لم يتوقع العديد من خبراء التواصل الاجتماعي وعالم المال أن يكون الملياردير إيلون ماسك مصدر للإلهام والعبث معاً بقراراته التي يصفها البعض بالعفوية والتي ربما تكون جزءً من هويته في النجاحات التي حققها بشركة تسلا وSpaceX.
ولكن أضحى ماسك بين عشية وضحاها مسؤولاً عن منصة تواصل اجتماعي يستخدمها نحو 186 مليون مستخدم يومياً بعد العديد من المشاكل التي وصلت إلى مقاضاته لإكمال الصفقة.
وبعد توليه مقاليد الإدارة طرد العديد من الموظفين والبنية التحتية كما منع العاملين عن بعد إلى أن وصلت الأمور إلى حدتها في 16 نوفمبر بإعطاء إنذار ترك الموقع على حافة الهاوية.
وقد أفاد ماسك في رسالة عبر البريد الإلكتروني لموظفيه بتحمسه الشديد لبناء Twitter 2.0 في ظل عالم تشتد فيه المنافسة ويتطلب هذا العمل لساعات طويلة وبالفعل إصدار قرار بعمل الموظفين حتى الخامسة مساءً.
واستقال العديد من الموظفين بشكل جماعي بحسب العديد من التقارير الإعلامية فقد وصل عددهم إلى 1200 من الموظفين وقد أقاد هذا شعله من الانتقادات التي تتوقع وفاة المنصة عن قريب بسبب قرارات ماسك.
لماذا يكره موظفي تويتر ماسك؟
تقدر ثروة إيلون ماسك بنحو 181 مليار دولار لذا فهو أغنى رجل في العالم، ولكنه في وقت سابق من هذا العام قد دفع 44 مليار دولار أو ما يعادل 54.20 دولار للسهم الواحد، لإتمام صفقة الاستحواذ على تويتر.
وعقب التولي أظهر ماسك تمسكه بثقافة العمل التي لا تعرف المرونة فغالباً ما يغادر في الساعات الأولى من الصباح أو إلى حين إنجاز مهامه في ظل توقعه من الموظفين أن يفعلوا نفس الشيء.
لذا لم يستطع الموظفين تحمل هذا الأمر، إلى حين كراهية سياسة ماسك التي تهدف إلى العمل لساعات طويلة فبحسب رأي البعض فقد أفسد إيلون المنصة.
وعبر أحد موظفي تويتر الذي استقال عن انتقاده لماسك وثقافة عمله إبان حديثه إلى موقع بي بي سي، حيث أفصح عن عدم رغبته لدى شخص يتخذ البريد الإلكتروني كوسيلة للتهديد إضافة إلى رغبته في عمل الموظفين لمزيد من الساعات.
تغيير ثقافة العمل
وتتغير ثقافة العمل في تويتر بإصدار إيلون قواعد جديدة تتضمن ضرورة إلتزام كل موظف، إضافة إلى حظر العمل عن بعد بعكس سياسة جاك دورسي والتي سمحت للموظفين بالعمل من المنزل إلى أن ألغى ماسك هذا القرار ليتواجد الموظفين داخل المكتب أسبوعياً.
وهدد ماسك المدراء ممن سمحوا للموظفين بالعمل عن بعد، على الرغم من دعوته إلى المستمرة إلى حرية التعبير، حيث أفاد ضرورة ضمان المدير المسؤول لأداء عمل ممتاز من قبل الموظف بحسب ما ذكرت CNBC نقلاً عن رسالة بريد إلكتروني أرسلها ماسك إلى موظفيه.
كما حث على ضرورة اجتماع المدراء مع الموظفين على الأقل مرة واحدة في الشهر ما لم تكن الاجتماعات اسبوعية.
هل تهدف سياسة ماسك إلى خفّض التكاليف؟
ولا تقتصر قرارات ماسك فقط على الأداء بينما خفّض التكاليف، ويُترجم ذلك في حديث ماسك عن استخدام تويتر لنحو 400 دولار للفرد في الطعام وبما يصل إلى 13 مليون دولار.
ولكن اختلفت تريسي هوكينز أحد الموظفين مع ماسك في هذا التصريح حيث أفادت بحصول الفرد على وجبة بمبلغ يتراوح بين 20 إلى 25 دولار في اليوم وهذا قد ساعد الموظفين للعمل بنشاط في أوقات الغذاء لترتفع نسبة الحضور من 20 إلى 50% داخل المكتب.
