أعلنت شركة "ميتا" الأميركية العملاقة في وقت سابق، عن عالم افتراضي جديد بيع فيه الهرم المصري الأكبر "خوفو" لأحد المشترين والذي فتح بدوره مزادًا علنيًا لبيعه، وصل حتى الآن لأكثر من مليون دولار.
وتساءل قانونيون وخبراء في قطاعي السياحة والتقنية عبر صحيفة أخبار اليوم المصرية، عن مدى قانونية ما تفعله بعض شركات التقنية في عالم ميتافيرس، وإن كان يحق لهم بيع وشراء المعالم التراثية العالمية عبر العوالم الافتراضية الحديثة.
استثمارات كبيرة في ميتافيرس
الخبير الاقتصادي أحمد عبد الحميد، يرى أن تقنيات الواقع الافتراضي الحديثة انتشرت بصورة هائلة أخيراً، بالتوازي مع التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم، الأمر الذي جذب المستثمرين من كل أنحاء الأرض، إلى جانب وجود سوق للعملات الافتراضية، والتي أصبحت أمرًا واقعًا سهّلت عمليات البيع والشراء.
وتوقع عبدالحميد أن تزدهر تجارة المعالم بصورة كبيرة في ميتافيرس، كونها جاذبة بصورة كبيرة للمستثمرين، فمن كان يشتري العقار بدولارات معدودة، أصبح يعيد بيعها الآن بمبالغ ضخمة.
وذكر أن هناك أراضٍ ومواقع تراثية تباع عبر المزادات وارتفع سعرها بشكل كبير، بالرغم من أن العالم لا يزال يشهد مراحله الأولى من التحول الافتراضي، مشيراً إلى أن قيمة تلك العقارات سترتفع بمرور الوقت.
السياحة الافتراضية.. وسيلة جذب
من جانبه، يقول الخبير السياحي مجدي صديق، إن السياحة الافتراضية التي بدأت تنتشر في السنوات القليلة الماضية، ليست سوى وسيلة من وسائل الترويج السياحي للمعالم الأثرية العالمية الموجودة على الأرض وليست بديلًا عنها بأي شكل.
وأوضح أنه من خلال التطور التقني تسعى الدول والحكومات إلى الوصول للسائح بهدف جذبه لزيارة الأمكنة المراد الترويج لها بمختلف الطرق، وأبرزها تقديم المكان عبر ميتافيرس، وإيضاح هذه المعالم لتشجيع المتلقي على الحضور.
ويلفت صديق أن تجربة زيارة المواقع التراثية على الأرض لا تشبه رؤيتها بواسطة نظارة للواقع المعزز، لما تنطوي عليها تلك المواقع من أثر خاص، لكن إظهار الأثر في الواقع الافتراضي هو عبارة عن استراتيجية من استراتيجيات الترويج السياحي.
ويرى أن وجود الأهرامات أو المعالم تراثية في العالم الافتراضي ما هو إلا وسيلة جذب لا منافسة فيها للواقع.
وطالب المسؤولين عن الترويج السياحي في مصر باستخدام هذه التقنيات بشكل إيجابي، بهدف الترويج للآثار المصرية، التي لا يوجد لها مثيل حول الأرض.
تنشيط حركة السياحة الواقعية
وقال إن استخدام هذه التقنيات الحديثة يسهم في تنشيط حركة السياحة، فمن يشاهد المواقع التراثية في الواقع المعزز، سيصبح أكثر رغبة في مشاهدة ذلك الأثر على الأرض، ما سيؤدي بالتالي إلى زيادة الإقبال السياحي عليها، وليس العكس.
من جهته، يرى الخبير التقني تامر محمود أن الواقع الافتراضي لا يزال في بداياته، بالنظر إلى ارتفاع كلفة التقنية اللازمة لاستخدامه، لكنه يعتقد أن العالم كله في طريقه إلى التحول إلى الواقع الافتراضي، ليصبح الجميع بداخله.
وأشار إلى أن المستقبل لن يستوعب شخصاً لا يتفاعل يوميًا مع ميتافيرس في السنوات الخمس المقبلة، خصوصًا مع زيادة توفر التقنية المستخدمة وانخفاض أسعارها تدريجيًا.
وقال محمود إن هذه المعالم الأثرية ستصبح أصولًا رقمية غير قابل للاستبدال NFTs في عالم ميتافيرس، حيث أن من يمتلك موقعاً هناك سيستطيع تحقيق ثروة من خلاله، فالأصل في ميتافيرس هو الندرة الرقمية، بمعنى أن هناك عددًا محدودًا من الأصول المتاحة داخل الواقع الرقمي، والتي يمكن بيعها وشراؤها بشكل آمن ووفق معايير محددة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.