في ظل ما يشهده سوق العملات المشفرة من تقلبات وتغييرات وموجات صعود وهبوط، أصبح حلم تحقيق الثراء من وراء العملات الرقمية بعيد المنال. وليس هذا فحسب، كل يوم يأتي بخبر خسارة ملياردير من مليارديرات العملات المشفرة، حتى أصبحوا أشبه بالمخلوقات الأسطورية، سمعنا عنها كثيراً ولكن لم يرها أحد.
حلم الثراء السريع من العملات المشفرة يتصاعد مع الدخان
وفي مايو السابق أعلن فيتاليك بوتيرين أنه لم يعد أحد مليارديرات العملات الرقمية بعد الآن، حيث تحدث الشريك المؤسس لشركة ايثريوم بالنيابة عن مشاهير العملات الرقمية وحدد أن ثمة خسارة حدثت للكثير من المستثمرين إبان السوق الهابطة أو شتاء العملات الرقمية.
ووفقاً لما ذكرته فوربس فقد انخفض عدد الأثرياء في القائمة الخاصة بأغنى 400 شخص في الولايات المتحدة من 7 إلى 4 أشخاص خلال هذا العام، حيث ذكر التقرير أن ثرواتهم مجتمعة قد انخفضت من 55.1 مليار دولار إلى 27.3 مليار دولار.
ويتزامن هذا مع الوقت الذي تضررت فيه العملات الرقمية من الانخفاض في الأسعار الذي حدث خلال أزمة عملة تيرا في مايو حيث انخفضت البتكوين BTC بأكثر من 70% من أعلى مستوياتها مقارنة بسعرها الذي بلغ 69000 دولار في نوفمبر 2021.
وانخفضت جميع العملات المشفرة إلى جانب البتكوين حيث انخفاض عملة ايثريوم؛ ثاني أكبر الأصول الرقمية بنسبة 75% من أعلى مستوياتها وايضا أصاب هذا الانخفاض عملات سولانا SOLUSD وكارادنو Cardano وعملة بينانس BUSD.
كما انخفضت قيمة جميع أصول العملات الرقمية من أكثر من 3 تريليونات دولار في نوفمبر إلى 967 مليار دولار حتى وقت كتابة هذا الخبر بحسب بيانات منصة كوين ماركت كاب، وهو ما لم تشهده السوق الهابطة في فترات سابقة.
ويرجع هذا إلى الظروف الاقتصادية الصعبة والتوترات الجيوسياسية إضافة إلى المشاريع التي لم تنل ثقة المستخدمين في مجال العملات المشفرة حيث يؤكد مؤشر السلامة والخوف لعملة البتكوين؛ الأداة التي تتبع مستوى الصناعة، شعور المستثمرين بالخوف الشديد.
ثروات مهدرة لأثرياء العملات المشفرة
وخلال شهر يونيو من هذا العام، انخفضت عملة البتكوين إلى أقل من 18000 دولار وأدى ذلك إلى انخفاض عدد من ثروات مؤسسي العملات الرقمية إضافة إلى عدد من الداعمين لهذه العملات.
فقد انخفضت ثروة سام بانكمان فرايد؛ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لبورصة التشفير FTX بنسبة 23% منذ أن وصلت ثروته إلى 22.5 مليار دولار إبان العام الماضي بحسب ما ذكرته فوربس حيث وصلت ثروته إلى 17.2 مليار دولار ولكنه لايزال أغنى مستثمر في مجال العملات المشفرة حيث صُنف في المرتبة 41 على قائمة فوربس لأغنى 400 شخص في العالم.
وقد تبرع مؤسس بورصة FTX بمبلغ 16 مليون دولار إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في أبريل مما جعله أحد أكبر المتبرعين كما يخطط لدعم الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادم بمبلغ يُقدر بين 100 مليون دولار ومليار دولار.
وعُرف سام بانكمان فرايد بدعمه ايضا لبورصات التشفير ففي يونيو أقرض مليون دولار لشركة بلوك في عبر بورصة FTX ضمن خيار شراء مقرض العملات الرقمية المتعثر مقابل 240 مليون دولار.
وقدم قرض بقيمة 500 مليون دولار أمريكي للمقرض فوييجر ديجيتال الذي قدم طلباً بالإفلاس من خلال أحد شركاته ألميدا ريسرش كما يخطط المؤسس للمزيد من عمليات الاستحواذ وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام في الصناعة في إطار مجموعته التي تبلغ نحو ملياري دولار.
وماذا عن كريس لارسن من منصة ريبلي؟
وعلى الجانب الآخر فقد أثر ذلك على كريس لارسن المؤسس المشارك ورئيس مجلس إدارة شركة المدفوعات المشفرة ريبلي لابس الذي انخفضت ثروته من 6 مليارات دولار إلى 2.8 مليار دولار خلال العام الماضي وذلك بعد انهيار رمز XRP بنسبة 75٪.
