بعد أن كانت في يومٍ من الأيام واحدة من أبرز منصات التداول في عالم العملات الرقمية، تحوّلت FTX إلى رمز للانهيار والفضائح المالية في هذا القطاع. اليوم، بعد عامين من الانهيار المدوي في نوفمبر 2022، تبدأ المنصة المفلسة رحلة تصفية الديون وإعادة جزء من أموال المستخدمين المتضررين.
سداد مؤجل ومبالغ مخيبة: ما الذي ينتظر ضحايا FTX في مايو؟
منذ إعلان الإفلاس تحت الفصل 11 في أكتوبر 2024، شرعت FTX في إجراءات قانونية معقدة، كان من أبرز محطاتها الحكم على مؤسسها، سام بانكمان فريد، بالسجن لمدة 25 عامًا بعد إدانته بقضايا اختلاس وسوء إدارة الأموال. ورغم الدمار الذي خلفته القضية، فإن إعلان المنصة عن البدء بسداد بعض المطالبات منح بارقة أمل للمتضررين.
المطالبات الصغيرة التي تقل عن 50 ألف دولار تم سداد 98% منها بالفعل، أما الفئة الأخرى، وهي المطالبات التي تتجاوز هذا الرقم، فسيبدأ سدادها في 30 مايو 2025. وقد تم تخصيص مبلغ 10.5 مليار دولار من أصل 17 مليار تم استردادها لهذا الغرض، منها 7 مليارات صُرفت بالفعل في الجولة الأولى، ليبقى نحو 3.5 مليار دولار سيتم توزيعها في المرحلة المقبلة.
ولكن هناك شروط صارمة يجب أن يستوفيها أصحاب المطالبات قبل حلول الموعد النهائي. فالمستفيدون مطالبون بإرسال إثباتات الخسارة إلى بوابة FTX، واختيار إما BitGo أو Kraken كوكلاء لتوزيع المبالغ، بالإضافة إلى إتمام عملية التحقق من الهوية (اعرف عميلك) بحلول 11 أبريل 2025.
غير أن هذه الخطوة المنتظرة لم تمر من دون انتقادات. فرغم بدء إعادة الأموال، إلا أن الحسابات تُعتمد على سعر الأصل في لحظة الانهيار وليس بحسب قيمته السوقية الحالية. مما يعني أن من احتفظ بعملة بيتكوين واحدة، سيُعوض فقط بـ17,000 دولار، في حين أن قيمتها الحالية تقترب من 90,000 دولار. وهو ما تسبب في موجة من الغضب، لا سيما أن الكثيرين يرون أن خسارتهم الحقيقية تتجاوز الأرقام الرسمية.
ورغم هذا التقدم، تبقى آثار الأزمة قائمة. هناك احتمال كبير أن يقوم الكثير من المتلقين بسحب الأموال وتحويلها إلى عملات نقدية خوفًا من تكرار المأساة، مما قد يؤدي إلى ضغط بيعي كبير في السوق. بالمقابل، قد يرى آخرون هذه الفرصة كنافذة للعودة إلى السوق مستغلين الانتعاش الأخير في الأسعار.
يبقى أن نشير إلى أن بعض المستخدمين قد يواجهون تحديات إجرائية، سواء في عمليات KYC أو في إثبات المطالبات، وقد يؤدي ذلك إلى تأخير أو حتى حرمانهم من حقوقهم. ومع اقتراب موعد السداد، تزداد أهمية التعامل بحذر في ظل سوق شديد التقلب.
الحدث يُعد واحدًا من أبرز مشاهد تصفية الحسابات في تاريخ العملات الرقمية، لكنه أيضًا تذكير قاسٍ بضرورة حماية المستخدمين وتنظيم القطاع بشكل صارم لتفادي كوارث مستقبلية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