وإلى جانب ذلك، فقد تعرض الموظفين إلى تحديثات سريعة ليعمل فريق المطورين حتى منتصف الليل للتحقق من العلامة الزرقاء.
وقد تعرض التحديث إلى التعليق في خلال 72 ساعة لشراء المخترقين هويات وانتحالهم لهويات شخصيات يعبرون عن آراء حساسة مثل جورج بوش وتوني بلير.
ماذا يعني Twitter 2.0؟
وكان ماسك قد أعطى خيار للموظفين في تويتر بالبقاء أو عدم البقاء داخل الشركة مع إصدار Twitter 2.0، الذي يكون مدفوعاً بالهندسة بما يتطلب العمل لعدد أطول من الساعات.
ودعا إلى الابتكار في التصميم وإدارة المنتج ليكون مكان الشركة لمن يبدعون فقط حيث قال ماسك أن تويتر هو جوهرة البرمجيات والخوادم في ظل ما يهدف إليه من إجراء تغييرات داخل الشركة.
وفي 29 أكتوبر كشف ماسك عن مجلس خاص بالمحتوى بوجهات نظر واسعة، كما وعد بتحسين البحث داخل التطبيق إضافة إلى إرفاق نص طويل بالتغريدات.
ويخطط ماسك لتحقيق الدخل عبر أشكال مختلفة من المحتوى حيث حذر المستخدمين من إصدار حسابات بهدف المحاكاة الساخرة ليقول أن هذه الحسابات ستشهد تعليق بشكل دائم وبدون إنذار مسبق.
وفي نفس اليوم، غرّد ماسك أن مهمة تويتر أن يصبح مصدراً أكثر دقة للمعلومات حول العالم بما يجعله يكسب احترام المعلنين، في الوقت الذي توقفت فيه شركات كبيرة عن التسويق عبر المنصة.
ولم يمر أشهر على قيادة إيلون ماسك وقد أصابه التغير والتحديث وهروب المعلنين في الوقت الذي صرح فيه بإعطاء تويتر وقتاً أقل من وقته الحالي ورغبته في تعيين قائد جديد للشركة.
ولكن هذا الأسلوب الإداري لم يختلف عن الفترة السابقة التي باع فيها ماسك شركته الأولى Zip2 التي أسسها عبر دراسته الجامعية ليبيعها بنحو 307 مليون دولار في عام 1999.
وقد شارك ماسك في تأسيس بنك X.com عبر الإنترنت والذي أصبح لاحقاً جزءً من شركة المدفوعات الشهيرة باي بال ثم تأسيسه بعد ذلك للمزيد من الشركات أبرزها تسلا.
وبحسب وصف الموظفين لإدارة ماسك فقد تعرف بغير المرنة حيث إجبار العاملين لديه على تبني مشاريع طموحة ومحفوفة بالمخاطر وضد ما أوصى به مستشاريه ويهدف إيلون في الغالب إلى تقليل تكاليف الشركة.
ولا تعد ظاهرة التسريح للموظفين الأولى في تاريخ إدارة ماسك فقد فصل موظفين ايضا في شركة تسلا ليكشف عن خطة إقالة 10% من الموظفين لقلقه من الظروف الاقتصادية.
وبعد قراره بحظر العاملين عن بعد بشركاته طرد من لا يقضون 40 ساعة داخل المكتب، ولكن هذا لم يؤثر في تسلا التي أصبحت سادس شركة في الولايات المتحدة تصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار في أكتوبر من عام 2021.
سياسة لم يحالفها النجاح
ولكن سياسة ماسك على الجانب الآخر لم يحالفها النجاح الكامل، وبخاصة في شركة SpaceX حيث بعضاً من الإطلاق الفاشل لأحد الصواريخ الذي تعاقدت عليه ناسا فيما بعد بقيمة 1.6 مليار دولار بما ساهم في الحفاظ على الشركة واستثماراتها.
وفي نفس السياق، فقد حذر ماسك على تويتر من الإفلاس لذا يترقب الخبراء أسلوبه الإداري بدقة بعد سلسلة التغييرات التي أجراها والتي يمكن أن تنفذ أو لاتنفذ المنصة خاصة مع الموظفين الذين تم تقديم استقالتهم ومع سياسته الخاصة بتنفيذ Twitter 2.0.
للتعرف على أسعار العملات الرقمية اضغط هنا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.