وتأثرت الشركة بالمعركة القانونية مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إلى أن حُسمت القضية لصالحها حيث ارتفع سعر XRP بأكثر من 30٪ إلى 0.4595 دولار وقت نشر هذا الخبر.
ولكن على الرغم من ذلك لازال لارسن على قائمة فوربس للأثرياء في المرتبة 380 وقد أخبر المدير التنفيذي فريقه بعدم التعليق على أزمته مع هيئة الأوراق المالية والبورصات على الرغم من تعليقاته حول البتكوين.
ويعتبر غاري وانغ؛ اليد اليمنى لبنكمان فرايد وشريكاً تأسيساً في ألاميدا ريسرش وFTX وتبلغ ثروة مهندس البرمجيات البالغ من العمر 29 عام نحو 4.6 مليار دولار حيث استحوذ على رقم 227 ضمن قائمة فوربس للأثرياء.
ويملك وانغ 16٪ من بورصة FTX حيث يشغل منصب المدير التكنولوجي بعد عمله في شركة جوجل ليصيغ أنظمة تهدف إلى تجميع الأسعار للملايين من الرحلات الجوية وينُسب له الفضل في قيادة ونمو البورصة مثل قياداتها بواسطة سام بانكمان فرايد.
مؤسس كوين بيز يخسر جزءاً من ثروته
وجمع براين أرمسترونج مؤسس بورصة كوين بيز والشريك المؤسس فريد إهرسام ثروة قدرها 15 مليار دولار لتصل هذه الثروة إلى 2.7 مليار دولار و 1.1 مليار دولار مع هبوط أسهم الشركة بنسبة 80٪ منذ طرحها العام الأولي في شهر أبريل من العام الماضي.
ولكن يحتفظ أرمسترونج بمكانته في قائمة فوربس لأغني 400 شخص ليكون في المرتبة رقم 388 وليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها تراجعاً لثروته ففي العام الماضي وصلت ثروته إلى 11.5 مليار دولار كما انسحب إهرسام الذي غادر بورصة كوين بيز في عام 2017 من قائمة الأغنياء غد أن انخفضت قيمة ثروته إلى 3.5 مليار دولار.
وقد تأثرت بورصة كوين بيز؛ أكبر بورصة للتشفير في الولايات المتحدة الأمريكية حيث انخفض حجم التداول ربع السنوي إلى النصف حيث وصلت إلى 277 مليار دولار خلال الربع الرابع من عام 2021 في مقارنة بالثلاثة أشهر السابقة حيث حصلت البورصة على الأموال من فرض الرسوم على الصفقات؟
وأتخذت البورصة إجراءً بتسريح 18٪ من قوتها الوظيفية في يونيو حيث أشارت إلى احتمالية حدوث الركود الذي يؤدي إلى سوق هابطة طويلة المدة.
وقال أرمسترونج أن البورصة قد نمت بسرعة فائقة بما زاد من تكلفة الموظفين حتى أصبحت مرهقة لذا فإن هذا الإجراء سوف يجعل الشركة أكثر ثقة في فترات التراجع.
وفي نفس السياق فقد شهد كاميرون وتايلر وينكليفوس انخفاض ثرواتهم إلى 2.2 مليار دولار بعد أن كانت 4.3 مليار دولار ومع استحواذ المؤسسان على بورصة جيمني ذهبوا في جوالات للربط بين العملات الرقمية والموسيقى.
هل يستعيد أثرياء العملات الرقمية ثرواتهم؟
وثمة العديد من أثرياء العملات الرقمية الغير مدرجين في قائمة فوربس للأثرياء حيث خسر تشانغبينج تشاو مؤسس بورصة بينانس ومايك نوفوغراتز من مجموعة فورترس الاستثمارية المليارات بعد تراجع سوق التشفير.
ولا تستمر الأسواق الهابطة للعملات الرقمية فهذه الأحداث ربما تكون مؤقته حيث يأمل خبراء التشفير في أن تتحول الأمور إلى الأفضل قريباً.
وعبر بوتيرين مؤسس إيثريوم ETH في وقت سابق عن ترحيبه بانخفاض الأسعار الخاصة بالعملات المشفرة حيث قال إبان تصريحاته لبلومبرج أن خبراء العملات الرقمية يرحبون بقدوم الأسواق الهابطة.
وغّرد فريد إهرسام؛ الشريك المؤسس وعضو مجلس إدارة كوين بيز أن أمر التحول التكنولوجي إلى التشفير سوف يستغرق فترة زمنية قد تصل إلى سنوات أو عقود حيث التحول إلى نظام بيئي جديد.
ويؤكد الأخوان وينكليفوس أن استثمارتهم طويلة الأجل حيث قال كاميرون وينكليفوس على تويتر في مايو ما الأمر إلا مجرد تشويق للسوق الصاعدة القادمة.
شاركنا برأيك عن الاستثمار في مجال التشفير عبر قنواتنا على فيسبوك وتويتر وانستجرام.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.