تواصل العاصمة الإماراتية مساعيها لتكون مركزًا رئيسيًا، وبوابة المنطقة والقارة للنفوذ الي سوق العملات الرقمية الأكثر نموًا في العالم. والذي يمكن أن يغير كل الهياكل المالية القائمة، ويرسم مستقبلا جديدًا للنظام المالي العالمي. كما تسعى أبو ظبي في أن تكون جزءًا وعمودًا رئيسيًا لهذه التغيرات القادمة.
أعلنت أبو ظبي، عاصمة دولة الأمارات العربية المتحدة في 9 نوفمبر الجاري، عن إطلاق جمعية جديد. وهي منظمة غير ربحية وتتخذ من أبوظبي مقراً لها،"جمعية الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا" تهدف إلى استقطاب العناصر المهمة في العالم في مجال العملات الرقمية. من أجل التدريب والتعليم وتنمية روح الابتكار لمنتسبيها الجدد في كافة تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية.
سعت أبو ظبي الي الريادة دومًا، خصوصًا في ظل الصعود المتنامي لجارتها أمارة دبي، التي أصبحت بالفعل رائدة في مجال العملات الرقمية. لذا شكلت أبو ظبي مجلساً لإدارة الجمعية الجديدة مكون من خبراء عالميون في صناعة البلوكتشين. إضافة لمجلس استشاري يضم نخبة من المختصين البارزين وأصحاب الأعمال الذين يمتلكون خبرات واسعة عالميًا في تقنيات البلوكتشين. إضافة الي أن الجمعية تحظى بدعم سوق أبوظبي العالمي.
ما هو سوق أبوظبي العالمي الذي يدعم تلك الجمعية؟
سوق أبوظبي العالمي، هو أحد المراكز المالية الدولية الرائدة في العالم. وهو مركز مالي دولي حائز على عدة جوائز، ويقع في جزيرة الماريه. تم تأسيسه في عام 2013 وأصبح يعمل بكامل طاقته في أكتوبر 2015.
ويتكون من ثلاث هيئات مستقلة - هيئة تنظيم الخدمات المالية (SRA)، ومكتب التسجيل (RA) ومحاكم سوق أبوظبي العالمي(ADGM). تعمل تلك الهيئات بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية من خلال أطرها التنظيمية الشفافة والرائدة والعمليات التجارية الصديقة. وتطبيق القانون الإنجليزي العام والاختصاص القانوني المستقل وشراكاته الاستراتيجية المحلية والدولية الراسخة، توفر هيئة محاكم سوق أبو ظبي (ADGM) خدمة وفرصًا استثنائية لمجتمع الأعمال.
لماذا أبو ظبي!
أبو ظبي هي موطن لبعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. وتوفر وصولاً قويًا إلى رأس المال من خلال ثروة خاصة كبيرة والعديد من الشركاء المحفزين. وبحسب بيانات حكومية، يساهم الاقتصاد الرقمي الإماراتي بنسبة 4.3 في المائة في الاقتصاد الوطني.
بفضل بيئتها الصديقة للضرائب واتصالها الفريد بالأسواق الشرقية والغربية، جنبًا إلى جنب مع الرعاية الصحية الاستثنائية والمؤسسات التعليمية الرائدة وأنشطة نمط الحياة ذات المستوى العالمي. تم تصنيف أبوظبي على أنها المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في المنطقة، والأكثر ملاءمة للأعمال التجارية.
كما يزدهر سوق البلوكتشين العالمي أيضًا. ومن المتوقع أن ينمو إلى 7.18 مليار دولار هذا العام. و 164 مليار دولار بحلول عام 2029 بمعدل سنوي مركب يزيد عن 56 في المائة.
الزغابي يتوعد بالريادة للعاصمة أبو ظبي
تحدث أحمد جاسم الزعابي، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، عن الجمعية في مؤتمر الانطلاق الأول قائلا "تتمتع إمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بالريادة في تطوير الأعمال المبتكرة، والمتوافقة مع مجال الأصول الرقمية والبلوك تشين. ونؤمن بمساهمة مجتمع أعمال العملات الرقمية والبلوك تشين كجزءً من منظومة قطاع الخدمات المالية المتقدم.
وأضاف الزعابي "ان انطلاق جمعية الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا للعملات الرقمية والبلوكتشين بدعم من سوق أبوظبي العالمي. يعد إقراراً واضحاً باللوائح التقدمية التي وضعها السوق. لتمكين تطوير الابتكار التكنولوجي في مجال الأصول الافتراضية، ونتطلع إلى العمل عن كثب لدعم الجمعية لتطوير منظومة الأصول الافتراضية والبلوك تشين. حيث نؤمن بشدة بأنها ستسهم بشكل إيجابي في تعزيز الاقتصاد الرقمي لإمارة أبوظبي والإمارات العربية المتحدة وتبني تقنياته".
مستقبل واعد ينتظر شباب البلوكتشن الإماراتي
وضعت هذه الخطوات كل من أبو ظبي والإمارات علي طريق الابتكار. فلم تكتفي أبو ظبي بفتح أبوابها أمام الشركات والمنصات العالمية التي تعمل في مجال صناعة العملات الرقمية. وإنما شاركت في الصناعة ذاتها.
من خلال الجمعية التي تعمل علي تدريب الكوادر وتعليمهم تقنيات البلوكتشين، وهي التقنية التي تقف خلف صناعة العملات الرقمية برمتها. سيكون هناك جيلا جديدًا من رواد صناعة العملات الرقمية. وبالتأكيد سيكون للشباب الإماراتي النصيب الأكبر من هذه التدريبات والتعلم الذي يشرف عليه مجموعة من أكبر المساهمين في هذه الصناعة.
نخبة البلوكتشين تشارك في حفل الانطلاق
أبرز هذه الأسماء هو "دابو أكو" العضو المنتدب لشركة جيه أوان وشركاه، و"ستيوارت إستيد"المدير العام لشركة بى أن كريبتو ،و"جيهانزبأوان" المؤسس المشارك في جيه أوان وشركاه، و"سمير ساتشو" نائب الرئيس الأول للسياسة العامة والتوسع في بت أواسيس
كذلك "باسل العسكري" المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ميدشينز، و"دومينيك لونجمان" كبير المسؤولين التنفيذيين في بينانس ، و"جوزيف دالاغو" المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة رين المالية.
جيهانزب أوان هو رئيس مجلس إدارة الجمعية وهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جي أوان، ذكر في حفل الانطلاق "أن الجمعية ستتمكن من بناء المعرفة اللازمة للعاملين في قطاع البلوك تشين والعملات الرقمية في المنطقة ومن ثم تحقيق الاستفادة المطلوبة".
وأضاف بان الجمعية ستكون "مختبر الأفكار" لطرح الابتكارات والأفكار الجديدة. التي يمكن تبنيها لاحقاً لتطوير التقنيات المستخدمة لوضع بصمة جلية في منظومة البلوك تشين الإقليمية".
تحرص الجمعية الجديدة على مواجهة تحديات قطاع العملات الرقمية، خاصة الآن بعد أن مرت بما يسمى "الشتاء العاصف"، فتوقيت انطلاق الجمعية يتزامن مع مرحلة حرجة وصعبة في سوق العملات الرقمية. الذي يشهد انهيارات متعددة من بداية هذا الشهر، وهو التحدي الأبرز الذي ينبغي علي الجمعية أن تبدي اهتمام خاص بتلك المتغيرات.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.