التداول والإستثمار هما أكبر وسائل من أجل صنع المال في عالم الكريبتو. ودائما ما يكون هناك صراع ما بين المتداولين والمستثمرين على أفضل طريقة لتحقيق الأرباح. واليوم سوف نتحدث عن مميزات وعيوب كل طريقة في المناخ الإقتصادي الصعب حاليا. فهيا بنا نعرف أكثر!
الفرق بين التداول والإستثمار
أول شيء يجب أن نعرف ما هو الفرق ما بين التداول والإستثمار في الكريبتو. وببساطة التداول يكون على فترات زمنية قصيرة وبالتالي أرباحه تكون أقل بكثير. وعادة التداول في الكريبتو قد يكون أي صفقة تستمر من عدة دقائق حتى عدة أشهر. أما الإستثمار فعادة يكون على فترات زمنية طويلة. ويجب أن يستثمر الشخص في عملة لسنة على الأقل حتى يعتبر مستثمر. والإستثمار قد يكون أي فترة من أول سنة وحتى عقد أو حتى أكثر. فهناك من إشترى بيتكوين مثلا في عام 2013 ولم يتخارج من الصفقة حتى الآن وبالتالي هذا مستثمر. أما المتداول فقد إشترى بيتكوين في هبوط بداية أغسطس عند 50 ألف دولار وتخارج من الصفقة عندما وصل سعر العملة 65 ألف دولار في منتصف أغسطس. وهذا هو أكبر فارق بينهما.
وهنا نلاحظ بأن المستثمر عادة قد يحقق أرباح جنونية فمثلا بعض المستثمرين حققو أكثر من 1000% عائد من إستثمارهم في بيتكوين. أما المتداول فنادرا ما يحقق مثل هذه الأرباح وعادة أرباح المتداول في الكريبتو على المدى القصير قد تتراوح ما بين 10-80% تقريبا.
الفترة الحالية
أنت الآن تعرف الفرق ما بين التداول والإستثمار وبالتالي آن الوقت لكي نعرف أي الإثنين أفضل في الفترة الحالية. والفترة الحالية في الكريبتو والأسواق المالية عموما تتسم بالضبابية وعدم الوضوح وقلة اليقين. وبالتالي دائما في مثل هذه الفترات يكون التداول أفضل. ولكن لماذا؟
هذا ببساطة لأن التداول يركز على الأهداف قصيرة المدى وبالتالي لا يغامر المتداول بالتعمق في المستقبل نظرا لأنه يركز على أرباح قصيرة المدى. فكل ما يحتاجه المتداول هو التنبؤ بالتريند في خلال عدة ساعات أو أيام على الأكثر. وبالتالي مخاطره تكون أقل بكثير من المستثمر الذي قد يضطر حاليا أن يتحمل الدخول في صفقات قبل حدوث كساد بالولايات المتحدة.
علاوة على هذا فإن سوق الكريبتو في تصحيح سعري منذ مارس 2024 وحتى الآن. فقد تشكلت قمة السوق وقتها ولم ينجح السوق حتى الآن في الخروج من هذا التصحيح. وبالتالي في خلال الستة أشهر الماضية حقق المتداولين أرباح كبيرة جدا مقارنة بالمستثمرين. وهذا لأن المتداول دائما ما يدخل في صفقات ثم يتخارج منها بالربح.
تذكر دائما أن في أوقات تذبذب الأسعار وتحركها ما بين مستوى معين وفي هذه الحالة المستوى هو 50 ألف و70 ألف لبيتكوين، فإن التداول يكون ممتاز جدا.
متى يصبح الإستثمار أفضل؟
في المقارنة بين التداول والإستثمار يصبح الإستثمار أفضل دائما عندما تنتهي السوق الصاعدة بهبوط وإنهيار شبيه بما حدث في النصف الثاني من عام 2022. تذكر كيف كانت أسعار العملات منخفضة جدا وقتها. كل من قام بالشراء في هذا الوقت هو حاليا في مكسب كبير جدا حتى بعد التصحيحات السعرية التي حدثت في خلال الأشهر الماضية. وهذا بسبب أن من قام بالشراء وقتها إشترى بأبخس الأسعار وإستفاد من الصعود المستمر.
في هذه الحالة فقط يكون الإستثمار على المدى الطويل مربح. ولكن بما أننا لم نعد في هذه الفترة، فإذا كنت تريد الإستثمار فنحن نرشح بأن تحافظ على رأس مالك حتى بداية السوق الهابطة القادمة ثم تدخل في صفقات شرائية ساعتها.
