منذ بداية ظهور العملات الرقمية وهناك حديث دائم حول طبيعة هذه الأصول المشفرة. هناك من يريد إعتبارها أوراق مالية وهناك من يعتبرها سلع مثل الذهب. ومع أن هذا الجدل قد تم حسمه تقريبا مع بيتكوين حيث أن الكثير من الخبراء يعتبرون بيتكوين مثل الذهب، إلا أن بقية سوق العملات الرقمية لازال يعاني من هذا الجدل. واليوم نريد أن نتحدث قليلا عن خطورة إعتبار العملات الرقمية كأوراق مالية وتأثير هذا بالسلب على السوق.
العملات الرقمية كأوراق مالية
لكي نعرف لماذا إعتبار العملات الرقمية كأوراق مالية سلبي علينا أن نعرف ما هي الأوراق المالية أولا. الأوراق المالية هي أصول غرضها الإستثمار وهي معروفة في الوطن العربي بلفظ أسهم أكثر. وهذه الأسهم عادة ما تمثل حصص إمتلاك للشركات المختلفة في الأسواق سواء كانت مدرجة بالبورصة أم لا. وكلما تمتلك حصص أكبر من هذه الأسهم كلما تزيد سلطتك بالشركة في إتخاذ القرار. وأيضا هذه الأسهم وخاصة المدرج منها بالأسواق يمكن تداولها وبيعها وشرائها. وبالتالي يؤثر هذا على سعرها بالسلب أو الإيجاب على حسب العرض والطلب وتأثيره على السهم. أحيانا أيضا عندما تحمل السهم الخاص بشركة ما تكون مؤهل للحصول على جزء من أرباح تلك الشركة.
والأوراق المالية مرخصة ومقننة عالميا بكل مكان منذ قرون. ولهذا السبب فمن السهل جدا لجميع دول العالم التعامل مع هذه الأصول المالية وفهمها. وهذه الأصول دائما ما تخضع لقوانين صارمة تمنع غسيل الأموال وتكافح الفساد. فمن الممكن جدا أن تتأثر هذه الأصول بالتداول الداخلي Insider trading أو الفسادة بمختلف أنواعه مثل الرشوة وغيرها.
ولهذا السبب فإن سهولة إتاحة هذه الأصول كإستثمار للعامة لا تكون متاحة دائما في كل الدول. حتى في الولايات المتحدة ليس من السهل على العامة فتح حساب وتداول الأوراق المالية لحظيا فهناك بعض الإجراءات التي يجب القيام بها أولا بجانب إجراءات KYC.
هل تصنيف العملات الرقمية كأوراق مالية سلبي للكريبتو؟
OKX
الأفضل لمن يريدون عروض جبارةYouHodler
الأفضل للتعدين السحابي للبيتكوينكوين بيز Coinbase
الأفضل للمبتدئينكيف تختلف العملات الرقمية عن الأوراق المالية؟
لا يمكن تصنيف العملات الرقمية كاوراق مالية وهذا بسبب إختلاف العملات الرقمية في مضمونها عن الأوراق المالية. السبب الرئيسي الذي يجعل الأسهم والعملات الرقمية متشابهين هو أن العملة الرقمية تمثل حصة تصويت في قرارات المشروع بينما الأسهم تعتبر أيضا حصة في تحديد مصير الشركة.
بناء على هذا تنصح بعض الهيئات الحكومية وخاصة هيئة الأوراق وبالبورصة الأمريكية SEC تصنيف العملات الرقمية مثل الأوراق المالية. ولكن هذا ليس صحيح فطبيعة مشاريع الكريبتو تختلف جدا عن المشاريع التقليدية.
أولا فإن العملات الرقمية موجودة على البلوك تشين وليس لها وجود في العالم الواقعي. مثلا أسهم شركة أديدس تمثل شركة أديدس التي تنتج أحذية رياضية ولكن لا يوجد منتج ملموس على أرض الواقع لأي مشروع كريبتو. حتى مثلا مشروع ATOR والذي ينتج راوتر يستخدم من أجل تشغيل شبكة تصفح خصوصية فهو يقدم خدمة على الإنترنت في النهاية.
ثانيا العملات الرقمية يمكن معاملتها مثل العملات النقدية وشراء الأشياء بها. كما أنه يمكن نقلها من شخص لآخر بمنتهى السهولة ولا تحتاج إلى وسيط للتعامل فيها. علاوة على هذا فإن حصة التصويت ليست فقط حكر لأغلبية قليلة مثل الشركات التقليدية ولكن كل من يملك عملة المشروع من حقه التصويت.
