استيقظ العالم يوم 1 فبراير الماضي على اجتماع ما بين جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكي وكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب. كان الغرض من هذا الإجتماع هو الوصول لحل حول أزمة سقف الديون الأمريكية. فلقد وصل سقف الدين الأمريكي إلى أقصاه بداية هذا العام. وهذا يعني أن وزارة الخزانة الأمريكية لا تستطيع أن تطبع دولارات أكثر من هذا. وحاليا هذا الحد هو 31 تريليون و381 مليار دولار. وبدأت الأزمة مع اقتراب الديون الأمريكية من هذا الحد. فهل يعني هذا إفلاس الولايات المتحدة قريبا؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأزمة على العملات الرقمية في 2024؟ هيا بنا نعرف!
في هذا المقال
1.كيف بدأت أزمة سقف الديون الأمريكية؟
2.قصة العملة المعدنية بقيمة تريليون دولار
3.ماذا إذا قرر الكونجرس الأمريكي حل أزمة سقف الديون الأمريكية؟
4.لماذا أزمة سقف الديون الأمريكية مهمة للعملات الرقمية؟
5.هل تكون 2024 بداية صعود تاريخي آخر للعملات الرقمية؟
كيف بدأت أزمة سقف الديون الأمريكية؟
في 13 يناير 2023 صرحت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن سقف الدين الأمريكي سيصل لأقصاه يوم 19 يناير. وهذا يعني أن الخزانة الأمريكية لن تستطيع أن تستلف أي دولارات بعد هذا الحد من أجل تمويل الميزانية. وعادة عندما يحدث هذا فمعناه إفلاس الدولة. ولهذا السبب كان هذا الحادث كبير جدا وتأثير كان واضح. فلقد انهارت قوة الدولار في السوق بسبب هذا الإعلان. وترتب عليه سقوط قوة الدولار أمام العملات العالمية في مؤشر DXY.
وفي الخطاب الذي أرسلته الوزيرة للكونجرس أعلنت أن الوزارة ستتخذ إجراءات لتيسير الأمور حتى يونيو فقط. ولكن هذا يعني أنه بعد 5 يونيو لن تكون هناك أي أموال في الخزانة الامريكية من أجل تمويل الميزانية الحكومية. مما سيترتب عليه إعلان إفلاس الدولة.
وهذه الأزمة قد تكررت كثيرا في الماضي بين الجمهوريين والديموقراطيين. وعادة ما تنتهي بزيادة سقف الدين الأمريكي. ولكن أزمة سقف الديون الأمريكية هذه المرة مختلفة بسبب أن كلا الطرفين يريد أن يكسب نقطة على حساب الآخر. فالجمهوريين مصممين على تخفيض ميزانية الحكومة. وهذا القرار سيترتب عليه غضب كبير من الشعب الأمريكي. وبالتالي فكل حزب يريد الآخر أن يقوم بهذا القرار حتى يتوجه غضب الشعب على الحزب المتخذ للقرار. ولهذا السبب فإن المفاوضات قائمة بين أطراف الحزبين. ومن المتوقع استمرار الأزمة حتى يونيو 2023. ولكن من المتوقع أيضا أن تنتهي الأزمة مثل الأزمات الماضية برفع سقف الديون الأمريكية.
قصة العملة المعدنية بقيمة تريليون دولار
في حالة رفض الكونجرس رفع سقف الديون فكر المسئولين في البيت الأبيض في حل فريد من نوعه. هذا الحل هو عبارة عن استغلال ثغرة في الدستور الأمريكي. هذه الثغرة تسمح لوزير الخزانة الأمريكية بصك عملات معدنية بلاتينية بأي قيمة وفقا لما يراه منطقي. وبالتالي هذا يعني أن جانيت يلين يمكن أن تقوم بصك عملة بقمية تريليون دولار. وهذه العملة ستسمح الحكومة الأمريكية بزيادة سقف الدين بقيمة تريليون دولار. وهذا بالتأكيد حل مؤكد حتى يقرر الكونجرس حل أزمة سقف الديون الأمريكية.
ولا يمكن لوزير الخزانة الأمريكية طبع ورقة نقدية قيمتها تريليون دولار. حيث أن هذه الورقات لهذا سبع فئات فقط وهي 1 و2 و5 و10 و20 و50 و100 دولار فقط. وتم تحديد هذه الفئات بوضوح في الدستور. وبالتالي فهذه الثغرة لا تصلح إلا فقط للعملات المعدنية البلاتينية.
ولكن لازال هناك شكوك حول هذا الحل. وهذا لأن البنك الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يرفض هذه العملة ولا يقبلها. وبالتالي فهذا الحل ليس نهائي. ولكنه أيضا تم طرحة وإعتباره أحد الحلول التي تم أخذها على محمل الجد.
