كما كان متوقعًا، قرر أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي بالإجماع الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير في القرار أصدره يوم الأربعاء. ولذلك سعر البيتكوين BTC معه سوق العملات المشفرة لم يتأثر كثيرا بالقرار.
ولكن النقطة التي لفتت انتباه المحللين في أسواق المال هي اللهجة الأكثر تشددا من الاجتماع السابق فيما يخص التوقعات المستقبلية لسياسية النقدية. حيث يتوقع رفع الفائدة مرة واحدة أخرى قبل نهاية العام. كما أنه ينوي إجراء عدد أقل من التخفيضات المتوقعة سابقًا للعام المقبل.
و هذه أخبار سلبية بالنسبة للأصول المالية ذات المخاطر العالية مثل الأسهم و العملات المشفرة. و رغم أن تأثيرها لن يظهر سريعا و مباشرة، و لكن على المدى الطويل سيكون أثره واضح. فالتاريخ أثبت دائما أن هناك علاقة عكسية بين السياسية النقدية و أسعار أصول المخاطر.
و المثال الواضح على ذلك، كان في عام 2020، عندما أقرّ البنك الفيدرالي الأمريكي أكبر حزمة من التسهيلات النقدية في تاريخه. ما أدى إلى ارتفاع هائل في أسعار الأسهم و العملات المشفرة التي و صلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ثم أن الأسعار بدأت في التراجع، مباشرة بعد أن أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي البدء في تشديد السياسة النقدية لمكافحة التضخم.
حسنا بالنسبة لسوق العملات المشفرة والبيتكوين، ربما هناك فرق كبير بين الحالتين. ولكن في كل الأحوال ستكون هناك تبعات سلبية على الأسعار. كما أن المشكل الأكبر بالنسبة لسوق الكريبتو هو الوضعية التنظيمية في الولايات المتحدة الأمريكية و حالة الغموض التي تسودها.
المستثمرون و المتداولون الآن في انتظار قرار هيئة SEC فيما يخض طلبات إنشاء صناديق ETF البيتكوين الفوري. و التي في حالة الموافقة عليها سوق يُعد اعتراف رسمي بها. و الآمال الكبيرة المعلّقة عليها، لأن من يقف خلف هذه الطلبات هي كبريات الشركات الاستثمارية في وول ستريت و العالم.
ظروف غير ملائمة لتداول البيتكوين
في هذا الوقت، الكثير من المتداولين قرروا سحب أموالهم من البورصات، في انتظار أن تتضح الصورة أكثر. و هو ما أدى إلى تراجع كبير في أحجام التداول و السيولة في سوق العملات المشفرة.
ما خلق بيئة مثالية للتحركات السعرية الغير قابلة للتوقع. و التي تتراوح بين التداولات الجانبية الضيقة و الانفجارات السعرية، الهابطة و الصاعدة. كما و موضح في الرسم البياني المرفق لحركة سعر البيتكوين منذ منتصف شهر يونيو الماضي.
التي يمكن أن تحدث مع أي خبر متوسط الأهمية، أو عوامل متعلقة بهيكل عمل السوق. خاصة تلك المتعلقة بتصفية صفقات عقود التداول بالهامش، و التي يغلب عليها عقود مشتقات المستقبلية.
و أكبر مثال على ذلك ما حدث يوم 17 أغسطس الماضي. حيث أدت مجموعة من الأخبار المتعلقة بالوضعية الاقتصادية في الصين و إشاعات حول بيع شركة تيسلا لعملة بيتكوين. أدت إلى انهيار سعر البيتكوين بقوة، أين هبط من مستوى 29000 دولار إلى مستويات 25000 دولار.
طبعا، هذه الظروف ليس مثالية للتداول و تحمل مخاطر كبيرة مع عوائد ليست متناسبة معها. و لقد تطرقنا إلى هذا الموضوع بالتفصيل في مقال سابق يمكنك الاطلاع عليه من هنا.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
