من منا لا يعرف ما هي العملات الرقمية اليوم؟ لقد أصبح التشفير هو أشهر المواضيع التي يتم التحدث عنها وخاصة بين الشباب. وهذا بسبب ما فعلته العملات المشفرة في الأعوام الماضية من زيادات جنونية بالأسواق المالية بقيادة بيتكوين. ولكن ما هي الطرق المختلفة من أجل شراء هذه العملات الحديثة؟ يمكنك أن تستثمر في البلوك تشين أو تضارب في العملات المشفرة أو تتداولها فما هو الفرق ما بين الثلاثة خيارات؟ وأي هذه الخيارات هو الأفضل؟ هيا بنا نعرف أكثر!
الفرق بين الاستثمار والمضاربة والتداول في العملات الرقمية
أولًا علينا أن نفهم جيدًا ما هو الفرق بين الاستثمار والمضاربة والتداول في العملات الرقمية. ولكن هذا المبدأ ينطبق على أي سوق أخرى. فهو ينطبق على سوق الذهب أيضًا أو البورصات والأسهم المالية المختلفة أو حتى الفوركس. وبالتالي حتى إذا كنت لا تريد الاستثمار في التشفير فيمكنك أن تطبق هذا المبدأ على الأسواق الأخرى بمنتهى السهولة.
الاستثمار
دائمًا ما يكون طويل الأمد وأهدافه بعيدة المدى. فالمستثمر يضع أهدافًا على الأقل تتراوح ما بين عام إلى عقود طويلة. وحتى بعض الخبراء لا يعتبر أي فترة أقل من عامين كاستثمار.
التداول
التداول يعتبر عملية شراء وبيع الأصول باستمرار. فعلى عكس المستثمر أنت لا تريد أن تحتفظ بالعملات الرقمية مثلًا لفترة طويلة. ولكن أنت تريد أن تبيعها إما على المدى القصير أو المتوسط أو حتى البعيد حتى عام. وهذا يعتمد على شخصية وطبيعة المتداول فإذا كان متداول يوميًا مثلًا فلن يحتفظ بأي عملية تداول لأكثر من يوم واحد فقط.
المضاربة
الكثير من الناس يخلط ما بين المضاربة والتداول دائمًا. ببساطة المضاربة تتم في سوق المشتقات المالية سواء في العملات الرقمية أو في البورصة أو الفوركس. وفي المضاربة ما يحدث هو تخمين أو مراهنة أو تضارب على اتجاه السعر في الأسواق.
فبينما أنت تتداول بيتكوين على السوق الفورية وتشتريها وتحتفظ بها ثم تبيعها، ففي المشتقات أن تتضارب على سعر بيتكوين فقط ولا تمتلك العملة نفسها. وبالتالي تخمن ما إذا كانت ستتجه إلى الأعلى أم الأسفل.
وهو عادة يكون على مدى قصير وسنفهم لماذا.
الاستثمار في العملات الرقمية ومميزاته وعيوبه
يعتبر الاستثمار في العملات الرقمية هو أفضل الطرق من أجل تحقيق الربح. ولكن هل يعني هذا أنه خالي من المخاطر؟ بالطبع لا!
ولكن الاستثمار دائمًا الفرق بينه وبين التداول هو الإطار الزمني. فالمستثمر قد يضع إطار زمني يتراوح ما بين عام إلى 10 أعوام أو حتى أكثر. ولكن المتداول يضع إطار زمني قد يتراوح ما بين دقائق قليلة إلى عدة أشهر على الأكثر.
وهذا يعني أن المستثمر دائمًا تكون أرباحه أكثر بكثير. فمثلًا المستثمر الذي اشترى بيتكوين في 2019 أو 2020 بسعر 3000 دولار قام ببيع العملات في 2021 فوق سعر 40 ألف دولار. وبالتالي الربح هنا كان أكثر من 10 أضعاف.
عيوب الاستثمار
ولكن مشاكل الاستثمار وخاصة في العملات الرقمية تكمن في شدة تذبذب السوق. فالكثير من المستثمرين يقعون في فخ الشراء بسعر مرتفع. وهذا يجعل الناس يخسرون الكثير من الأموال بسبب قلة العلم.
وهذا يحدث بكثرة خاصة مع العملات البديلة. فبيتكوين وإيثيريوم دائمًا في تريند صعودي على المدى الطويل حتى الآن. ولكن العملات البديلة معظمها يفشل بعد دورة سوق واحدة أو إثنين على الأكثر ويموت. وبالتالي الاستثمار في هذه العملات يكون خطورته مرتفعة جدًا. وهذا على عكس الاستثمار في بيتكوين وإيثيريوم.
مميزات الاستثمار
ولهذا يجب أن تفهم جيدًا أن الاستثمار يكون دائمًا مرتبط بدورات السوق ما بين الارتفاع والهبوط. فالمستثمر لا يشتري عادة طوال الوقت أو يستخدم استراتيجية DCA في العملات الرقمية طوال الوقت. ولكنه يشتري في أوقات معينة جدًا تعرف بإسم الاستسلام capitulation. وهذه الأوقات تأتي في كل دورة سوق وتتميز بانخفاض السعر كثيرًا بها. فمثلا حتى الآن هبط سعر بيتكوين 3 مرات تحت 20 ألف دولار على مدار عام. في يونيو 2022 هبط إلى 17 ألف دولار وفي نوفمبر هبط إلى 15 ألف دولار وأخيرًا في مارس هبط إلى 19 ألف دولار. وفي جميع هذه الفترات كان شراء بيتكوين يعتبر استثمار جيد.