ماذا إذا قرر الكونجرس الأمريكي حل أزمة سقف الديون الأمريكية؟
على الصعيد الآخر إذا قرر الكونجرس الأمريكي حل أزمة سقف الديون الأمريكية لن يكون هناك داعي لصك هذه العملة. وهذا بسبب أنه سيتم رفع سقف الديون وبالتالي سيتمكن الفيدرالي من طبع العملات الورقية.
وهذا يعني أن سيناريو 2020 قد يتكرر مرة أخرى. ففي عام 2020 نتيجة لجائحة كورونا قررت الحكومة الأمريكية أن تطبع تريليونات الدولارات من أجل دعم الشعب. وهذا بسبب انهيار الاقتصاد العالمي نتيجة للاغلاق الذي حدث عالميا بسبب الجائحة. ونتيجة لهذا تم ضخ الكثير من السيولة في السوق. وبسبب انتشار هذه السيولة في السوق تم توجيه كل السيولة للاستثمارات ذات الخطورة. وهذه الاستثمارات هي الأسهم والذهب والعملات الرقمية. وبالتالي زادت قيمة هذه الأصول المالية كثيرا وتضاعفت في خلال سوق 2021 الصاعد. وترتب على هذا ارتفاع معدلات التضخم بقوة كبيرة نتيجة لضغط القوة الشرائية وقلة الانتاج.
ويتوقع الكثير من الخبراء بأن هذا السيناريو سوف يتكرر مرة أخرى إذا تم رفع سقف الديون. ولكن واقعيا ليس هناك حل آخر غير هذا. وهذا بسبب أن العملات النقدية fiat currencies غير مدعومة بأي أصل مالي. فقد فقدت تلك العملات الغطاء الذهبي بعد الحرب العالمية الثانية وبعد 1971. وهذا أدى إلى انهيار العملات النقدية من حيث القيمة وارتفاع معدلات التضخم بشكل أكبر من منعدلات الانتاج.
طبع الأموال من لا شيء
زيادة سقف الدين لا تختلف كثيرا عن العملة المعدنية بقيمة تريليون دولار. وهذا لأنه في الحالتين ليس هناك أي غطاء يدعم هذه العملات التي يتم طبعها. ونتيجة لقلة الانتاج وزيادة طبع الأموال يترتب عن هذا زيادة دائما في التضخم. فجميع البنوك المركزية عالميا تحاول دائما الحفاظ على نسبة تضخم سنوية 2%. وهذا يعني أن الأسعار في أفضل الأحوال دائما ما تكون في زيادة سنوية بنسبة 2%.
وهذا يعني أنه على المدى الطويل العملات النقدية fiat currencies تفقد 2% سنويا من قيمتها. ولكن هذه الوتيرة زادت بشدة بعد أزمة 2008 العالمية. فلقد تضاعف مخزون الدولارات العالمي منذ 2008 حتى الآن أكثر من مرة. وهذا سبب سعي البنوك المركزية لخفض الفائدة دائما تحت 2% على الإقراض. وذلك من أجل تشجيع الإقتصاد على النمو ولكن للأسف عن طريق الاستدانة وليس تحقيق الأرباح.
وكل هذا يعني أنه ربما يشهد العالم في عام 2024 قرار آخر بخفض الفائدة على الاستدانة في الولايات المتحدة. وهذا يترتب عليه ضخ الكثير من السيولة في السوق مرة أخرى. ونتيجة لهذا سوف تزيد روح المخاطرة عن المستثمرين. وبالتالي أكثر المستفيدين من هذا هو الأصول الاستثمارية وخصوصا عالية المخاطر. وهذا يتمثل في الشركات الناشئة والعملات الرقمية. فعادة ما تضاعف قيمة هذه الاستثمارات وقت انخفاض الفائدة.
لماذا أزمة سقف الديون الأمريكية مهمة للعملات الرقمية؟
أزمة سقف الديون الأمريكية مهمة لجميع الأسواق المالية وخاصة بورصة العملات الرقمية. وهذا لأنها سوف تحدد سياسة الحكومة الأمريكية على مدار الأربع سنوات القادمة. فمن المعروف أن دورة السوق تستمر تقريبا لأربع سنوات. ونحن حاليا على وشك الدخول في الدورة الصاعدة القادمة. والتي يتوقع الخبراء بأن تبدأ بحلول 2024. ولهذا السبب فإن القرار الذي سيتم إتخاذه من قبل الكونجرس سوف يوضح معالم هذه الدورة.
فالحكومة الأمريكية تخاف من تكرار سيناريو الكساد الأعظم الذي حدث عام 1930. وقد أدى هذا الكساد لتباطؤ النمو لعقد كامل وأدى إلى انهيار الأسواق المالية في هذه الفترة. وبالتالي فلا أحد حاليا يريد أن تستمر أزمة سقف الديون الأمريكية.
وبما أن العملات الرقمية تعتبر أكثر أصل مالي عالي الخطورة حاليا فهي أكثر المستفيدين من زيادة سقف الدين.
