدياد. وهذا أيضًا دليل على تنوع المستثمرين وقد لا يعني بالضرورة كثرة عدد المستثمرين. فيمكن لشخص واحد أن يحمل أكثر من عشرة محافظ أو حتى مئة.
نلاحظ أن المعاناة الوحيدة حاليًا هي معدل ربح المعدنين من تعدين بيتكوين. وهذا أمر طبيعي نظرًا لانخفاض سعر العملة حاليًا وأيضا إرتفاع تكاليف الطاقة المستخدمة في التعدين. وهذا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية من ناحية وبسبب السياسات التي تطبقها البنوك المركزية من رفع للفائدة لمحاربة التضخم.
وهنا لابد أن ننظر على ما يحدث في الاقتصاد العالمي وسياسات البنوك المركزية لكي نعرف أكثر عن اتجاه العملات الرقمية في المستقبل.
البنوك المركزية واتجاه العملات الرقمية
كان عام 2023 استثنائيًا على كل المستويات. فقد صعد سعر بيتكوين بشدة بالرغم من استمرار الفيدرالي الأمريكي وبنوك العالم المركزية في رفع الفائدة بشكل عنيف.
ونلاحظ أن الفائدة حاليًا على الإقراض والإقتراض في الولايات المتحدة عندأعلى نقطة لها منذ عام 2009. وعام 2009 هو العام الذي تبع الأزمة المالية العالمية في 2008 والتي تطلبت إجراءات شديدة من أجل محاربة التضخم. وهذا يعني أن الوضع حاليا قد يكون أسوء من ذلك الحين.
وبالتالي كون سعر بيتكوين فوق 25 ألف دولار في مثل هذه الظروف فهذا أمر جيد جدا.
ولكن من الواضح أننا قد إقتربنا من نهاية دورة رفع الفائدة. فحتى الآن لا يتوقع المستثمرين أي رفع آخر للفائدة إلا حوالي 25 نقطة أو ميا يعادل 0.25% في شهر نوفمبر. بعد هذا يتوقع الجميع أن يتوقف الفيدرالي عن رفع الفائدة. وربما يبدأ حتى في تخفيض الفائدة في عام 2024.
ولكن حتى تظهر بيانات تعطي للفيدرالي الأمريكي الضوء الأخضر من أجل خفض الفائدة يمكننا أن نتوقع المزيد من الهبوط في الأسواق المالية وخاصة في سوق العملات الرقمية. وهذا نظرا لطبيعة السوق المتذبذبة والتي تؤدي إلى حدوث هبوط أحيانا بنسبة 30% في خلال أيام أو حتى ساعات قليلة.
ولكن يمكننا أن نلاحظ دائما أن الفيدرالي الأمريكي يريد أن يقيد من حركة صعود الأسواق في أوقات التضخم مثل الآن. وبالتالي فإن رواية الفيدرالي حتى الآن هي أنه يمكن توقع زيادة الفائدة في الفترة القادمة. ولكن هذا ليس مؤكد على الإطلاق حتى تظهر البيانات التي تؤكد هذه النقطة.
سوق العمل وإتجاه العملات الرقمية
من المؤشرات الهامة التي يجب النظر عليها عند تحديد إتجاه العملات الرقمية في المستقبل هو سوق العمل. وهذا لأن الفيدرالي الأمريكي يستخدم هذا المؤشر بشدة من أجل تحديد نهاية دورة رفع الفائدة. فعادة عندما ينهار سوق العمل وتزيد البطالة فوق حد معين في الولايات المتحدة تكون هذه هي نهاية دورة رفع الفائدة.
وهذا قد حدث في دورات ماضية وبالتأكيد سيحدث في دورات قادمة أيضا. ومن المعروف عن هذا المؤشر هو أنه متأخر قليلا. وهذا يعني أنه لا يهبط إلا بعد وقت طويل فربما يهبط التضخم ويصل لمستويات منخفضة قبل أن يهبط هذا المؤشر. وعادة ما يمثل قاع هذا المؤشر بداية الصعود.
حاليا معدل البطاقة تقريبا 3.8% وقد ارتفع عن المعدل السابق له وهو 3.5%. ومن المتوقع أن يصل هذا المعدل إلى 4 أو 4.5% قبل أن يتم تخفيض الفائدة مرة أخرى.
وهذا يعني توقع المزيد من الهبوط في الأسواق المالية في الفترة القادمة أو على الأقل تذبذب في السعر. فربما ما يحدث في سوق العملات الرقمية هو مجرد صعود ثم هبوط ثم صعود وهبوط وهكذا. وبالتالي نجد أن السعر قد يتحرك لأسفل ولكن بمعدل بطيء جدا.
بلاشك قد إقترنا من نهاية السوق الهابطة ومن يريد الإستثمار على المدى الطويل يجب أن يبدأ في متابعة السوق الآن. ولهذا السبب لا تنسى دائما أن تتابع موقعنا من أجل التعرف على كل ما هو جديد في عالم الكريبتو أول بأول!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
