في منشور غريب نوع ما، أثار المحلل المالي، ويلي وو، مخاوف بشأن إمكانية مصادرة الحكومة الأمريكية للبيتكوين من الأسواق في حال تعرضت الولايات المتحدة، والعالم ككل، لحالة ركود اقتصادي. و أن صغار المستثمرين سيكونون الضحية الأكبر لمثل هذا السيناريو.
و يرى وو أن أصحاب الحيازات الكبيرة من البيتكوين، أو ما يعرف بـ"الحيتان". من المرجح أن يتجاوزوا الأزمة نظرا لامتلاكهم التحكم الكامل بمفاتيح محافظهم الرقمية على عكس المستثمرين الأفراد.
سيناريوهات مصادرة محتملة للبيتكوين
القلّة من المشاركين في السوق قد تخطر على بالهم مثل هذه الفكرة. ولكن وو يستند في تحليله إلى سوابق تاريخية حدثت مع الذهب.
يستحضر المحلل أحداث الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي كنموذج. حيث قامت الحكومة الأمريكية حينها بمصادرة الذهب من المواطنين لتجديد الاحتياطيات الوطنية. ويحذر وو من أن السيناريو نفسه قد يتكرر مع البيتكوين، مما يترتب عليه تبعات وخيمة ستطال المستثمرين الصغار بشكل خاص.
يرى وو أن نجاح عملية مصادرة محتملة من قبل الحكومة يتوقف بشكل كبير على طريقة تخزين البيتكوين. ويوضح أن نسبة هائلة تصل إلى 87% من عملات البيتكوين الرقمية محفوظة في محافظ ذاتية التخزين و الوصاية (self-custody wallets).
هذه المحافظ، مثل محفظة "ساموراي"، تمنح المستخدمين سيطرة كاملة على مفاتيحهم الخاصة، مما يمكنهم من تنفيذ المعاملات وإثبات ملكيتهم للعملات.
في المقابل، يشير وو إلى أن حوالي 1% من إجمالي البيتكوين تخضع لحوزة صناديق الاستثمار المتداولة ETF المدعومة بالبيتكوين مثل صندوق شركة فيديليتي.
وقد شهدت هذه الصناديق، خاصة تلك العاملة في الولايات المتحدة. زيادة مطردة في شراء البيتكوين من عدة مصادر سعيا لمواكبة الطلب المتزايد من المستثمرين، بما في ذلك المؤسسات الكبرى.
أما الـ 12% المتبقية من إجمالي عملات البيتكوين، فتوجد في منصات تداول العملات الرقمية المركزية مثل بينانس وكراكن.
وتعود ملكية هذه العملات للمستثمرين والمتداولين النشطين، وتمنحهم هذه المنصات إمكانية تصفية أصولهم من البيتكوين والتحويل لعملات رقمية بديلة أو عملات تقليدية أو حتى عملات مستقرة.
تضخم أمريكي متصاعد وركود يلوح بالأفق
رغم أن معظم البيتكوين مخزنة خارج سيطرة المنصات، يلفت وو النظر إلا أن هذا المسار هو الأكثر شيوعا بين "حيتان" البيتكوين.
ويؤكد أن مخاطر المصادرة، في المقابل، ستكون أكبر بكثير على المستثمرين الصغار الذين تقع غالبيتهم ضمن فئة الـ12% ممن يحتفظون بأرصدتهم في منصات تداول العملات الرقمية المركزية.
ويثير ذلك قلقا نظرا لتزايد الضغوط التضخمية وبيانات اقتصادية أمريكية سلبية تنذر بركود محتمل.
يبقى السؤال الأبرز حول تعريف "حيتان" البيتكوين وفقا لتصنيف المحلل ويلي وو. خاصة وأن بيانات منصة "Bitinfocharts" تشير إلى أن 65% من إجمالي العملات الرقمية بحوزة أصحاب حيازات تقل عن 0.1 BTC. مما يضعهم تحت تصنيف المستثمرين الصغار وفقا لنفس الرؤية.
جميع الأنظار على خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمواجهة التحديات الاقتصادية. يتوقع المراقبون أن تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول بشأن تحديث أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
وهي خطوة ستنعكس آثارها بقوة على مسار الاقتصاد الأمريكي في ظل تحديات التضخم وتباطؤ النمو.
في كل الأحوال، سواء تحقق هذا السيناريو أم لاـ، أم يبقى أنه من الآمن أن يحفظ المستثمر على الأقل بجزء من حيازاته تحت وصايته الخاصة. في إطار خطة شاملة لإدارة مخاطر الاستثمار في سوق العملات الرقمية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.