مع زيادة انتشار التداول في سوق العملات الرقمية، وظهور العديد من العملات الحديثة بشكل كبير، انتشرت بشكل طردي الكثير من المخاطر التي تستهدف المتداولين في الأصول المشفرة.
وبالرغم من تعدد مستويات الأمان المتبعة في منصات التداول، إلا أن تنوع محاولات الاحتيال، والقرصنة، ومحاولات اختراق منصات التداول، تحتّم على الفرد أن ينمّي معرفته بالطرق التي يتوجب عليه اتباعها لتجنب السقوط ضحية لذلك.
التقنية تتطور .. والهجمات الاحتيالية كذلك
بالتوازي مع التطور الهائل لسوق العملات الرقمية، فقد تطورت بالضرورة سبل التعرض للاحتيال، والجرائم الإلكترونية التي ينفذها المخترقون، خصوصا مع بلوغ عدد العملات الرقمية الآلاف.
وبينما تعد لا مركزية العملات الرقمية ميزة لها، إلا أنها تشكل كذلك بوابة كبيرة لهجوم الهاكرز، ومحتالي الشبكة العنكبوتية، الذي تتطور قدراتهم وأساليبهم الاحتيالية تبعا لتطور القطاع ذاته، ما يؤدي إلى اختراق المنصات، وسرقة كميات كبيرة من الأموال والأصول المشفرة.
كما أن تسييل هذه الأصول ليس بالأمر الصعب، خصوصا مع قدرة المحتالين على إخفاء هوياتهم الأصلية، ما يسهل عليهم تنفيذ هذه العمليات، من دون التعرف عليهم أو اكتشافهم.
وقبيل التطرق إلى الوسائل التي ينبغي على الأفراد اتباعها لحماية أنفسهم، فإن علينا التعرف أولاً إلى أشهر الطرق التي يتبعها المحتالون في اصطياد ضحاياهم من المتداولين والمنصات، وتنفيذ جرائمهم من خلالها.
لعل أشهر الطرق المتبعة هي اصطياد الضحايا عبر اختراق المنصات، وسرقة بيانات المستخدمين ومعلوماتهم، أو معلومات المنصة، ومن ثم تهديدهم بتسريب تلك البيانات أو استخدامها، ومن ثم طلب فدية مقابل ذلك.
تتعدد الوسائل وهدف الاحتيال واحد
وفي الحالات الأكثر سهولة، فإن مرتكبي الجرائم الإلكترونية وقراصنة الإنترنت قد يعمدون إلى اختراق منصات تداول العملات الرقمية، وسرقة الأموال مباشرة، وتحويلهم إلى محافظ رقمية تخصهم، ومن ثم تسييلها وتحويلها إلى أموال عادية، قبل أن يتمكن أحد من اكتشافهم أو تتبع أثر الجريمة.
إحدى الطرق المنتشرة أيضاً، تتم عبر تثبيت البرمجيات الخبيثة، وفي تلك الحالة، فإن المهاجمين يقومون بتثبيت تطبيقات برمجية تستهدف موارد التعدين، أو المحافظ الرقمية، ومن ثم تفريغ محتواها، وتحويل الأموال الموجودة فيها إلى حساباتهم.
ومن الأفكار المبتكرة في تنفيذ الجرائم الإلكترونية، الاستعانة بتطبيقات وسيطة، يتم من خلالها سرقة بيانات المستخدمين، واستهداف محافظ الأصول الرقمية، سواء عبر برامج مثل الخدمات السحابية، أو تطبيقات بوابات الدفع، أو الرسائل الاحتيالية التي تحمل صيغا قانونية مضللة، يتمكن عبرها المهاجمون من الوصول إلى محافظ المستخدمين ومعلومات المنصات.
وانتشرت في الآونة الأخيرة العديد من العمليات التي تم من خلالها سرقة عدد من بورصات التداول ومستخدميها، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة لبعض الشركات، وألحق ضرراً كبيراً بالعديد من المستثمرين الأفراد.
كيف تحمي استثمارك من القراصنة؟
عقب التعرف على الوسائل التي يتبعها المحتالون في اصطياد ضحايا جرائمهم، وجب التعرف إلى الطرق التي يجب على الأفراد استخدامها عند التداول في العملات الرقمية.
قبل البدء بالتداول، فإن على الفرد الذي يرغب في الاستثمار أن يبذل وقتا كافيا في البحث والتقصي حول المنصة التي يرغب في تداول العملات الرقمية من خلالها، والتعرف إلى وسائل الأمان التي توفرها، إلى جانب السمعة التي تحظى بها بين المستثمرين في القطاع.
ومن المستحسن عند اختيار منصة التداول، أن يتأكد المستثمر من أن المنصة التي اختارها مرخصة لدى الجهات الرقابية الرسمية، مثل البنوك المركزية، أو الجهات التشريعية والرقابية المتخصصة في الإشراف على عمل المنصات في قطاع الأصول الافتراضية داخل الدولة التي تعمل فيها المنصة.
يمكن أيضاً للفرد - قبل بدء التداول - أن يتأكد من البنية التحتية الآمنة التي توفرها المنصة للتداول، أغلب المنصات تضع تفاصيلاً حول الآليات التي تتبعها في تنفيذ عملياتها، كما يتوفر بالبحث عبر الإنترنت الكثير من المراجعات حول وسائل الأمان التي تستخدمها بورصات تداول العملات الرقمية.
وبما أن العالم العربي يشهد طفرة في تداول العملات الرقمية، حيث عمدت بعض الدول إلى توفير أطر تشريعية وتنظيمية صارمة لضمان حماية المستثمرين، وضبط عمليات التداول عبر المنصات المرخصة، فإن لدى المستخدم الخيار في التداول بالعملة المحلية، وتحويل مكاسبه من العملات الرقمية إلى حسابه البنكي المحلي، وبعملته، الأمر الذي يسهل عليه سحب الأموال عند الحاجة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.