ولكن كيف هذا؟
عندما يزيد سقف الدين يترتب عليه انتشار السيولة في الأسواق. وبالتالي تكون السياسات النقدية أقل تشددا في هذه الفترة. وهذا من أجل تشجيع روح الاستثمار في السوق. وبناء عليه يتم خفض الفائدة على الاقراض والاقتراض. ولهذا تكون فوائد وديون القروض منخفضة جدا.
يترتب على هذا أن يستدين المستثمرين الأموال من أجل الاستثمار في الأسواق المالية. ويكون للأسواق ذات الخطورة العالية مثل العملات الرقمية نصيب كبير من هذا الاستثمار. ولهذا السبب تنتعش الأسواق وتحدث زيادات سعرية جنونية. ومن أفضل الأمثلة على هذا هي سوق 2021 الصاعدة. فقد زاد سعر بيتكوين في هذه السوق من 3000 دولار في عام 2020 حتى 69 ألف دولار بنهاية عام 2021.
هل تكون 2024 بداية صعود تاريخي آخر للعملات الرقمية بسبب أزمة سقف الديون الأمريكية؟
هناك عدة عوامل تدعم هذه النظرية. وأول هذه العوامل هو ارتفاع احتمالية حل أزمة سقف الديون الأمريكية بحلول يونيو 2023. فكلما تم حل هذه الأزمة بالطريقة التي يتوقعها السوق وهي زيادة سقف الدين كلما انتعشت العملات الرقمية.
وهذا لأن طبع المزيد من الدولارات حاليا سوف يؤدي إلى هروب رؤوس الأموال من الدولار. وهذا من أجل الحفاظ على ثرواتهم من آثار التضخم الناتج عن ضخ السيولة في السوق. ولهذا السبب سوف يلجأ هؤلاء إلى سوق العملات الرقمية ضمن أسواق أخرى في عام 2024 لتفادي آثار التضخم الناتج عن ضخ السيولة في السوق.
وهذا هو أول وأهم عامل يعتبره الكثير من الخبراء الدافع الرئيسي وراء بداية سوق صاعدة جديدة في عام 2024. ولكن هناك عدة عوامل أخرى إذا تم مزجها مع هذا العامل سنجد أنها تزيد من صحة هذا التوقع.
تنصيف بيتكوين القادم
تنصيف بيتكوين يقوم بتقليل الجائزة التي يحصل عليها المعدن بقيمة النصف. ويحدث بصفة دورية كل أربع سنوات. وفي كل مرة يحدث هذا التنصيف تزيد قيمة بيتكوين بعدها بطريقة جنونية. وبيتكوين دائما ما يؤثر سعرها على بقية سوق العملات الرقمية. فإذا زادت انتعش السوق وإذا هبطت هبط السوق.
ولأن ضغط الشراء على بيتكوين مرتفع دائما فبالتالي كلما تزيد ندرة بيتكوين كلما زاد سعرها. وهذا ما يجعلها من أفضل الاستثمارات طويلة المدى في الوقت الحالي. والتنصيف القادم لبيتكوين سوف يحدث ما بين فبراير ويونيو 2024 تقريبا.
انخفاض معدلات التضخم إلى المستوى الطبيعي
التضخم في الولايات المتحدة وصل إلى ذروته في يونيو 2022 عندما تعدى 9%. ولكن حاليا التضخم السنوي تقريبا 6.5%. وهذا المستوى يعني أنه بدأ في الهبوط. ومن المتوقع أن يصل التضخم السنوي إلى مستوى 2% أو 3% بحلول 2024. وهذا يعني أنه لن يكون هناك رفع كبير للفائدة هذا العام. ولكن ربما يحدث تخفيض كبير للفائدة العام القادم.
وإذا حدث بالتزامن مع حل أزمة سقف الديون الأمريكية وتنصيف بيتكوين فستكون الاستفادة كبيرة لسوق العملات الرقمية في 2024.
هبوط العملات الرقمية بشكل رهيب في 2022
لقد شهد عام 2022 هبوط عنيف للعملات الرقمية. أدى هذا الهبوط إلى فقدان تلك العملات لأكثر من 90% من قيمتها. وهذا الهبوط يتوقع الكثير من الخبراء بأن نهايته كانت في نوفمبر 2022. وهذا بالتزامن مع أزمة سقوط منصة FTX المركزية. ولهذا السبب فإن معظم العملات الرقمية تبدو جاهزة من أجل إنطلاقة جديدة للأعلى. فمعظم المؤشرات بدأت تشير إلى أن الكثير من تلك الأصول المشفرة مقومة بأقل من قيمتها. وهذا يعني أن ضغط الشراء سوف يدفع سعر هذه العملات للأعلى. وتزامن هذا مع جميع الأحداث الماضية وخاصة حل أزمة سقف الديون الأمريكية سوف يزيد من احتمالية صعود السوق لأعلى.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.