يعد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أهم محركات الابتكار والكفاءة. يمكن لهذه التقنيات تحسين العمليات، تخصيص التجارب، وإيجاد حلول جديدة للمشاكل المعقدة، لذلك تسعى الكثير من الشركات لاستكشاف كيف يمكن لهذه الأدوات تحسين أعمالها.
الذكاء الاصطناعي التوليدي بين مطرقة التلاعب السياسي وسندان انتهاك الخصوصية
إذا كنت تثق كثيرًا في نتائج الدراسات، إليك المعلومة التالية: 97٪ من العملاء يتفقون مع من يمول دراساتهم! هذا ليس ضربًا في صحة الدراسات جميعها، لكن لا يخلو العلم من التلاعب والتحيز. وكذلك ينطبق الأمر على الذكاء الاصطناعي، الذي قد يتم استخدامه لنشر الدعاية السياسية أو لغرض التضليل الإعلامي.
ببساطة، لنقُل أن البيانات التي يولدها الذكاء الاصطناعي ليست محايدة كما قد تعتقد. بالإضافة إلا أنها قد تحتمل الكذب أكثر من الصدق. كما تتبنى غالبا المواقف السياسية للدول التي انطلقت منها.
وبينما ندرك يقينًا أن الذكاء الاصطناعي يُحدث تغييرًا جذريًا في طريقة عملنا وحياتنا، هناك مخاوف مشروعة بشأن خصوصية البيانات وأمنها وصحة النتائج وسلامتها. في حوار خص به BeInCrypto العربية، يقول المهندس محمد الكاف الهاشمي، رائد الأعمال الذي يقف وراء عدد من مشاريع الذكاء الإصطناعي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، إن هذه المخاوف نابعة من تجارب وفضائح سابقة:
"على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحدث تحولاً جذرياً في طريقة عملنا وحياتنا، إلا أنه يثير مخاوف كبيرة فيما يتعلق بخصوصية البيانات وأمنها. تجسد فضيحة كامبريدج أناليتيكا (Cambridge Analytica) العواقب الوخيمة لسوء التعامل مع بيانات المستخدمين، وتكشف كيف يمكن استغلال المعلومات الشخصية للتلاعب السياسي. ومن الأمثلة البارزة الأخرى الانتقادات التي واجهتها شركة جوجل بسبب التحيزات المحتملة في ذكائها الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول عدالة بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي ومدى تمثيلها."
👈 اقرأ المزيد: حوار حصري مع مؤسس عملة إسلاميك كوين: مستقبلنا واعد
على الرغم من الذكاء الاصطناعي التوليدي يعدّ مجالًا واعدًا ذا إمكانيات هائلة، إلا أنه يواجه العديد من التحديات التي تعيق تقدمه وتطبيقه على نطاق واسع. كما أنه يثير مخاوف مشروعة بشأن خصوصية البيانات وأمنها.
يلقي المهندس الهاشمي الضوء على التحديات التي تواجه الذكاء الإصطناعي التوليدي والتي تضعه في مرمى المنتقدين وتحت أضواء المنظمين. لكنه أيضا يؤكد على أهمية تطوير هذا القطاع لما يحمله من إيجابيات ومميزات للجميع:
"إن التطور السريع للذكاء الاصطناعي، وخاصة النماذج التوليدية، يجعل من الصعب التنبؤ بمشهد العقد القادم. يجب التدقيق في التحيزات المتأصلة في هذه التقنيات للتأكد من أنها متوازنة وعادلة. على الرغم من هذه المخاوف، فإنني أؤيد تطوير الذكاء الاصطناعي، نظراً لإمكانية تأثيره الإيجابي، بما يتماشى مع خلفيتي في هذا المجال. "
ويبدو الطريق نحو مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي التوليدي طويلاً، لكنه ليس مستحيلاً. ويتطلب الأمر تكاتف جهود العلماء والمختصين لإيجاد إطار عملي مناسب لهذه التقنيات. فمستقبل قطاع القطاع ككل مشرق، لكنّه قد يصبح بائساً إذا لم نؤطّره بشكلٍ سليم يضمن استخدامه بشكل أخلاقي ومسؤول.
"ومع ذلك، يجب أن تظل خصوصية المستخدم ذات أهمية قصوى في تطور الذكاء الاصطناعي، مما يستلزم إجراء مناقشات ومناظرات مستمرة لتوجيه الذكاء الاصطناعي نحو إفادة المجتمع وتجنب مستقبل بائس. يجب أن ينصب التركيز على ضمان توافق تطور الذكاء الاصطناعي مع الصالح العام والتطور الإيجابي للبشرية"، يضيف الهاشمي.
👈 اقرأ المزيد: المهندس محمد الكاف الهاشمي يتحدث عن إسلاميك كوين..هل هي حلال وماذا عن شبكتها "حق"؟
إسلاميك كوين: ريادة مستقبل التمويل الإسلامي باستخدام الذكاء الاصطناعي
في عالمٍ يتسارع فيه التطوير التكنولوجي وتزداد فيه أهمية البيانات، تدرك شبكة HAQQ وإسلاميك كوين دور الذكاء الاصطناعي المحوري في تشكيل مستقبل التمويل الإسلامي. وقد تبنت الشبكة بالفعل الذكاء الاصطناعي لدعم خدماتها وتسهيل عملياتها، حسبما كشف لنا السيد الهاشمي:
"نحن في HAQQ وإسلاميك كوين نتبنى الذكاء الاصطناعي بشكل استباقي، مدركين دوره المحوري في تشكيل المستقبل. وقد قادنا نهجنا الاستشرافي إلى إنشاء قسم للذكاء الاصطناعي مخصص لتعزيز عروضنا من خلال حلول ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. تشمل مجالات التكامل الرئيسية للذكاء الاصطناعي خدمات المحفظة لدينا و"أوراكل الشريعة"، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتبسيط العمليات، وجعلها أكثر سهولة وكفاءة من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسينها."
