أكثر ما يمكن لمحبي الفنون عمله للحصول على عمل فني عالمي، هو شراء نسخة رخيصة السعر، لكن العالمين في تجارة الفنون يخططون لتسخير التقنية لاستقطاب شريحة جديدة من جامعي الأعمال الفنية.
تقسيم العمل الفني مقابل NFTs
تعكف أنايدا سكنايدر - وهي مصرفية سابقة تقيم في سويسرا - على الترويج لطرق جديدة لتملك الأعمال الفنية مقابل أسعار رمزية، حيث يمكن للمشتري الحصول على نسخة رقمية من العمل الفنية، والمشاركة في عوائد إعادة بيعها.
وقالت سكنايدر إنه ليس يسيرا على الأشخاص امتلاك مليون دولار للاستثمار، ومن هنا جاءتها الفكرة في تقسيم العمل الفني، لابتكار صندوق استثمار مشترك من خلال تقنية بلوك تشين، بحيث يحصل كل مشتر على رمز غير قابل للاستبدال NFTs، والتي تعمل بتقنية بلوك تشين، وتدعم العملات المشفرة.
وبالرغم من العواصف المتتالية التي أصابت قطاع الأصول المشفرة، وما تبع ذلك من انهيار بعض الشركات وإفلاس أخرى، إلا أن قطاع الفنون والرموز غير القابلة للاستبدال قد نجت بالفعل من هذه العواصف.
وشكلت الأعمال الفنية من الرموز غير القابلة للاستبدال حوالي 2.8 مليار دولار من مبيعات العام الماضي 2021، فيما انخفضت هذه الأرقام بشكل بسيط خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، وفقاً لإحصاءات NonFungible، ويعد هواة جمع الأعمال الفنية والفنانون، من أكثر الأفراد المتحمسين للتقنيات الحديثة، حتى ولو من خلال امتلاك جزء يسير فقط عبر نسخة رقمية من العمل الفني.
أعمال عالمية بأسعار لا تتجاوز 200 دولار
في استطلاع أجراه موقع آرت بلس تيك ريبورت، على 300 شخص، قال نحو 60 شخصاً إنهم شاركوا بالفعل في شراء بعض الأعمال الفنية بطريقة الملكية الجزئية.
وتقدم شركة آرتيسير في شنايدر، مربعات من اللوحات لبعض الفنانين، بأسعار رمزية لا يتجاوز سعرها 100 أو 200 دولار للقطعة.
كما تمتلك شنايدر اللوحات التي تبيعها لتعمل على تجتب المصاعب القانونية، إلا أن محاولات العمل على طرح مخططات ملكية رقمية جديدة للأعمال المملوكة ملكية عامة تواجه بعض الصعوبات لدى شنايدر.
وزارة الثقافة الإيطالية منزعجة
في السياق ذاته، قام 13 متحفا إيطاليا بتوقيع صفقات مع شركة ساينيلو، وهي شركة متخصصة في بيع نسخ رقمية محدودة الإصدار، وذلك بهدف عرض نسخ رقمية للأعمال الفنية.
ويحصل المشتري على نسخة رقمية فريدة بدقة عالية، تكمنه من عرضها على الشاشة، إضافة إلى شهادة من المتحف بالحصول على نصف العائدات.
وأقامت الشركة عرضًا في لندن فبراير الماضي 2022، حيث قدمت نسخاً رقمية لأساتذة عصر النهضة، بينهم رافائيل وليوناردو وكارافاجيو، وباعت جانبا من الأعمال المعروضة.
ويبدو أن وزارة الثقافة الإيطالية أبدت انزعاجها من بيع نسخ طبق الأصل من عمل مايكل أنجلو "دوني توندو" بقيمة تبلغ 240 ألف يورو، لكن معرض أوفيزي في فلورنسا حصل على أقل من ثلث العائدات.
وذكرت مصادر عدة عن متحدث باسم الوزارة، قوله إن القضية غير منظمة وتنطوي على درجة من التعقيد، طالباً من المتاحف عدم توقيع أي عقود جديدة حول الرموز غير القابلة للاستبدال.
ورد على ذلك رئيس شركة ساينيلو، فرانشيسكو لوسي، الذي قال إن شركته لا تبيع رموزا غير قابلة للاستبدال، حيث يمكن للمشتري طلبها لتتماشى مع صورته، لكن الشركة تمتلك نظاما خاصا حاصلا على براءة اختراع في تأمين الملكية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