ومع أن هناك أوجه تشابه قليلة ما بين العملات الرقمية والأوراق المالية إلا أن أوجه الإختلاف كثيرة جدا. فلا يتم قبول الأوراق المالية كوسيلة للدفع مثلا في أي مكان. كما أن الغرض الرئيسي من العملات الرقمية دائما هو حماية الشبكة وتآمينها قبل أي شيء آخر. فالورقة المالية لا تحمي الشركة نفسها من الإختراق الأمني مثلا. ولكنها فقط تعطي صاحبها حق في إمتلاك جزئية من الشركة.
لماذا لا يجب تنصيف العملات الرقمية كأوراق مالية؟
من الضروري جدا أن يتم خلق إطار قانوني من أجل تقنين العملات الرقمية. فحاليا يتم التعامل مع العملات الرقمية كاوراق مالية في معظم دول العالم وبالتالي تخضع لنفس قوانين الضبط والضرائب. وهذا يشكل مشاكل عديدة جدا. من أكبر هذه المشاكل هي منع الابتكار ومعاقبة الإبداع. وهذا نظرا لأن العملات الرقمية ظهرت فقط في العقد الأخير من الزمان وهناك من يريد أن يحكمها بقوانين الأوراق المالية الموجودة منذ قرون. ببساطة فإن التكنولوجيا الخاصة بالبلوك تشين لا يناسبها أبدا الإطار القانوني الموجود حاليا.
علاوة على هذا فإن من أهم أسباب ظهور العملات الرقمية هو فتح الباب أمام الفئات المهمشة عالميا من أجل التداول والإستثمار. إذا تم إستخدام قوانين الأوراق المالية لقتنين العملات الرقمية سيتم منع هذه الفئات من إستخدام العملات الرقمية بسبب طبيعة الأوراق المالية التي تسمح لطبقة معينة من علية القوم للإستثمار فقط.
أيضا العملات الرقمية من أكبر أسباب إستخدامها الخصوصية والسرية وبالتالي هذا يتعارض مع قوانين الأوراق المالية والتي عادة ما تخضع لقوانين KYC صارمة جدا. والنظام البيئي الخاص بالتمويل اللامركزي كله سيقع عليه ضرر كبير إذا تم تطبيق هذه القوانين عليه.
وأخيرا لا يجب أن ننسى طبيعة العملات الرقمية العالمية والتي تسمح لأي شخص في أي مكان بالعالم بالإستثمار في أي عملة. لا يمكن فعل هذا مع الأوراق المالية فمن الصعب جدا على شخص عربي مثلا أن يستثمر في بورصة آسيوية في الشرق الأقصى. ولكن من الممكن أن يشتري شخص في أستراليا بيتكوين ويبيعها لشخص في كندا بشكل لحظي.
كل هذه المشاكل تجعل العملات المشفرة مختلفة في طبيعتها جدا عن الأوراق المالية.
كيف يجب تقنين وتصنيف العملات الرقمية؟
إذا لم تكن العملات الرقمية كأوراق مالية فكيف يجب تنصيفها إذا؟ ببساطة نعتقد أن العملات الرقمية أو العملات المشفرة يجب أن تكون لها فئة خاصة بها مثلا تعرف بإسم الأصول الرقمية. وهذا بسبب طبيعة هذه العملات المختلفة عن أي شيء عهدته البشرية قبلها. وبالتالي ليس من المنطقي تقنين هذه الأصول بقوانين قديمة قد تمنع الإستثمار والإبتكار في هذه الساحة الجديدة والمثيرة.
يجب أن يتم خلق قوانين جديدة عالمية ومتبكرة تساعد على تشجيع الإبتكار والإبداع في هذه الساحة ولكن بدون تعريض المستثمر لخطر. فمن أهم العوائق أمام عالم الكريبتو هو عدم وجود قوانين واضحة. وهذا يؤدي إلى ضياع الكثير من الأموال عن طريق السرقة والنصب والإحتيال بسبب عدم وضوح القوانين وحماية المستهلك. وبالتالي هذا يعني أن هناك فرق كبير بين حماية المستهلك وتقييد عالم الكريبتو الذي يسعى إليه الغرب وخاصة أوروبا.
ونتوقع في خلال السنوات المقبلة أن يتم خلق قوانين جديدة تناسب عالم الكريبتو ولكن هذا سيأخذ وقت. وحتى هذا الحين نتوقع أن تظل الذبذبة المرتفعة والتحركات العنيفة مسيطرة على سوق الكريبتو.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.