يطرح عالم ميتافيرس الكثير من التحديات أمام الأعمال الواقعية القائمة على الأرض، وتلك الرقمية، إذ تبرز هذه التحديات أمام قدرة العديد من الأنشطة على الاستمرار في عملها ومواصلة إثبات وجودها.
المستثمر ورائد الأعمال الخبير في الرموز غير القابلة للاستبدال والتسويق الرقمي أتول هيدج، يرى أن عالم ميتافيرس يمثل تهديداً حقيقياً على مستقبل وكالات التسويق الرقمي الحالية تحديداً، إذ يرى أن عالم الإعلانات يعود إلى نقطة انطلاق جديدة.، وتجد نفسها اليوم أمام العقبة التي تعثرت بها الوكالات التقليدية عند ظهور الشبكات الاجتماعية وآليات التسويق الرقمي الحديثة.
إيرادات جديدة
ويقول هيدج إن عالم ميتافيرس نجح في جذب اهتمام المعلنين والعلامات التجارية، نظير الإمكانيات التي يقدمها، والتي تدعم تواجد العلامات التجارية، وتتوافق في الوقت ذاته مع الواقع المعزز، ومصادر الإيرادات الجديدة من خلال الرموز غير القابلة للاستبدال، والألعاب الإلكترونية.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بادرت بتنظيم التعامل في الأصول الرقمية والمشفرة، تتواجد العديد من فئات العلامات الفاخرة والمختصة في نمط الحياة، التي استثمرت الفرصة السانحة، فيما يتوقع أن تلحق بها قطاعات رئيسة في الدولة، مثل العقارات والسياحة.
وكالات التسويق الرقمي
ويتوقع هيدج أن تكون وتيرة التغيير أكثر سرعة من الطفرات التقنية السابقة، إذ قد تغيب وكالات التسويق الرقمي بشكلها التقليدي لتأتي مكانها شركات أكثر رشاقة وذكاء، وقدرة على الاعتماد على المحتوى القائم على التكنولوجيا والبيانات.
وكانت وكالة "بلومبيرج" توقعت أن تصل قيمة السوق في ميتافيرس إلى 800 مليار دولار أمريكي مع بلوغ عام 2024.
وقد بدأت شركات مثل "يونيليفر" بالفعل في تأسيس تجمع Web3 خاص بها داخليا، وذلك بهدف استكشاف الطرق الممكنة، والتي تساعد على مواجهة الصعوبات التي سيفرضها عالم ميتافيرس، والسبل المحتملة للاستفادة منه لصالح العلامات التجارية من ناحية، والجمهور من الناحية الأخرى.
فهم جديد لقطاع التكنولوجيا
وسيتحتم على العلامات الراغبة في دخول عالم ميتافيرس أن تتعامل مع وكالات جديدة تمتلك فهماً لقطاع التكنولوجيا والمحتوى الإبداعي في الوقت ذاته، إذ سيجد المصممون أنفسهم في مواجهة مع الطفرات التقنية للبحث عن وسائل لدمج أعمالهم مع العالم الافتراضي، وبناء علاقات عمل مع خبراء التقنية ومختصي الرسوم المتحركة.
ويتطلب التطور الجديد أن تكون الفرق العاملة في إدارة الحسابات على معرفة كاملة بعوالم الألعاب الإلكترونية، والعملات الرقمية، والرموز غير القابلة للاستبدال NFT، وقطاع تطوير العلامات التجارية.
وذكر رائد الأعمال الخبير في الرموز غير القابلة للاستبدال والتسويق الرقمي، أن كُتّاب المنشورات القصيرة والمحتوى في منصات التواصل الاجتماعي سيحتاجون أيضاً إلى تطوير أدواتهم.
أقسام جديدة لميتافيرس
وتوقع أيضاً أن يحل علماء البيانات في موضع مخططي وسائل الإعلام التقليدية، فيما ستخصص العلامات التجارية أقساماً داخلية في شركاتها تتولى مسؤولية الخدمات غير المخصصة، مثل إدارة حسابات شبكات التواصل الاجتماعي، بناء المحتوى وتطوير محركات البحث.
إضافة إلى ذلك، فإن الفرق الإبداعية ستبحث عن طرائق جديدة لدمج العلامات تحت غطاء محتوى تسويق رئيس، يقوم على مؤثري شبكات التواصل، حيث ستذهب غالبيتها إلى الجهات المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي بهدف اكتساب فهم أكبر لمنصات المحتوى التي يطورون المحتوى فيها.
إذاً، يمكن القول إنها بداية النهاية بالنسبة لوكالات التسويق الرقمي كما تعرف بشكلها الحالي، لتأتي شركات التسويق الرقمي الحديثة بديلاً عنها، وتتولى قيادة رحلة العلامات التجارية نحو Web3 وعالم ميتافيرس، التي ستكون من القوى المسيطرة على المشهد التجاري خلال العقد الحالي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
