شهدت الأعوام الماضية تبايناً كبيراً في توجه دول الخليح العربي نحو الرقمنة اللامركزية والعملات الرقمية، فمنهم من أقدم على الأمر وشجع على الابتكار مثل دولة الإمارات العربية المتحدة ومنهم من سلك مسار المنع والحظر. يقدم لك هذا المقال نظرة عام على وضع الرقمنة في دول الخليج العربي.
الإمارات بين التحذير من التداول والتخطيط لرقمنة العملة
تعتبر دول الخليج على رأس الدول العربية السبَاقة نحو الاستثمار في التكنولوجيا و الرقمنة وتطويعها بما يخدم مصالحها وشركائها. وتختلف حساسية الحديث عن العملات الرقمية من دولة الى أخرى من دول الخليج الستة. ولكن اجماع البنوك المركزية تمحور حول تخوفاتها وتحذيرات من التداول والاستثمار في السوق الرقمي العالمي بالشكل الذي هو عليه حالياً. وذلك بسبب غياب الرقابة والتشريعات التي تضمن حق المستثمر و جهل الأخير لأساسيات التداول وتقنيات السوق الرقمي.
الإمارات العربية المتحدة تحتضن العملات الرقمية والمنصات المتداولة
استقطبت دبي مؤخرا كما هائلا من المؤتمرات، الفعاليات والمنتديات التي تخص العملات الرقمية المشفرة، التداول والرقمنة. و يعكس ذلك اهتمام المستثمر الاماراتي و الهيئات المالية بالكريبتو.
كما اتجهت كبرى شركات التداول في العملات الرقمية صوب السوق الاماراتية وحصلت على تراخيص للعمل في دبي مثل منصة BINANCE ، XTB, EVEST, AVATRADE, EXNESS , ETORO وغيرها من الشركات .
أفراد من العائلات الحاكمة لدولة الامارات ينضمون الى قائمة المستثمرين في السوق الرقمي
من جهة أخرى تبنت شخصيات إماراتية بارزة مجال العملات الرقمية وتعمل على التداول و الاستثمار فيه من بينها أفراد من العائلات الحاكمة. ف Pride Group التي تقودها الشيخة موزة عبيد ال مكتوم التي صارت على مقربة من إطلاق عملتها الرقمية Zebacus وكانت قد سوقت لمنصة Unicoin.
كما أن الشيخ جمعة بن مكتوم آل مكتوم والشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان يتواجدان في اللجنة الاستشارية لمنصة التداول الرقمي الإسلامي Islamic coin.
نظام مالي رقمي مركزي يخضع للرقابة وتطويع التكنولوجيا المالية
يلخص مدير الدائرة المالية الإماراتية توجه الدولة في رسالته على الموقع الالكتروني للدائرة "النجاح يستدعي دائماً تحديات جديدة وإشكاليات جديدة. ما يتطلب التأهب واليقظة الدائمين والوعي بالمستجدات والمتغيرات والقدرة على مواكبتها والتفاعل الإيجابي معها..."
وكان مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي قد أصدر بالتعاون مع هيئات أخرى آسيوية في ال 29 من سبتمبر 2021 تقريرا أوليا لمشروع "الجسر". المحاكي لنظام الدفع بالعملات الرقمية وتجربة بلوكتشين.
ويستخدم "الجسر" العملات الرقمية المتعددة للبنوك المركزية لتحويل الأموال دوليا على تقنية السجلات البلوكتشين. وقد عمل المصرف المركزي منذ فبراير 2021 بالتعاون مع شركائه من البنوك المركزية حول العالم، على انجاز هذا العمل المرتبط بإثبات المفهوم. والذي نتج عنه بنية تحتية للعملات الرقمية المركزية. وتظهر النتائج الأولية للتقرير تحسنا كبيرا في سرعة تحويل الأموال عبر الحدود باستخدام التقنيات الرقمية.
ولم يكن الجسر أول مشروع محاكاة للعملات الرقمية في الإمارات. وفقد أصدر مصرف الإمارات المركزي بالشراكة مع البنك المركزي السعودي في 2019 تقريرا اوليا لمشروع "عابر".
مصرف الامارات المركزي يتطلع الى استغلال التكنولوجيا المالية و تطوير العملة الرقمية المركزية
وكان محافظ مصرف الإمارات المركزي قد أكد ان المصرف يسعى لتطوير بنى تحتية أكثر فاعلية وكفاءة ومرونة للمدفوعات عبر الحدود مع الشركاء، لتعزيز التنمية الاقتصادية العالمية، وأن المصرف المركزي يهدف الاستفادة من الخبرة المكتسبة مع شركائه من البنوك المركزية الآسيوية، فيما يخص العملات الرقمية للبنوك المركزية، بهدف تسهيل تزايد التجارة الدولية وتطوير قنوات المدفوعات الدولية و خفض تكاليف معاملات البنوك وضمان الشفافية.
و مما سبق قد نستخلص ان الامارات العربية المتحدة ليست متفرجا فقط على السوق الرقمية ، فهي تعمل على ابتكار نظام مالي يدمج و يجمع العملات الرقمية ب تكنولوجياتها و تقنياتها مع المنظومة المالية المركزية بتشريعاتها و في ظل رقابة تضمن الحقوق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.