بالتعاون مع شركة أبانا، عقدت مبادرة تمكين الشرق الأوسط التابعة لمجلس أتلانتيك، فعالية افتراضية لمناقشة مخاطر وتحديات سوق العملات المشفرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما ناقشت الفرص المتاحة فيها، إضافة إلى آثار هبوط السوق أخيراً.
وعقدت هذه الندوة - وهي الرابعة والأخيرة - ضمن سلسلة مشتركة تهدف إلى إلقاء الضوء على سوق التقنية المالية المتغيرة في المنطقة، إلى جانب استكشاف التحديات والفرص، واقتراح التوصيات.
فرص لنمو الاقتصاد
وأكد المتحدث دانتي ديسبرايت أن الأصول الرقمية لا تنشأ جميعها بشكل متساوٍ، في حين أن تقارب الأشكال التقليدية للخدمات المالية والتقنية يوفر فرصًا عدة النمو لدى الجهات الاقتصادية الفاعلة في المنطقة.
وقال ديسبرايت إن على الحكومات والبنوك المركزية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العمل على جذب الجهات الفاعلة المسؤولة وتحييد الجهات غير النشطة، من أجل تجاوز نماذج الأعمال التقليدية، والبدء في ترسيخ نماذج الأعمال المستقبلية.
المنصات الخاضعة للتنظيم
من جانبه، حذر كاريغ لوند من المنصات غير الخاضعة للتنظيم، والتي تنشر عملات معيبة دون تقديم أي شكل من العناية اللازمة لإنشاء التداولات، وتوقع، نتيجة لذلك، وجود توجه من الشركات لتنظيم برامجها، إذ سيكون من الضروري تحقيق التوازن بين إزالة العناصر السيئة وتقليل خيارات المستهلكين، دون المبالغة في تنظيم المنصات.
وفي مداخلته، أوضح جوكسي أوزكان أن التقلبات الأخيرة في سوق العملات المشفرة تسببت في قدر كبير من القلق في في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ لا تزال عدد من الحكومات الإقليمية تشكك في استثماراتها في الأصول الرقمية.
"أمازون المستقبل"
وأشار أوزكان إلى أن الانكماش الاقتصادي يمثل فرصة للمنطقة للتمييز بين الرديء والجيد في السوق، كما طالب بتعديل السياسات الحالية وفقًا لذلك، ووافقه في ذلك ديسبرايت، فيما ذهب السير جون كونليف من بنك إنجلترا، أبعد من ذلك، حيث توقع أن تكون الشركات الناجية من تصحيح التشفير الحالي "أمازون المستقبل"، على حد وصفه.
ولفت أوزكان إلى أن التقنيات المالية الجديدة تُستخدم من أجل تحسين الخدمات المقدمة إلى الجمهور، وتحديداً فيما يتعلق بالمساعدات، موضحاً أنه في أعقاب النزاعات العالمية، من الممكن استخدام الرموز غير القابلة للاستبدال NFTs كوسيلة لتعزيز المساعدات الإنسانية بدلاً من مجرد جني الأرباح.
الخدمات الرقمية المبتكرة
وعرّج ديسبرايت في نقاشه على كون الخدمات المالية الرقمية المبتكرة تعيد صياغة الدليل التقليدي للتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خصوصًا في دول مثل مصر، حيث تعمل نسبة كبيرة من السكان على هامش الاقتصاد الرسمي.
كما شدد على تجربة إسرائيل مع عملة إيثيريوم الرقمية مثالاً على ما يمكن أن تقدمه العملة الرقمية بين المؤسسات الحكومية المحافظة والابتكار التكنولوجي، من خلال دمج العملات المشفرة في بنكها المركزي، حيث طورت إسرائيل شبكات شفافة مصممة لتعزيز الامتثال للجرائم المالية.
وأوضح ديسبرايت أن تمكين هذه الأنواع من الشبكات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن أن يؤدي إلى مكاسب هائلة في الشمول المالي والشفافية.
الإمارات نموذج رائد
فيما رأى لوند أنه من خلال مجموعة من الأطر التنظيمية وتمكين المراكز المالية في المنطقة الحرة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة أشرعت أبوابها أمام أعمال جديدة، ونوعت قطاع التكنولوجيا لديها.
وسلط لوند الضوء على برامج تبادل التراخيص باعتبارها تدابير حاسمة في تحويل الصناعة غير المنظمة إلى صناعة منظمة، عبر إشراك اللاعبين العالميين القادمين إلى المنطقة سعياً للعمل مع الهيئات التنظيمية والمناطق الحرة الأخرى.
وذكر أن في المنطقة فرص عدة لخلق مستقبل أفضل عبر النمو الاقتصادي والابتكار، ووافقه على ذلك أوزكان، واصفًا اهتمام المنطقة الحقيقي بالابتكار وكونها رائدة في سوق العملات المشفرة بأنه "أعظم أصولها".
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.