يبحث المحتالون دائمًا عن طرق جديدة لسرقة الأموال فلا يعرف فنانو الخداع حدودًا. وقد خلق النمو الهائل للعملات المشفرة في العقد الأخير الكثير من فرص الاحتيال. يعد المجرمون مخططات مختلفة لجذب الضحايا إلى مصيداتهم. ففي عام 2021 فقط، تمت سرقة 14 مليار دولار من العملات المشفرة.
في حين أن سوق التشفير يمكن أن يكون مثيرًا ومربحًا للغاية، إلا أنه قد يكون أيضًا مكانًا خطيرًا. تعد عمليات التهكير (اختراق الحسابات) و سحب البساط وغيرها من عمليات الاحتيال المشفرة شائعة جدًا للأسف في هذا النظام البيئي.
تختلف المناهج والطرق والهدف واحد، الحصول على أموالك وسرقتها! عمليات الاحتيال التجارية وانتحال الهوية الحكومية هي الأكثر شيوعًا عندما يصل الأمر إلى الاحتيال. لكن هناك الحيل الرومانسية والعاطفية رأس قائمة منهاج "كيف تسرق العملات المشفرة".
إذا كنت مهتمًا بالعملات المشفرة، فمن المهم أن تكون على دراية بالمخاطر. تابع القراءة لمعرفة كيف حدثت بعض عمليات الاحتيال الأشهر وكيفية اكتشافها. وتجدون على موقعنا، في جزء التعلم، طرق حماية أنفسكم وتجنب الوقوع ضحية للاحتيال.
1- OneCoin : قصة ملكة الكريبتو روخا إجناتوفا
OneCoin هو مخطط بونزي احتيالي آخر تم تقديمه كعملة مشفرة تستحق الاستثمار فيها. كانت الشركتان وراء المخطط هما OneCoin Ltd و OneLife Network Ltd، اللاتي أسستهما المواطنة البلغارية روخا إجناتوفا Ruja Ignatova، والمعروفة باسم ملكة الكريبتو Cryptoqueen، والتي اختفت في عام 2017.
صعدت Cryptoqueen إلى الصدارة في عام 2014 ، عندما أعلنت إجناتوفا، سيدة الأعمال الألمانية البلغارية، فجأة أنها أنشأت منافسًا لبيتكوين يسمى OneCoin.
"OneCoin سهل الاستخدام وللجميع. قم بالدفع في كل مكان، الجميع، على مستوى العالم".
إعلان روخا إجناتوفا في استاد مزدحم في إنجلترا في عام 2016
بدأت OneCoin العمل في عام 2014، مدعية أنها تعمل تمامًا مثل أي عملة مشفرة أخرى. كان الادعاء أن OneCoins يمكن تعدينها (مع توفر 120 مليار قطعة نقدية) واستخدامها لتسديد المدفوعات. بالرغم من عدم وجود نموذج بلوك تشين OneCoin أو نظام دفع، إلا أن العملة كان لها محفظة إلكترونية خاصة.
قامت الشركة ببيع مواد تعليمية مسروقة! مثل الدورات التدريبية حول العملات المشفرة. كان هذا يعتبر عملها الرئيسي. وشملت الدورات مجالات أخرى أيضًا، مثل التجارة والاستثمار. كانت الدورات جزءًا من مخطط تسويق متعدد المستويات (MLM) ، حيث عُرض على المشترين مكافآت في شكل رموز يمكن استخدامها لتعدين OneCoins لجذب المزيد من المشاركين.
إذًا، باستخدام أساليب تسويقية متعددة المستويات، أقنعت مبتدئين العملات المشفرة باستثمار المليارات في مشروعها، والذي تبين أنه مخطط هرمي. لأن رمزها المميز لم يتم تشغيله حتى على بلوك تشين.
في عام 2016، بدأت الأسئلة في الظهور حول OneCoin حيث بدأت العديد من البلدان في التحقيق في الشركة. كما أطلقت جمعية البيع المباشر في النرويج لأول مرة على OneCoin صفة المخطط الهرمي الاحتيالي في مارس 2016. ثم في وقت لاحق من نفس العام ، دعم البنك المركزي المجري نظرية النرويج وحذر من كون OneCoin مخططًا هرميًا.
في عام 2017، ادعت OneCoin أنها كانت أول شركة تحصل على ترخيص من الحكومة الفيتنامية ويسمح لها قانونًا باستخدامها كعملة رقمية. لكن دحضت حكومة فيتنام هذا الادعاء. ثم في أواخر يناير من نفس العام، تم إغلاق بورصة OneCoin التي تتداول عملة OneCoin.
كشف مخطط الاحتيال واختفاء روخا إجناتوفا الغامض : هل قتلت ؟
بدأت المشاكل الفعلية في الفترة التي سبقت الإغلاق، حين رفض البورصة غالبية طلبات السحب. كانت البورصة هي الطريقة الوحيدة للشركات التابعة للقيام بعمليات سحب الأموال.
