خلال مشاركته في مؤتمر TOKEN2049 في دبي الأسبوع الماضي، أطلق روبي ميتشنك، رئيس قسم الأصول الرقمية في بلاكروك، واحدة من أكثر العبارات إثارة في أوساط التمويل المؤسسي: "قد يصبح قريبًا عدم امتلاك بيتكوين أكثر خطورة من امتلاكه".
هذا التصريح لا يعكس مجرد رأي شخصي، بل يلخص توجّهًا جديدًا يلوح في الأفق داخل كبرى المؤسسات المالية العالمية تجاه أكبر عملة رقمية في السوق.
بيتكوين يبتعد عن أسهم التكنولوجيا… وهذه نقطة التحول
لطالما كانت تحركات بيتكوين مرتبطة بأسهم شركات التكنولوجيا، ما جعل الكثير من المستثمرين يرونها كأصل مضارب وليس ملاذًا آمنا. لكن ميتشنك أوضح أن هذا الارتباط بدأ يتلاشى شيئًا فشيئًا، واصفًا ذلك بـ"التحول الحاسم" الذي من شأنه أن يغير نظرة المؤسسات لبيتكوين.
وقال: "إذا تصرفت بيتكوين كأنها سهم تكنولوجي، فلن تكون مغرية كثيرًا للمؤسسات. لكن إذا أثبتت أنها تتحرك بشكل مستقل، بل وحتى عكسي، خلال أزمات السوق، فستتحول حينها إلى أصل مهم لأي محفظة استثمارية مؤسسية".
هذا التمايز في السلوك هو ما دفع العديد من المؤسسات — بحسب ميتشنك — للتواصل مع بلاكروك مؤخرًا، بحثًا عن معلومات موسعة حول بيتكوين، وما إذا كانت تصلح لتكون أصلًا صامدًا في وجه تقلبات الأسواق.
بلاكروك: بين ETF و"العملة غير القابلة للتدمير"
رؤية بلاكروك للأصول الرقمية لا تقتصر على الرهانات النظرية. فمنذ يناير 2024، أطلقت الشركة صندوق ETF خاص ببيتكوين تحت اسم iShares Bitcoin Trust (IBIT)، والذي استقطب حتى الآن أكثر من 57 مليار دولار، ليصبح الأضخم في مجاله عالميًا.
يعلّق إريك بالتشوناس، المحلل البارز في بلومبيرغ، قائلاً إن هذا الصندوق "غالبًا ما يُستخدم من طرف مؤسسات مالية ضخمة مباشرة، وهو ما يفسر حجمه المهول خلال فترة قصيرة".
وتتماشى هذه الرؤية مع تصريحات متكررة لرئيس الشركة، لاري فينك، الذي اعتبر بيتكوين بمثابة "الذهب الرقمي"، وقد يتفوّق مستقبلاً على الدولار، خاصة في ظل تفاقم ديون الولايات المتحدة الأمريكية.
هل نحن أمام نقطة تحوّل حقيقية في تبني بيتكوين؟
ربما أهم ما خلُص إليه ميتشنك في كلمته هو أن النقاش لم يعد حول مدى خطورة بيتكوين، بل حول مخاطر تجاهلها. ففي ظل انكشاف أسواق الأسهم على أزمات التضخم والديون والاضطرابات الجيوسياسية، قد يتحول بيتكوين إلى الأصل الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
في السنوات الأخيرة، كانت التساؤلات تتمحور حول: "هل من الآمن الدخول إلى بيتكوين؟"، أما اليوم، فالسؤال يتحول إلى: "هل من الحكمة أن تبقى خارجه؟".
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
