تؤثر الإجراءات الاقتصادية على صناعة التشفير وبخاصة السياسة النقدية الأمريكية حيث يصيب التأثير بالعملات المشفرة الأسهم بحسب ما يعتقد خبيرة الاقتصاد تاشا تشي من تراجع السوق في المستقبل.
وأكدت المستثمرة التقنية أن ثلاثة عوامل أساسية قد يُصيبها التأثير مثل زيادة التبني المؤسسي والزيادة في الرافعة المالية واعتماد العملة المشفرة على الدولار الأمريكي فيما يخص التمويل.
وقد يتزامن السوق المزدحم بالعملات المشفرة والأسواق المالية مع إصدار إجراءات بشأن التضخم في الولايات المتحدة وقرار رفع سعر الفائدة الصادر عن البنك الاحتياطي الفيدرالي في الحادي والعشرين من سبتمبر وفي ظل التحديثات لشبكتي إيثيريوم وكردانو.
التشفير وتدفق المؤسسات
وقالت تشي عبر تصريحات على منصة التغريدات تويتر أن الأموال يمكنها أن تصل إلى أكبر رافعة مالية وستكون أكثر حساسية لتغيرات سعر الفائدة وتكلفة التمويل مما يؤدي إلى ردود أفعال أكبر على أسعار العملات المشفرة.
وأضافت أن أموال الشركات يتم استثمارها في التمويل التقليدي مما قد يؤدي إلى انتشار أكبر في أسواق الأسهم والعملات المشفرة حيث الارتباط بين الصناعتين منذ عام 2022.
وفي نفس السياق فقد ارتفعت التدفقات الواردة من المستثمرين من صفر إلى أكثر من 70٪ من إجمالي حجم المعاملات الخاص بالعملات المشفرة بين عامي 2018 و 2021 وفقًا لأبحاث مورجان ستانلي وبلغ هذا نحو 385 مليار دولار باستخدام بيانات كوين بيز الربع سنوية كوكيل للسوق.
وتؤكد التقديرات أن أسعار العملات المشفرة قد تبدو أكثر انكماش من الأسهم خلال الفترة الماضية في الوقت الذي اتخذ فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مما قد يضر صناعة التشفير أكثر من الأسهم.
واستطردت تشي أن عملة البتكوين لا تعد وسيلة للتحوط ضد التضخم أو ضد تقلبات السوق المالي بينما نمت العملات المشفرة مع أسواق الأسهم بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة.
وخرجت مليارات الدولارات من أسواق العملات المشفرة بما يتوافق مع انخفاضات أسهم التكنولوجيا في بورصة ناسداك حيث انخفض الناتج الاقتصادي الأمريكي في ظل إجراءات الاحتياطي الفيدرالي من رفع المعدلات للحد من التضخم.
شركات تقود نفوذ السوق
وأكد البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في خطابه إبان الفترة الأخيرة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يتخذ سياسة نقدية شديدة للسيطرة على التضخم حيث قالت تشي أن الزيادة في الرافعة المالية تعني المزيد من التقلبات في العملات المشفرة.
وأشارت إلى أن ظهور التمويل اللامركزي في عام 2020 فقد أدى إلى زيادة السيولة مما تسبب في ارتفاع الرافعة المالية والمبلغ الإجمالي للأموال المحجوزة في أسواق التمويل اللامركزي وتجمعات السيولة ومنتجات العائد المفقودة.
وأوضحت أن المشتقات الخاصة بالعملات المشفرة في البورصات اللامركزية قد يصاحبها النمو السريع مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الرافعة المالية ومن ثم التدفقات الجديدة إلى العملات المشفرة من قبل الجهات المؤسسية.
ومع وجود الكثير من الشركات الخاصة بصناعة التشفير مثل سلزيوس وفويجر فقد ناقش البعض في أسواق التمويل اللامركزي بإن نظام الإقراض سيكون أكثر أماناً حيث ضمان القروض مضمونة بشكل كبير.
ولكن تشي خبيرة الاقتصاد رفضت هذا الرأي وقالت أن أسواق التمويل اللامركزي قد تكون أقل عرضه للمخاطر ولكن ثمة مخاطر أخرى مما يؤدي إلى مزيد من البروتوكولات وزيادة النفوذ العام.
وقد يؤدي المزيد من المستثمرين إلى زيادة الطلب والوصول إلى الرافعة المالية في التشفير حيث يزيد ذلك من الوصول إلى سوق الأسهم وارتفاع قيمة الدولار، والنتيجة أن للاحتياطي الفيدرالي تأثير أكبر على العملات المشفرة بالمقارنة بالأسواق التقليدية.
تأثير الدولار
وناقشت تشي تأثير الدولار على أسواق العملات المشفرة الخاصة بإجراءات السياسة النقدية وقالت أن الدولار يستخدم كعملة تمويل ووحدة حساب في صناعة التشفير حيث كان هذا بمثابة نقطة ضعف.
ويعد الدولار أكبر عملة ورقية في سوق العملات المشفرة حيث يتم تسعير الرموز بالدولار وتمثل العملات المستقرة بالدولار الأمريكي 95٪ من أسواق العملات المستقرة، كما يتم الاقتراض والاقراض في العملات المستقرة بالدولار الأمريكي.
وذكرت تشي أن صناعة التشفير منتشرة في جميع أنحاء العالم ليكون معظم المستخدمين من خارج الولايات المتحدة مما يؤثر في الاقتصاد الكلي.
وعندما ترتفع قيمة الدولار تصبح الرموز المميزة أكثر تكلفة للمستثمرين من خارج أميركا الذين تستند قوتهم الشرائية في العملات الورقية مما يقلل التدفق إلى سوق العملات المشفرة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.