عندما تستمع إلى فيديوهاتهم تعتقدهم خبراء في التداول ويكسبون الثروة من خلال ذلك. تجدهم يقدمون نصائح باهرة ويتحدثون بثقة عن آليات واستراتيجيات التداول. حتى أنك ستصنفهم في فئة المتداولين الناجحين! لكن الحقيقة أن لا تكسبون الأموال إلا من خلال عدد المشاهدات على يوتيوب. إنهم المتداولون المزيفون على يوتيوب.
في الحقيقة يمكن أن تغتر سريعا بمظهر هؤلاء إن كنت لا تعرف شيئًا عن صناعة التشفير. لكن إن كنت تعرف التداول، ولو قليلا، وتعرف بعض المبادئ والأساسيات حول سوق العملات المشفرة، فإنك ستكتشف سريعًا هفواتهم، تتصيد أخطائهم وتلاحظ أن أغلبهم يقرأ نفس السكريبت!
الوعد بالدخل الشهري المريح ... أشهر كذبات المتداولين المزيفين على يوتيوب
وأنت تتصفح اليوتيوب بحثًا عن فيديوهات تعلمك كيفية التداول. ستجد آلاف من القنوات العربية التي تقدم محتوى عن تداول العملات المشفرة. مع عناوين كبيرة حول المكاسب التي ستحققها من خلال التداول وإشارة إلى كيف تصبح "محترفًا".
مبدئيًا، ستبدأ البحث عن الفيديو الذي يحمل عنونًا يناسب تطلعاتك أو ربما القناة التي سمعت منها. لكن وأنت تتصفح القائمة الطويلة، ستجد الكثير من العناوين التي تحمل شعارات، مثل "كيف تحقق 3000 آلاف دولار من التداول أسبوعيًا" و "كيف تحقق 500 دولار من التداول يوميًا" و "كيف تحقق 100 دولار في 5 دقائق".
عزيزي القارئ، إنها أكبر كذبة على يوتيوب! خذها بعين العقل: لو كان هؤلاء يحققون 500 دولار يوميًا من التداول، هل تعتقدهم سيخصصون الساعات من وقتهم لتحرير وكتابة نص عن التداول، ثم تسجيل ومونتاج فيديو، والذي قد يستغرق، أيضًا، ساعاتً إن لم تكن أيامًا؟
لا شك أنهم سيوفرون ذلك الجهد الموجه لكسب بضع دولارات من آلاف المشاهدات على يوتيوب، إلى قضاء وقتهم في التداول و كسب آلاف الدولارات.
الحقيقة، أنه ليس كل أولئك الذين يبالغون عند الحديث عن التداول مزيفون. حيث أن بعضهم يعرف الحقيقة ولكنه يفضل العناوين التي تجذب القارئ الذي يبحث عن الربح السريع من التداول. لكن بعضهم لا يستطيع إلا قراءة نص بثقة كاتبه!
إذا كنت متداولًا وتعرف أن عنوان "كيف تربح 500 دولار من التداول يوميًا" مبالغ فيه قليلًا، فأنت لم تمر بعد على عناوين من نوع "كيف حصلت على 3 مليون دولار بعد شهرين من بدايتي للتداول" و"كيف أصبحت مليارديرًا من التداول". قد تذكرنا هذه العناوين قليلًا بثروة سام بانكمان فرايد!
لا يعنى هذا أن التداول بعيد عن تحقيق مدخول 3000 آلاف دولار في اليوم. لكن يتغير السوق كل يوم ويتقلب بسرعة. كما أنه للحصول على 3000 دولار يجب أن تستثمر مبلغًا ضخمًا.
لا يحقق المتداولين مبالغ خيالية من التداول، ولا يكسبون دخلًا منتظمًا ويتعرض أبرعهم وأكثرهم احترافًا للخسائر. فقط هم يعرفون طرقًا لتعويض خسائرهم وتغطيتها.
