تتجه الأنظار هذا الأربعاء إلى مجلس الشيوخ الأميركي، حيث يُنتظر التصويت على مشروع قانون تاريخي قد يُحدث تحولًا جذريًا في عالم العملات المستقرة: قانون GENIUS، الذي يحظى بدعم قوي من الرئيس دونالد ترامب ويُعتبر أول محاولة جادة لإرساء إطار تنظيمي فدرالي لهذا القطاع سريع النمو.
قانون GENIUS يقترب من التصويت النهائي… هل تبدأ أميركا بتنظيم العملات المستقرة؟
يحمل الاسم الكامل للمشروع عنوانًا طويلًا: "قانون التوجيه وإنشاء الابتكار الوطني للعملات المستقرة الأميركية"، ويهدف إلى تقنين إصدار العملات المستقرة المرتبطة بالدولار، مثل USDC وPYUSD. ويُلزم القانون كل جهة إصدار بأن تُغطي كل وحدة من العملة الرقمية المستقرة بنسبة 100% بأصول آمنة وسائلة، مثل السندات الأميركية قصيرة الأجل، مع خضوعها لإشراف هيئات فدرالية أو محلية.
لطالما شكل الغموض التنظيمي في الولايات المتحدة عائقًا أمام مشاريع العملات المستقرة، حيث اضطرت شركات مثل سيركل وباكسوس إلى التعامل مع بيئة قانونية مجزأة بين الولايات، مثل وايومنغ التي عُرفت بمرونتها، وولايات أخرى تتخذ مواقف أكثر تحفظًا.
لكن إذا تم تمرير القانون، فسيكون بمثابة خطوة كبيرة لتوحيد المعايير، ودعم المؤسسات الأميركية على غرار ما تفعله أوروبا من خلال قانون MiCA.
👈 اقرأ المزيد: استقرار العملات الرقمية المستقرة| ما يجب أن تعرفه!
هل يملك المشروع دعمًا سياسيًا كافيًا؟
بعد تعديلات أجريت الشهر الماضي لإرضاء بعض الديمقراطيين، ازداد احتمال تمرير القانون بشكل كبير. أهم هذه التعديلات هو ما يُعرف بـ"جواز العمل التنظيمي"، الذي يسمح للجهات التي لا يتجاوز حجم إصدارها 10 مليارات دولار بالعمل تحت إشراف هيئة محلية بدلًا من فدرالية.
وهذا التعديل ساعد في كسب تأييد شخصيات ديمقراطية مثل "أنجيلا ألسوبروكس" و"مارك وارنر"، اللذين انضما للجمهوريين المؤيدين لتنظيم القطاع.
وفي حال حصل التصويت على أغلبية 60 صوتًا المطلوبة، فسيُحال مشروع القانون إلى مجلس النواب الذي يُعد أكثر تقبلاً للعملات الرقمية بعد نتائج الانتخابات الأخيرة. ووفقًا لتصريحات البيت الأبيض، فإن الرئيس ترامب يعتزم توقيعه "فورًا" إذا وصل إلى مكتبه.
👈 اقرأ المزيد: كل المعارف الأساسية التي تحتاج إليها بخصوص الويب 3
مخاوف المعارضة: مخاطر على النظام المالي؟
رغم الزخم الكبير حول القانون، إلا أن المعارضة لم تختفِ. قادة الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، وعلى رأسهم السيناتورة "إليزابيث وارن"، حذروا من أن القانون يُضفي شرعية على سوق العملات المستقرة دون وجود ضمانات كافية ضد استخدامها في غسل الأموال أو التسبب في أزمات مالية.
كما أثار بعضهم تساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل بين ترامب وبعض الجهات الفاعلة في سوق العملات الرقمية، خاصة مع عدم وجود بنود واضحة تتعلق بالحماية من الاستخدامات الإجرامية.
بموازاة دعم قانون GENIUS، أعاد ترامب التأكيد على رفضه لأي محاولة لإصدار عملة رقمية من البنك المركزي الأميركي، واصفًا إياها بأنها "تهديد للحريات الفردية"، في موقف يُخالف توجه بعض دول العالم.
👈 اقرأ المزيد: اقتصاد صنّاع المحتوى.. هكذا تمهد فاندو الطريق للمبدعين؟
إذا تم تمرير القانون، فقد يكون له تأثير كبير على شركات مثل سيركل وتيثر وبايبال، التي تستعد لتوسيع خدماتها العالمية بناءً على وضوح القوانين الأميركية. كما سيُمهّد الطريق لتبني العملات المستقرة من قبل شركات تكنولوجيا كبرى مثل جوجل وميتا وAirbnb، التي بدأت تخطط لدمج هذه الوسائل في أنظمتها المالية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
