وسط ارتفاع الأسعار واقتراب بيتكوين BTC من مستوياتها التاريخية، يشير مؤشر الخوف والطمع إلى حالة نفسية ساخنة في الأسواق، تنذر إما بانفجار جديد في الاتجاه الصاعد أو بانعكاس مفاجئ قد يُربك المتداولين.
قراءة في المزاج العام: الجشع يتعاظم
يُعتبر مؤشر الخوف والطمع أداة تحليلية تتابع الحالة النفسية السائدة بين المستثمرين في سوق العملات الرقمية، خاصة بيتكوين.
ويُبنى هذا المؤشر على مقياس عددي من 0 إلى 100، حيث تعني القيم دون 47 وجود "خوف"، وما فوق 53 تعكس "جشعًا"، فيما تُمثّل القيم بينهما وضعًا متوازنًا.
وبحسب بيانات منصة Alternative المتخصصة في تحليل معنويات السوق، بلغ المؤشر قيمة 74. وهي قريبة للغاية من منطقة الجشع المفرط التي تبدأ عند النقطة 75، وتُشير إلى حالة من النشوة المفرطة لدى المتداولين.
ومثلما توجد منطقة للخوف الشديد تحت المستوى 25، تُعدّ هذه المرحلة الحسّاسة من أبرز المؤشرات التي كثيرًا ما سبقت الانعكاسات الكبرى في مسار السوق.
تاريخيًا، تشكّل مناطق الطرفين في هذا المؤشر – سواء الجشع الشديد أو الخوف العميق – إشارات إنذار للمراقبين. فإذا ما اشتد الجشع، غابت الحيطة، ودخل المستثمرون الجدد في السوق بدافع الطمع لا التبصّر. مما يرفع وتيرة التقلبات ويزيد من هشاشة المسار الصاعد.
اقرأ و تعلم : ما هو مؤشر الخوف والطمع في عالم العملات الرقمية؟ وكيف يتحكم في السوق؟
ما الذي يعنيه هذا الرقم؟
الوصول إلى هذا المستوى المرتفع من "الجشع" يعكس تسارعًا في رغبة المتداولين في اقتناص الأرباح. وقد يُعبّر عن مرحلة تُعرف تاريخيًا بأنها ما قبل الانفجار أو الانهيار
. ورغم أن المؤشر لم يدخل بعد منطقة "الجشع المفرط"، فإن بقاؤه عند هذا الحد لثلاثة أيام متتالية يفتح باب التساؤلات حول مدى قدرة السوق على الصمود دون تصحيح حاد.
فكلما اندفع المؤشر داخل هذه المنطقة، زادت احتمالات التراجع المفاجئ في الأسعار، نتيجة ما يُعرف بـ"تخمة التفاؤل" التي تُضعف الحذر وتُغري بدخول متأخرين إلى السوق، مما يضاعف حجم المخاطرة.
اقرأ أكثر: هل يستمر صعود بيتكوين في الربع الثاني من 2025 وتشكل قمة جديدة؟
تباعد بيتكوين عن الذهب: فك الارتباط؟
في تطور آخر، سجّلت علاقة الارتباط بين بيتكوين والذهب تراجعًا لافتًا، حيث وصلت نسبة الترابط بينهما خلال الثلاثين يومًا الماضية إلى -0.54. وهو أدنى مستوى منذ شهر فبراير الماضي، وفقًا لبيانات نشرها فريق Glassnode على تويتر.
هذا الرقم هو الأدنى منذ شهر فبراير، ويشير إلى أن بيتكوين تسلك طريقًا مختلفًا تمامًا عن الذهب، الذي يُنظر إليه تقليديًا كأصل ملاذ.
هذا التباين قد يعكس تحوّلًا في نظرة المستثمرين، حيث باتت بيتكوين تُعامل بوصفها أصلًا للمضاربة أكثر من كونها ملاذًا آمنًا. ما يضاعف من حساسيتها تجاه المؤشرات النفسية وتقلبات السوق.
خلاصة: بين زخم الصعود وإشارات التحذير
مع اقتراب بيتكوين من أعلى مستوياتها التاريخية، و بقاء مؤشر الخوف والطمع قرب منطقة الجشع المفرط. وسط تباعد المسار عن الذهب، يرسم مشهدًا متوتّرًا يستوجب الحذر وعدم الانجرار وراء الحماس المفرط.
فبينما يحمل الصعود إشارات قوة، قد يكون الجشع المتصاعد هو أول نذير على قرب نقطة الانعكاس.
والمتداول الحصيف هو من يُدرك أن الأسواق لا تصعد إلى الأبد، وأن التوازن بين الطمع والتعقّل هو السبيل الوحيد لتفادي العواصف المقبلة.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
