في ظل الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة التي تعصف بالأسواق العالمية، تواجه أسواق العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، ضغوطًا متزايدة دفعتها نحو الهبوط الحاد، حيث انخفضت قيمة العملة الرقمية الأبرز إلى مستوى 76,500 دولار.
ويرى خبراء أن هذا التراجع ليس مجرد تزامن عابر، بل نتيجة ترابط وثيق بين السوقين في ظل تصاعد حالة الغموض الاقتصادي، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة. ويُرجّح أن هذا التفاعل المشترك قد يطيل أمد تعافي العملات المشفرة.
الترابط بين العملات الرقمية والأسهم الأمريكية يعيق التعافي
يرى الخبير في أسواق العملات الرقمية بوراك كسميتشي (Burak Kesmeci) أن من غير المرجح أن تستعيد العملات الرقمية عافيتها قبل أن يشهد سوق الأسهم الأمريكية انتعاشًا ملموسًا.
في تغريدة على تويتر أوضح كسميتشي أن هذا الاستنتاج يستند إلى علاقة ارتباط قوية تجمع بين العملات المشفرة، وخاصة البيتكوين والإيثيريوم، ومؤشرات الأسهم الأمريكية.
وكشف كسميتشي أن معامل الارتباط بين البيتكوين ومؤشر S&P 500 بلغ 0.85، بينما وصل إلى 0.95 بالنسبة للإيثيريوم، ما يدل على وجود علاقة شبه مباشرة في حركة الأسعار.

كما ترتبط العملات الرقمية بشكل كبير بمؤشرات أخرى مثل مؤشر داو جونز الصناعي (DJI) ومؤشر راسل 2000، ما يعكس التوجه العام للمستثمرين في اعتبار العملات المشفرة شبيهة بالأسهم من حيث استجابتها للمتغيرات الاقتصادية.
تأثير السياسات الأمريكية وتصاعد مؤشر الخوف
يشير كسميتشي إلى أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة بشأن فرض الرسوم الجمركية كانت أحد أبرز العوامل التي ضغطت على أسواق الأسهم، وامتد تأثيرها لاحقًا إلى سوق العملات الرقمية.
ففي كل مرة يُعلن فيها عن حزمة جديدة من الرسوم، تشهد الأسواق عمليات بيع مكثفة، تتضرر منها الأصول الرقمية بنفس القدر الذي تتأثر به الأسهم.
وعلى النقيض، يبرز الذهب كأصل ملاذ في أوقات الأزمات، حيث ارتفعت قيمته بشكل ملحوظ مؤخرًا، ما يوضح الفارق في نظرة المستثمرين لهذه الأصول مقارنة بالعملات المشفرة.
ويعزز هذا الاتجاه مؤشر "VIX" المعروف بمؤشر الخوف، والذي يظهر ارتباطاً عكسياً حاداً مع البيتكوين، فكلما ارتفع المؤشر، تراجعت قيمة العملة الرقمية.
مؤشرات فنية تشير إلى استمرار التراجع

بحسب كيسميتشي، فإن مؤشري "داو جونز الصناعي" و"ستاندرد آند بورز 500" يتداولان حالياً دون المتوسط المتحرك البسيط لـ200 يوم، وهو مستوى يُستخدم غالباً لتحديد اتجاه السوق على المدى الطويل.
ويعتبر هذا الانخفاض، الأول منذ أكتوبر 2023، إشارة إلى ضعف عام في السوق، ما يعني أن التعافي المرجو للعملات المشفرة قد يتأجل حتى تعود هذه المؤشرات إلى ما فوق هذا المتوسط الفني.
ويختم المحلل بالقول إن أي بوادر انتعاش حقيقية في سوق العملات الرقمية مرهونة أولاً بتحسن أداء أسواق الأسهم التقليدي، وهو ما يجعل من السابق لأوانه توقع موجة صعود جديدة للعملات المشفرة في الوقت الراهن.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.