أما الوقت الحالي فنحن نعتقد بأن التداول فيه أفضل بكثير جدا من الإستثمار. حتى إذا قمت بالدخول في صفقات الآن قد تتخارج منها بعد 6 أشهر أو حتى 9 أشهر فلازالت هذه عملية تداول وليست إستثمار.
كيف تتعامل مع الظروف الإقتصادية الحالية ما بين التداول والإستثمار؟
مشكلة الوقت الحالي كما قلنا وهو بداية الربع الأخير من عام 2024 أنه يتسم بالغموض. فالأسواق المالية كلها على شفا حفرة من الدخول في كساد تام أو تحقيق الهبوط الناعم الذي يعد به الفيدرالي منذ عام 2022. فالتضخم ينخفض ولكن على الصعيد الآخر يحدث هذا على حساب إرتفاع نسبة البطالة بالولايات المتحدة. وإذا أثرت الأحداث الجيوسياسية العالمية الآن في وتيرة التضخم وعاد يرتفع مرة أخرى فقد يحدث كساد بالولايات المتحدة. وهنا قد يحدث هبوط عنيف جدا في جميع الأسواق بما في سوق الكريبتو. وهذا يعني فرصة إستثمارية ممتازة ولكنه أيضا سيكون ضار جدا لكن من قام بالإستثمار في السوق في خلال الأشهر الماضية.
ولهذا السبب أفضل ما نرشح به حاليا هو تقسيم رأس المال إلى أجزاء يكون جزء منها مخصص للإستثمار وجزء آخر مخصص للتداول. وبهذه الطريقة تستفيد من التداول والإستثمار بدون أن تعرض نفسك لمخاطر مرتفعة.
فكما قلنا مشكلة الوقت الحالي هو أننا في مفترق طرق قد يؤدي ببيتكوين والكريبتو كله للصعود بطريقة جنونية أو الهبوط بطريقة جنونية. وأفضل ما يمكن أن تفعله هو أن تراقب البيانات الصادرة بشكل شهري بالولايات المتحدة حتى تعرف أكثر.
إذا بدأ الجزء الأخير من السوق الصاعدة فإن التداول طويل المدى سيكون ممتاز لهذه الفترة. لاحظ ان التداول طويل المدى قد تحتفظ فيه بالصفقة لعدة أشهر ولكن ليس لسنوات مثل المستثمر. ولهذا السبب فنحن حاليا نرشح التداول. فغالبا إذا حدث صعود في الربع الأخير من السنة قد يستمر لخمس أو ستة أشهر تقريبا. وبالتالي التداول المتأرجح سيكون مثالي جدا للتربح من هذا الصعود.
الخلاصة
أكبر فرق ما بين التداول والإستثمار هو أن المتداول يستفيد بشكل مستمر من تذبذبات السوق. ولكن المستثمر يستفيد من الكوارث الكبيرة مثل هبوط الأسواق في 2008 أو وقت كوفيد أو تصحيح 2022. في كل هذه الفترات كان قرار الشراء بغرض الإستثمار أفضل بكثير من التداول. أما المتداول فقد إستفاد جدا من إرتداد بيتكوين لأعلى في كل مرة تهبط فيها بعنف أو العكس إذا قام بالبيع على المكشوف.
وهذا يعني أيضا بأن المستثمر ليس بحاجة لرأس المال المستثمر في الأجل القريب ولهذا السبب يتركه لسنوات طويلة. إذا كنت مثلا قد حققت ربح في السوق الآن وأنت تعرف بأنك في حاجة لهذه الأموال في خلال شهر من الآن فمن الأفضل أن تتخارج الآن حتى لا تعرض نفسك لمخاطر. وفي مثل هذه الحالات يصبح التداول أفضل من الإستثمار. أما إذا كنت لا تريد الأموال مثلا لعدة سنوات، فلا مشكلة في تركها نظرا لأنك تتوقع صعود أكبر في السوق.
وإذا أردت أن تعرف أكثر عن العملات الرقمية فلا تنسى زيارة موقعنا!
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات. في موقع Learn غايتنا الأولى هي توفير معلومات رفيعة المستوى. فنوف المحتوى التعليمي حقه من التحديد والبحث والابتكار لنضمن تقديم كل ما هو مفيد وممتع لقرائنا. وللحفاظ على هذا المستوى والاستمرار في صنع محتوى رائع وممتع ومفيد، قد يكافئنا شركاؤنا بعمولة لذكرهم في مقالاتنا. إلا أننا نود أن نؤكد أن هذه العمولات لا تؤثر بأي شكل على نزاهتنا في صنع محتوى محايد أمين ومفيد لقرائنا الأعزاء دون تحيز أو تفضيل على الإطلاق.
