قال ماثيو سيغل، المدير التنفيذي لشركة "فان إيك VanEck " في لقاء على قناة CNBC، أن دول مجموعة بريكس قد تتجه نحو تبني استخدام البيتكوين كوسيلة للتجارة الدولية. ما قد يعيد تشكيل التوازن المالي العالمي.
مجموعة بريكس، التي تضم ثلاث دول عربية هي الإمارات والسعودية ومصر، أظهرت في الفترة الأخيرة رغبة كبيرة في التحرر من قيود النظام المالي التقليدي. وسط المخاوف المتصاعدة من سياسات الولايات المتحدة التي تستعمل هذا النظام لفرض العقوبات المالية.
سيغل أشار إلى احتمالية تراجع تصنيف الديون السيادية للولايات المتحدة من قِبل وكالة "موديز" (Moody’s) بعد الانتهاء من الانتخابات. وهو ما قد يشكل دافعًا كبيرًا لاعتماد البيتكوين. ووصف سيغل البيتكوين بأنه كائن متلون يصعب التنبؤ بما يرتبط به، مشيرًا إلى أنه "نظرًا لوجود 21 مليون بيتكوين فقط، فإنه يعتبر أصلًا غير أمريكي".
وقد وسعت مجموعة بريكس—التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا—مؤخرًا عضويتها لتشمل خمس دول جديدة: مصر، إثيوبيا، إيران، السعودية، والإمارات العربية المتحدة. هذا التوسيع يزيد من الناتج المحلي الإجمالي للمجموعة ليتجاوز نظيره في مجموعة الدول السبع الكبرى (G7).
وأضاف سيغل أن ثلاثة من الأعضاء الجدد—الأرجنتين، الإمارات، وإثيوبيا—يقومون بتعدين البيتكوين باستخدام الموارد الحكومية. وتظهر هذه الخطوات العاجلة من قِبل الدول الناشئة خارج الولايات المتحدة بحثًا عن طرق للالتفاف على السياسات المالية الأمريكية.
اقرأ أيضا : قمة بريكس 2024: الصين وروسيا وإيران تحث على استخدام العملات المشفرة في جهود إزالة الدولرة
روسيا في الطليعة تعدين البيتكوين
وفي هذا السياق، تتخذ روسيا خطوات ملموسة لدعم بنيتها التحتية لتعدين البيتكوين. وقد دخلت شركة "بت ريفر" (BitRiver)، وهي أكبر مشغل لمراكز البيانات في روسيا. في شراكة مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF) لإنشاء مرافق تعدين وحوسبة الذكاء الاصطناعي عبر دول بريكس. وأعلن عن هذه الشراكة خلال منتدى الأعمال لمجموعة بريكس في موسكو بتاريخ 18 أكتوبر 2024.
بدوره، أوضح إيغور روناتس، الرئيس التنفيذي لشركة بت ريفر، أن التركيز سيكون على إنشاء بنية تحتية تعتمد على التعدين. من خلال بناء مراكز البيانات وتوصيلها بمصادر الطاقة اللازمة لدعم مشاريع الذكاء الاصطناعي وتطويرها في البلاد.
وأشار سيغل إلى الخطوات الاستراتيجية التي تتخذها روسيا. حيث أعلن أن الصندوق السيادي الروسي سيستثمر في صندوق إقليمي. لبناء بنية تحتية لتعدين البيتكوين عبر دول بريكس بهدف تسوية التجارة الدولية باستخدام البيتكوين.
كما أوضح أن التحولات الجيوسياسية المستقبلية قد تؤدي إلى قبول أوسع للبيتكوين في التجارة الدولية،
قائلاً: "في يوم من الأيام، سواء بعد خمس أو عشر سنوات، سيموت بوتين، وسنبحث عن إعادة دمج هذه الدول في النظام العالمي، وسيكونون يتاجرون باستخدام البيتكوين—ماذا نحن فاعلون؟".
كيريل دميترييف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، شدد على أهمية السيادة التكنولوجية.
قائلًا: "إن تطوير القدرات الحوسبية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات يُعد أولوية لروسيا وشركاء تحالف بريكس.
إن الاستخدام المشترك للبنية التحتية عالية التقنية سيمكن الأعضاء من تقليل التكاليف والحد من الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية والسيطرة على البيانات الحساسة".
التوسيع ودور الدول العربية في مجموعة بريكس
الدول العربية في مجموعة بريكس، مثل مصر والسعودية والإمارات، تلعب دورًا حيويًا في هذا التوسع. الإمارات، على سبيل المثال، تتبنى تعدين البيتكوين باستخدام موارد حكومية. مما يعكس رغبتها في تعزيز دورها في الاقتصاد الرقمي العالمي وتجاوز القيود المفروضة على النظام المالي التقليدي.
اقرأ أيضا : الإمارات العربية المتحدة تعزز الابتكار من خلال الدرهم الرقمي | تقرير
كما أن انضمام مصر والسعودية إلى المجموعة يعزز من قدرتها على المشاركة في تحولات التجارة العالمية. حيث تسعى هذه الدول إلى تبني الابتكارات التكنولوجية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتقليل الاعتماد على العملات التقليدية.
تسعى الإمارات إلى تطوير "الدرهم الرقمي" كجزء من جهودها لتعزيز النظام المالي الرقمي والتكامل مع الأنظمة المالية العالمية. كما يعمل البنك المركزي السعودي على تجربة "الريال الرقمي" لتعزيز الابتكار وتوفير نظام مالي رقمي موثوق يسهم في الاستقرار المالي وتسهيل التحويلات الرقمية.
هذه الجهود تمثل توجهًا نحو تبني التكنولوجيا المالية الحديثة في المنطقة. كما أن انضمام مصر والسعودية إلى المجموعة يعزز من قدرتها على المشاركة في تحولات التجارة العالمية. حيث تسعى هذه الدول إلى تبني الابتكارات التكنولوجية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتقليل الاعتماد على العملات التقليدية.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.