متداولون على يوتيوب ... لكن خلفيات أخرى على لينكد إن
كشخص يحب البحث في الخلفية الأكاديمية للشخصيات العامة التي يتابعها! فقد بحثت عن أحد المتداولين العرب المشهورين على يوتيوب باستخدام منصة التوظيف الأولى، لينكد إن، اكتشفت صدفة أنه يمتلك خلفية مختلفة تمامًا عما يقدمه على يوتيوب. إذ أنه متداول على يوتيوب وصاحب متجر إلكتروني، لكنه على لينكدإن يمتلك متجرًا لمؤونة القطط والكلاب.
ثم كان بالمكان أن التقط صورة شاشة للمتجر الكتروني الذي يديره وبالبحث عن نفس عنوان المتجر واسمه، تجد أنه هناك ثلاث متداولين يستخدمون نفس الصور، تمامًا، للتحدث عن أرباح متاجرهم الالكترونية. من هنا بدأت فكرة هذه المقالة!
لقد انتبهت أخيرًا أن القناة التي أتابعها شخصيًا استخدمت تلك الصور بعد عامين ونصف من استخدامها في أحد الفيديوهات السابقة لتاجر إلكتروني آخر!
المتداولون المزيفون هم أشخاص يتنحلون صفة متداولي العملات المشفرة المحترفين! لكنهم في الواقع لا يقومون بذلك، أو ربما يقومون به ولكنهم ليسوا أهلًا لتقديم النصيحة المالية.
للأسف، لا يمكن إدراج بعض الأسماء المشبوهة في هذا المقال. لكن يمكنك عند البحث عن خلفية المتداول الذي تأخذ منه نصائح مالية أو تتابعه، لتعرف إذا كان صادقًا بالفعل. انتبه بعض الأشخاص يجيدون الحديث عن الإنجازات فقط، لكن لا يحققون منها شيئًا!
الكثير من الأفراد الذين يقدمون محتوى خاص بالتداول على يوتيوب لا يفعلون ذلك بتلقائية أو بعفوية ولا يتحدثون في الحقيقة عن الحقيقة. بل عما يريد المتلقي سماعه. وهناك الكثير من الحالات يكون فيها اليوتيوبر أو صانع المحتوى على اليوتيوب مجرد واجهة لشركة ذات محتوى إعلامي أو ترفيهي. حيث يستقبل النص ويلقيه بثقة المتداول الحقيقي.
لكن عند البحث الفعلي في خلفية صناع المحتوى الخاص بالتداول على يوتيوب، نجد الكثير من الأشخاص الناجحين، ممن يصنع محتوى حقيقي ويتحدث عن المزايا دون إهمال ذكر المخاطر. وفي الحقيقة هناك، أيضًا، الكثير من المتداولين مع خلفيات أكاديمية ومهنية مذهلة.
متداولون حاضرون على يوتيوب، وغائبون عن مسابقات ومنافسات التداول!
مسابقات ومنافسات التداول هي الفرصة المثالية لجمع المتداولين الناجحين والمحترفين في مكان واحد. للأشخاص العاديين والمبتدئين تمنحنا هذه المسابقات فرصة التعرف على أبرع المتداولين ومعرفة تقنياتهم واستراتيجياتهم.
أما المتداولون المنافسون، فتمنحهم تلك اللقاءات فرصة لإيجاد مستثمرين أكثر وكسب شعبية. كما قد يحصلون أيضًا على عائدات مجزية من مشاركتهم في المسابقة. أما الفائزون فيحصلون على عملات مشفرة معتبرة القيمة أو مبلغ مالي معلن مسبقًا. ببساطة، من لم يربح الجائزة، يربح دعائيًا وتجاريًا.
لكن، في مسابقات ومنافسات التداول، سواءً في الوطن العربي أو خارجه. عادةً ما تتم ملاحظة غياب بعض المتداولين الأشهر على يوتيوب الذين يدعون أنهم الأبرع، والذين يدفعون المال لبعض منصات التصنيف لوضعهم في قائمة أفضل المتداولين!
