يعتبر تداول العملات المشفرة واحد من الوظائف أو الطرق التي يكسب منها الملايين من الأفراد بعض المال والعوائد. وقد يحقق البعض حلم الثراء من التداول. لكن أيضًا يخسر الكثيرين رؤوس أموالهم. فماذا تعرف عن الأشواك التي تملأ طريق المتداول!
على الرغم من أن قصص الناجحين والفاشلين، أيضًا، غالبًا ما تثير الانتباه، إلا أن ما هو غير معروف هو الروتين الذي يعيشه المتداول لكسب المال والمحافظة على مكاسبه! في هذا المقال سنتحدث قليلًا فقط عن المسكوت عنه عندما يتم مناقشة تداول العملات المشفرة!
- هذه المقالات الرائعة قد تعلمك البعض عن تحديات المتداول|
المتداولون هربوا من وظائف 9-5 إلى وظائف 24 ساعة يوميًا! والتحليلات كاذبة وإن صدقت!
أثناء وباء فيروس كورونا، تدفق العديد من المتداولين الهواة إلى سوق العملات المشفرة، للهروب من الوظائف التقليدية التي قضت عليها الجائحة وأربكتها بشكل واسع. وجراء ذلك التدفق الكبير للمتداولين والمستثمرين، ارتفعت أسعار العملات الرقمية بشكل كبير جدًا، حتى وصلت أعلى مستوياتها في نوفمبر 2021.
من الخارج، يبدو متداول العملات المشفرة كشخص فطن وثري وذكي يعرف كيف يصطاد القرش (من أخوات الدينار وليس قرش الغردقة!). لكن في الواقع فإن أغلب المتداولين هم البؤساء في عصرهم! يقضون أغلب ساعات يومهم أمام الكومبيوتر وتتغير نفسياتهم مع تقلبات أسعار العملات المشفرة.
طبعًا لقد حرصنا أن نعلِّم على عبارة "أغلب". لأننا ببساطة نريد أن نوضح أن هناك أيضًا الكثير من المتداولين الناجحين. الذين يقضون ساعات طوال أمام الشاشات والمنحنيات البيانية. لكنهم يتمكنون من التحكم في أعصابهم وتحقيق الربح والعائد من التداول.
أكثر المتداولين هم من الأشخاص الذين ملوا من روتين العمل في المكاتب من التاسعة إلى الخامسة، فهربوا إلى صناعة تغنيهم عن الجلوس في المكاتب والتزام الثماني ساعات. لكنهم وجدوا أنفسهم في مهمة تتطلب اليقظة على مدار 24 ساعة يوميًا!
بشكل عام، يصف المتداولون بيتكوين بأنها مستقبل المال. لكنهم، أيضًا، يدركون المخاطر التي تحوم حول هذا المستقبل. وعلى الرغم من أن تأثير مؤشرات وعناصر الاقتصاد الكلي على بيتكوين والعملات الرقمية البديلة غير مفهوم بشكل دقيق. إلا أنه وبعد سلسلة من الأزمات في السوق، فهم المتداولون سرعة الصناعة الحديثة واستوعبوا الحاجة إلى العقلانية أثناء التداول!
وكذلك، تتغير تحليلات العملات المشفرة كل مرة. كما أنها تختلف من محلل إلى آخر ومن منصة تحليل إلى أخرى. يواجه سوق التشفير كمية تحليلات غير معقولة! حيث تجد في اليوم الواحد عشرات من التحليلات المختلفة لنفس البيانات تمامًا!.
بالإضافة إلى ذلك فإن تلك المؤشرات التي عادة ما يستخدمها المحللون لتوقع المستويات التي ترتد عندها الأسعار أو تنعكس أحيانًا كثيرة تكون بلا جدوى. حيث وعلى الرغم من منطقيتها رياضيًا، إلا أن أداء السوق المشفر ليس منطقيًا دائمًا.
هنا نقصد ببساطة، وحتى عندما يتفق المحللون على أحداث السوق المتوقعة، فإن السوق يقدم استعراضًا مختلفًا عما هو متوقع في كل مرة. وهذا ما يجعل المتداولين في حيرة من أداء السوق.
كما أن الكثير من التحليلات لا معنى لها أمام مستجدات السوق! نادرًا ما تصدق توقعات المحللين بخصوص العملات المشفرة وتبقى أغلبها أخماس في أسداس.
الخوف وعدم اليقين والشك | أزمات المتداول النفسية
يعتبر تداول العملات المشفرة أحد أكثر الوظائف التي تخلق التوتر المستمر في حياة الفرد. بسبب التقلبات الكبيرة في أسعار العملات والتأثيرات غير المتوقعة للعوامل الخارجية والداخلية على صناعة التريليون دولار، تتضارب مشاعر المتداولين، فتارة يسود الشك والخوف من الانخفاضات وتارة يطغى الحماس والتفائل من الارتفاعات.
لكن لا يرتفع السوق باستمرار ولا ينخفض دائمًا. وقد يعاني المتداول بين مشاعر التفائل والشك معًا مرات عدة في ساعة واحدة، تذبذبات السوق غير معقولة أحيانًا! مما يجعل المتداول يعيش أزمات نفسية مستمرة بسبب عمله!
وسط كل هذه المشاعر المتضاربة يعيش المتداول توترًا يوميًا في عمله. خاصة إذا كان يتداول في أصول ليست بالأساس له. حيث يخاطر بذلك بوقته وثقة العملاء والكثير من المال على المحك.
بالإضافة إلى ذلك لا يفهم المتداول مشاعر السوق أو اتجاهاتها أو مدى تأثير بعض الاقتصادات أو الأحداث العالمية على سوق تشفير مهما بلغت خبرته.
كما قد يلعب عامل جودة الانترنت أزمة نفسية أخرى في حياة المتداول، تخيل مثلًا أن تكون متداولًا يسكن في الجزائر أو العراق وتقطع عليك شركة الاتصالات شبكة الانترنت لأسبوع كامل بسبب اختبارات شهادة البكالوريا!
بمعنى آخر، لا يستطيع المتداول العيش بدون إنترنت على مدار الساعة، ولا يستطيع أن يلتزم بمباراة في كرة القدم مع أصدقائه لمدة ساعتين، لأنه يجب أن يتفقد محافظه واتجاه السوق. لذلك، يجب عليه أن يؤمن استقرار محفظته قبل الابتعاد عن هاتفه لبضع ساعات!
أما بالنسبة لأولئك الذين يقومون بوظيفة التداول لصالح شركات أخرى أو أفراد آخرين، فإن أجورهم الشهرية تكون عبارة عن نسبة من الأرباح المحققة دون المساس برأس المال. هذا ما يضاعف من الضغوط التي يعاني منها المتداول في أصول المستثمرين.
في الأخير، هناك الكثير من التحديات التي يعاني منها المتداول في حياته اليومية والتي لم نذكرها في هذا المقال. لكنه يستطيع التغلب على جلها، إذا كان يتمتع بسيكولوجية المتداول الناجح، وإذا كان يستطيع الالتزام والاستمرار في فعل الصواب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.