بالنسبة للعملات البديلة فإن الاستثمار بها في هذه الفترات أيضًا يكون أمر جيد. ولكن الفرق بينها وبين بيتكوين هو أن هذه العملات عادة لا تعيش لدورة السوق القادمة. فمعظمها ينتهي سريعًا أو ينهار. ولهذا السبب ينصح دائمًا ببيع هذه العملات في فترة صعود السوق ثم التركيز على مشاريع جديدة في الدورة القادمة.
التداول في العملات الرقمية
تداول العملات الرقمية يعتبر أشهر الثلاثة تقريبًا. وهذا لأن التداول معروف بأنه يمكنه توليد الربح في أسرع وقت. والتداول كما قلنا ينقسم لأنواع.
سكالبينج: هذا هو أقصر أنواع التداول وهو قد يتراوح من عدة ثواني أو دقائق إلى عدة ساعتين أو ثلاث على الأكثر.
التداول اليومي: هذا النوع دائمًا ما ينتهي في خلال جلسة التداول اليومية. وهذا يعني فتح واغلاق الصفقة خلال جلة التداول فقط. فلا يتم ترك أي صفقة لليوم التالي.
التداول المتأرجح: هذا النوع من التداول يتم ترك فيه صفقات التداول مفتوحة لعدة أيام. وأحيانًا قد يتمد هذا إلى عدة شهور.
التداول طويل المدى: هذا النوع من التداول شبيه بالاستثمار ولكنه ذات مدى أقصر قليلًا. فهو لا يتعدى العام. ولكنه أيضًا قد يتضمن الاحتفاظ بالصفقة لشهور كثيرة.
وأهم ما يجب أن تعرفه هو ان التداول يتضمن امتلاك العملة الرقمية والاحتفاظ بها. فأنت تشتريها من على السوق الفورية بغرض بيعها بعد هذا بسعر أعلى. والتداول لا يتضمن البيع على المكشوف shorting وإنما الشراء فقط.
التداول أيضًا على عكس الاستثمار لا يحدث في أوقات معينة بدورة السوق ولكنه يحدث على مدار الدورة طوال الوقت. ففي كل وقت ستجد متدوالي بيتكوين وإيثيريوم والعملات البديلة.
ويتميز التداول بأنه يمكن أن يكون مهنة ذات دوام كامل أو دوام جزئي. فهي مهنة يمكن أن تقوم بها من أي مكان في العالم. فأنت لا تحتاج إلا للابتوب أو حتى هاتف محمول فقط. ويمكنك أن تبدأ برأس مال صغير أو كبير ما يحلو لك. ويمكنك حتى أن تبدأ برأس مال ليس تابع لك ولكن تابع لشركة عن طريق شركات التداول المعروفة والموثوقة المتاحة على الإنترنت.
ولكن عيوب التداول هو أنه مهنة صعبة ومتطلبة للكثير من المجهود. وخاصة في سوق العملات الرقمية نظرًا لسرعة تأثر السوق بأي أخبار تنتشر في السوق. وبالتالي من السهل جدا ضياع رأس المال في هذا السوق بدون استراتيجية تداول جيدة. وخاصة يتضح هذا إذا بدأ المتداول في تداول العملات البديلة.
المضاربة في العملات الرقمية
المضاربة في العملات الرقمية وأسعارها بدأت تنتشر مؤخرًا كنوع من أنواع التداول. ولكن كما قلنا الفرق هنا هو أنك لا تمتلك العملة. فعبر العقود الآجلة أنت تراهن أو تخمن على سعر العملة. فمثلًا إذا أردت المضاربة في بيتكوين فيمكنك أن تذهب إلى أحد المنصات المركزية مثل بينانس أو أوك إكس من أجل المضاربة على سعر بيتكوين.
بعد هذا تقوم بتحديد الاتجاه الذي تريد أن تتضارب عليه إما الصعود long أو الهبوط short ويعرف بالبيع على المكشوف أيضًا.
وهذا النوع يعتبر مرتفع الخطورة ولا ينصح به إلا لخبراء التداول المخضرمين فقط. وهذا نظرًا لوجود أدوات متقدمة مثل الرافعة المالية التي يمكن أن تفقدك رأس مالك كله إذا لم تستعملها بحكمة.
المضاربة مثل التداول تحدث في جميع الأوقات ولكنها على الأخص تحدث على المدى القصير. فعادة صفقات التضارب تستمر لمدة أسبوع على أقصى تقدير. وهذا نظرًا لوجود ما يعرف باسم معدل التمويل. وهذا المعدل يكون مسئولًا عن الموازنة ما بين عدد المشتريين والبائعين في السوق. وبالتالي فدائمًا ما يقوم إما المشتري أو البائع بالدفع للآخر على كل يوم تظل به صفقة المضاربة مفتوحة. وهذا المعدل يتغير بإستمرار طوال الوقت.
وهو يناسب على الأخص المتداوليين اليوميين ومتداولي سكالبينج.
وهو أكثر نوع من الأنواع شهرة حاليا نظرا لقدرته على تحقيق المكاسب الجنونية. ولكنه أيضًا مشهور بأنه السبب الأول في فشل الكثير من حسابات التداول فبالتالي كن حذرًا جدًا.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى أن تزور موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