في هذه الأحداث المجزية، تجد فقط المتداولين الذين يفهمون بحق التقنيات والاستراتيجيات والذين قضوا الساعات على التدقيق في اتجاهات السوق ومعرفة أسراره. ويمكن غالبًا استخدام المشاركة في مسابقات التداول لقياس براعة من يستطيع عرض حي للتداول.
عزيزي القارئ العربي، عندما تجد أحد المتداولين على يوتيوب يدعي أنه أفضل متداول عربي، فلك حق السؤال حول المنافسات التي خاضها وأثبت فيها أنه كذلك.
المقابلات الشخصية مع بعض صانعي المحتوى تكشف المستور
في هذه المقالة، لا نسعى أبدًا إلى وصف صانعي المحتوى الخاص بالتداول على يوتيوب بالمحتالين. لكننا نريد أيضًا أن ننبهك إلى وجود الكثير من المحتالين الذين يدعون أنهم متداولين محترفين على يوتيوب. إذا انتبهت للتفاصيل وبحثت عما يشاركونه ستجد للمحتال ثغرة!
منذ بضعة أشهر، بدأت في حضور الكثير من الملتقيات التي تتعلق بالتشفير. لقد سنحت لي الفرصة أخيرًا لمقابلة بعض الأسماء الرائعة في المجال. تمكنت من الحصول على نصائح رائعة من خيرة خبراء الصناعة.
أيضًا، كنت محظوظة جدًا بمقابلة أشخاص سلطوا الضوء على قضايا حقيقية في الصناعة واقترحوا حلولًا فعلية. ببساطة قابلت الكثير والعديد من الأشخاص الرائعين الذين ساعدوني لمعرفة المزيد حول قطاع العملات الرقمية المشفرة.
لكن أيضًا اكتشفت أن بعض صناع المحتوى، يحتاجون إلى المكلف بالعلاقات في فريقهم للإجابة على أي سؤال! كما تم الخروج عن الموضوع في كثير من المناقشات العادية، وشعرت بالصدمة مرات عدة عندما أجابني بعضهم بإجابات سطحية جدًا، رغم أني شاهدت لهم فيديوهات لهم وهم يعرفون التفاصيل!
مجال صناعة التشفير مليئ بالأشخاص المذهلين ذوي المعرفة الواسعة والذين يوقظهم شغفهم كل يوم للعمل لساعات طويلة على تحليل البيانات ودراسة السوق وتعلم الاستراتيجيات. لكن أيضًا يوجد فيه أولئك الذين يقرأون السيناريو فقط وتقف ورائهم شركات تسعى للترويج لمنتج معين أو خدمة.
تستطيع أن تعرف المتداول الحقيقي من المزيف من خلال بعض التركيز قليلًا مع ما يقدمونه. أولًا، أولئك الذين يتحدثون فقط عن الربح وكمية الأموال التي ستجنيها من التداول هم غالبًا متداولين مزيفين.
ثانيًا، إنه يجب أخذ الحيطة والحذر من أولئك المتداولين الذين يظهرون سياراتهم الفارهة ويتباهون بالتسوق وقضاء الوقت في المحلات الفاخرة والحفلات الصاخبة. لا يمتلك المتداول الحقيقي الوقت لفعل ذلك.
ثالثًا، المتداولون الذين لا يتحدثون عن مخاطر استراتيجيات التداول، لا يتداولون غالبًا. لأن المتداول الحقيقي يدرس المخاطر قبل المكاسب ولا يخشى مشاركة ذلك.
وأخيرًا، المتداول الحقيقي هو الذي لا يخاف من التداول علنًا وبشكل مباشر. وحتى إن كان لا يملك الإجابات عن كل الأسئلة فإنه لا يغطي ما لا يعلمه، بما لا يحتاجه المتلقي.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.