في خطوة مفصلية قد تُغير مسار الجدل، أعلنت هيئة مكافحة الفساد في الأرجنتين، يوم 5 يونيو، أنها لا ترى أي خرق قانوني في تغريدة الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي التي أثارت عاصفة من الجدل حول عملة الميم ليبرا. لكن، هل هذا يعني أنه خرج نهائياً من دائرة الاتهام؟ المسألة أعقد مما تبدو عليه.
تغريدة مشؤومة فجّرت العاصفة
في منتصف ليلة 14 إلى 15 فبراير الماضي، نشر الرئيس الأرجنتيني تغريدة يروّج فيها لعملة ميم تحمل اسم "ليبرا"، قبل أن يتراجع سريعًا ويحذفها بعد توجيه اتهامات بأن الأمر خدعة مالية. فقد انخفض سعر العملة بنسبة تقارب 90٪ خلال ساعات فقط، مما أثار الشبهات حول احتمالية تورط ميلي في التلاعب.
وسط فوضى الانهيار، برز اسم "هايدن ديفيس"، الذي ارتبط سابقًا بعدة مشاريع عملات ميم مثيرة للجدل مثل MELANIA وWOLF، والتي اتُهمت بمخططات الاحتيال المعروفة باسم سحب البساط rug pull. وعلى إثر ذلك، قدّم المحامي الأرجنتيني الشهير غريغوريو دالبون طلبًا إلى الإنتربول لإصدار مذكرة توقيف دولية ضده.
لكن حتى الآن، لم تُدرج الإنتربول اسم ديفيس ضمن مذكرات التوقيف المتاحة للعموم، رغم أنه من المحتمل وجود مذكرات غير منشورة رسميًا، وهو أمر وارد في قضايا حساسة كهذه.
👈 اقرأ المزيد: القصة الكاملة لعملة ليبرا: العملة التي كشفت المستور وأثارت زلزالًا في الأوساط السياسية
الرئيس يطلب التحقيق بنفسه… ويغلق فريق التحقيق
في تطور لافت، لم ينتظر ميلي نتائج التحقيقات، بل طلب بنفسه من هيئة مكافحة الفساد التحقيق في سلوكه، في خطوة تبدو محاولة لإثبات الشفافية. كما وقّع لاحقًا مرسومًا ينهي عمل "فريق مهام ليبرا" الذي أنشئ خصيصًا للتحقيق في خلفيات القضية، مشيرًا إلى أن الفريق "أكمل مهمته".
وجاء إعلان المسؤول في الهيئة، أليخاندرو ميليك، ليضع حدًا جزئيًا لهذا السجال، موضحًا أن التغريدة كانت تصرفًا شخصيًا لا يمتّ بصلة لوظيفته الرسمية، ولم تتضمن أي موارد عامة أو غطاء مؤسسي:
"هذه التغريدة لا ترتبط بأي إجراء إداري، ولم تستخدم فيها موارد حكومية، ولا تعكس توجهًا رسميًا للدولة، وبالتالي تُعد فعلًا تواصليًا شخصيًا أو خاصًا."
👈 اقرأ المزيد: سلسلة قصص الاحتيال | بينكوين PinCoin سرقت 660 مليون دولار
هل انتهى الأمر؟ لا بالضرورة
رغم أن هذا التبرير يبرئ ميلي من الناحية الأخلاقية والمؤسسية، إلا أن الملف لا يزال مفتوحًا أمام احتمالية وجود مساءلات قانونية في المستقبل، خاصةً إذا ظهرت أدلة جديدة أو تطورات في مسار العملة المثيرة للجدل.
في الوقت ذاته، لا تزال الأوساط الرقمية في الأرجنتين تراقب مصير هذه العملة، وسط تساؤلات عن دور الرئيس في دعم مشاريع تشفير غير مدروسة، وما إذا كانت الحدود بين النشاط الشخصي والمسؤولية السياسية قد باتت ضبابية بشكل مقلق.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