أيضا، لخلق بيئة فعالة والاستفادة القصوى من التقنيات الحديثة، قررت شركة إسلاميك كوين التعاقد مع المختصين في قطاع الذكاء الاصطناعي الذين من بإمكانهم ضمان الاتساق بين أهداف الشركة ونماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة.
👈 اقرأ المزيد: محمد الكاف الهاشمي: Islamic Coin أول عملة رقمية إسلامية شرعية
في أغسطس من العام الماضي، أعلنت شبكة حق "HAQQ" كوين تعاونها مع SingularityNET، وهي منصة لامركزية، لجلب الذكاء الاصطناعي إلى التمويل الإسلامي. بالتالي ستستخدم شبكة حق تقنيات الذكاء الإصطناعي من SingularityNET لضمان امتثال المعاملات للشريعة الإسلامية. ويعلق الهاشمي على هذا التعاون:
"يؤكد تعاوننا مع شركة Singularity AI، وهي شركة رائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اللامركزي، على التزامنا بالابتكار. وتركز هذه الشراكة على استخدام الذكاء الاصطناعي للتحقق من امتثال المنتجات الحلال بالتعاون الوثيق مع هيئة الرقابة الشرعية لدينا وإرشاداتها. عند تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لدينا، نولي الأولوية للمعايير الأخلاقية، ونضمن أن يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لدينا بنهج متوازن يتماشى مع قيمنا وركائزنا الأساسية. ويؤكد هذا الالتزام بالأخلاقيات في مجال الذكاء الاصطناعي على التزامنا بتوفير حلول ذكية قائمة على القيمة في النظام المالي الإسلامي."
التأكيد على التعليم والتوعية بأهمية تقنية بلوكتشين
في منشور على موقع لينكدإن، أثار أحد مناصري العملات المشفرة نقاشًا حول ضرورة تعليم الناس عن تقنية بلوكتشين. حيث يرى أن التركيز على فهم هذه التقنية المعقدة قد لا يكون مفتاح التبني الجماعي، مستشهدًا بمثال اعتماد الناس على الطائرات دون فهم كيفية عملها أو استخدام الإنترنت دون معرفة كيفية عمل بروتوكول TCP/IP. ونسبيًا، يؤيد المهندس الهاشمي هذا الرأي:
"يبدو أن اكتساب المعرفة الأساسية بالبرمجة مفيد في عصرنا، إلا أن مستوى هذه المعرفة يختلف باختلاف شرائح المجتمع. بالنسبة للبعض، يكفي الفهم الوظيفي لكيفية استخدام تقنيات مثل البلوكتشين، أو الذكاء الاصطناعي، أو الويب. يجب أن يكون التركيز على سهولة الاستخدام بدلاً من التفاصيل المعقدة حول كيفية عمل هذه التقنيات تحت الغطاء."
👈 اقرأ المزيد: كل ما يجب أن تعرفه عن العملة الرقمية الإسلامية "إسلاميك كوين"
ومع ذلك، يؤيد المهندس الهاشمي وجهة نظر أخرى ترى أنّ تعزيز الوعي العام والفهم الأساسي لتقنية بلوكتشين بين عامة الناس له فوائده. فمن خلال فهم المبادئ الأساسية لهذه التقنية، يمكن للمستخدمين اعتماده لأسباب مدروسة أكثر:
"ومع ذلك، بالنسبة للجيل الأصغر سناً وأولئك الذين يدخلون مجال التكنولوجيا، فإن الفهم الأساسي للبرمجة والمبادئ الهيكلية الكامنة وراء هذه التقنيات أمر بالغ الأهمية. هذا لا يعني أنهم بحاجة إلى أن يصبحوا خبراء في كتابة التعليمات البرمجية المتقدمة، ولكن يجب أن يفهموا كيفية تفاعل الأجزاء المختلفة من التعليمات البرمجية وتكاملها. إن القول بأن تعقيد تكنولوجيا بلوكتشين يجب أن يظل في أيدي المطورين حصرياً يتجاهل فوائد الوعي الأوسع نطاقاً. تمامًا كما هو الحال مع اعتماد الطائرات أو الإنترنت، حيث يعزز الفهم الأساسي للمبادئ من الثقة وسهولة الاستخدام دون الحاجة إلى معرفة تقنية مفصلة، كذلك فإن الفهم التأسيسي لتقنية البلوك تشين يعمل على إزالة الغموض عن هذه التقنية، مما يعزز اعتمادها ودمجها في التطبيقات اليومية."
وختم المهندس الهاشمي حواره معنا بالتأكيد على أهمية تشجيع الوعي العام والفهم العام لمبادئ صناعة العملات الرقمية والبلوكتشين من أجل تبني هذه التقنيات بشكل أكثر استنارة:
"لذلك، في حين أنه ليس من الضروري أن يكون لدى الجميع معرفة تقنية عميقة بتقنية بلوكتشين، فإن تشجيع الوعي العام والفهم العام لمبادئ الترميز بين عموم السكان يمكن أن يمكّن المستخدمين ويعزز الابتكار ويؤدي إلى تبني هذه التقنيات بشكل أكثر استنارة."
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.