عندما علمت روخا إجناتوف بوجود مذكرة توقيف في حقها في 2017، خضعت لعدد من عمليات التجميل، ثم صعدت على متن طائرة من بلغاريا إلى اليونان واختفت! لكن قبل ذلك سلمت مقاليد الحكم في الشركة إلى شقيقها كونستانتين إجناتوف الذي تم اعتقاله في نوفمبر 2019.
أقر كونستانتين بالذنب في جرائم الاحتيال وغسل الأموال، بهدف الحصول على صفقة إقرار بالذنب. لم يتم تداول OneCoin بشكل نشط مطلقًا، ولا يمكن استخدام عملتها لشراء أي شيء.
بعد خداع المستثمرين بمبلغ 4 مليارات دولار، اختفت في عام 2017، ولم يسبق رؤيتها مرة أخرى. حاليًا، هي مدرجة في قائمة المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالي وهناك مكافأة قدرها 100 ألف دولار للمساعدة في العثور عليها.
في فبراير 2023، تداولت مواقع إجبارية نبأ مقتل روخا إجناتوف. حيث أشارت وثيقة للشرطة، نشرها منفذ التحقيق البلغاري BIRD، أو مكتب التقارير الاستقصائية والبيانات، إلى أن روخا إجناتوف، قُتلت في ضربة أمر بها زعيم الجريمة البلغاري.
وفقًا للرواية، قُتلت إجناتوف بأمر من زعيم الجريمة البلغاري كريستوفوروس أماناتيديس Christophoros Amanatidis، على يخت في البحر الأيوني في نوفمبر 2018، وتم نحت جسدها ورميها في البحر. لكن تم تداول أيضًا خبر تواصلها مع شقيقها في أوائل 2019. ما يجعل مسألة موتها مشكوكًا فيها!
1- Thodex "أكبر احتيال في تاريخ تركيا" ولائحة الاتهام المكونة من 268 صفحة!
كانت منصة Thodex عبارة عن بورصة تركية للعملات الرقمية، تأسست في عام 2017، ومقرها في تركيا. ومنذ تأسيسها عوملت بموجب ترخيص "FinCen MSB" في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في أنحاء العالم كافة. حيث وصل عدد المستخدمين عليها إلى 700 ألف مستخدم من بينهم 400 ألف كانوا يتداولون فيها بنشاط.
في عام 2018، ادعت المنصة تعرضها لهجوم إلكتروني، كلفها خسائر إجمالية قدرها 25 مليون ليرة تركية. لكن قالت الشركة أن نتائج الاختراق تحملتها لوحدها، ولم تنعكس على أي من مستخدميها. ثم أعلنت بعدها عن تعزيزها بنيتها التحتية للحماية من هجمات مماثلة.
في عام 2021، وقبل أسابيع من الكارثة، زاد عدد المستثمرين الذين يستخدمون البورصة بشكل سريع بعد أن أعلنت البورصة أنها ستوزع 2 مليون دوجكوين Doge في إنزال جوي. سمح ذلك الاعلان باستقطاب عدد أكبر من المستثمرين.
ثم بعد ذلك، في أحد الأيام، تم الإعلان عن إغلاق بورصة Thodex لخمسة أيام بهدف الصيانة. وقالت البورصة في إعلانها أنه لا ينبغي للمستخدمين القلق بشأن استثماراتهم. لكن ما حدث في تلك الخمسة أيام كان محيرًا! توقفت حسابات فاتح أوزر Fatih Özer (28 عاماً)، مؤسس البورصة. ثم تم رصد فروره من البلاد، فقلق المستثمرون!
أعمال الصيانة لم تنتهي أبدًا في Thodex!
بعد ذلك، تقدم 2027 شخصاً مغرراً بهم بشكاوي ضد البورصة و21 فردًا من قادتها من بينهم فاتح أوزر وإخوته (جوفين وسيرا)، وحركت النيابة العامة في تركيا قضية ضد البورصة المحتالة، جاءت لائحة الاتهام من 268 صفحة!
حيث أطلق مكتب المدعي العام في الأناضول 22 إبريل 2021 تحقيقاً، بناءً على التقرير الذي أفاد بأن المستخدمين لم يتمكنوا من الوصول إلى حساباتهم في شركة "ثودكس" لتبادل العملات المشفرة، وأن مالك الشركة هرب إلى الخارج بعدما احتال على 400 ألف شخص عن طريق منصته الرقمية، وسرق منهم ما يقارب ملياري دولار قبل هروبه واختفائه.
باختصار، كانت Thodex هي عملية احتيال بقيمة 2 مليار دولار هزت سوق العملات المشفرة مرة أخرى في عام 2021. وانتهى الأمر بمؤسسها فاتح أوزر الذي تم القبض عليه في ألبانيا، خلف القضبان، حيث سيقضي 40 ألف و562 عام بتهمة الاحتيال، إذا عاش!
| في الأخير، قصص إحتيال العملات الرقمية المتداولة قد تكون مجرد غيض من فيض. من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الضحايا الذين لم يبلغوا عن خساراتهم ولم تصلنا أخبارهم. لكن دائما التزم الحذر! سارقي العملات ومخترقي التشفير يترصدون فرائسهم في كل مكان، حتى على تطبيقات المواعدة! انتظرونا في القصة القادمة. |
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
