هوت أسواق العملات الرقمية بشكلٍ حادٍ، مُسجلةً عمليات تصفية بأكثر من 1.7 مليار دولار. تأثرت عملات رئيسية مثل إيثيريوم وسولانا بانخفاضات كبيرة، وسط مخاوف بشأن الرافعة المالية وتأثير الحوسبة الكمّية على أمن العملات المشفرة . لكن، هل يُمثّل هذا الانهيار فرصةً ذهبيةً للشراء؟ يُشير محللون إلى أن هذه التراجعات قد تخلق بيئةً مُستقرةً للنمو على المدى الطويل، فهل نشهد عودةً قويةً للصعود؟
تأثرت العملات الرقمية البديلة، مثل إيثيريوم (ETH)، و سولانا (SOL)، و ريبل XRP ، و دوجكوين (DOGE)، بانخفاضات كبيرة تراوحت بين 6% إلى 12% في يوم واحد، ما أدى إلى عمليات بيع واسعة. هذا الانخفاض السريع هو الأسرع و الأكبر منذ شهر أكتوبر الماضي. حيث قام المتداولون بإعادة تقييم مراكزهم بحثًا عن فرص شراء جديدة عند الانخفاض.
بيانات Coinglass أظهرت أن حجم التصفية بلغ 1.73 مليار دولار في 24 ساعة. منها 1.55 مليار دولار ناجمة عن تصفية صفقات عقود الشراء و185 مليون دولار من تصفية صفقات بيع قصيرة.
وتأثرت نحو 583,647 صفقة للمتداولين عبر مختلف المنصات. أكبر عملية تصفية سجلت على منصة بينانس في زوج ETH/USDT، حيث بلغت قيمتها 19.69 مليون دولار.
الرافعة المالية و مخاوف الحوسبة الكمية
هذا التصحيح الحاد كانت متوقعا من طرف الكثير من المحللين و المتداولين. بسبب تشبّع السوق بمستويات قياسية و غير مسبوقة من عقود مشتقات العملات الرقمية المفتوحة بالرافعة المالية.
كما جاء في تقرير سابق من BeInCrytpo العربية، الذي أشار إلى بلوغ أحجام الفائدة المفتوحة في سوق العملات الرقمية مستويات قياسية تجاوزت 84 مليار دولار. في حين أنها لم تتخطى حاجز 18 مليار دولار في موجة الصعود لعام 2021 . عندما بلغ سعر البيتكوين قمته التاريخية عند 69 ألف دولار بحسب بيانات cryptoquant..
هذا الوضع زاد من هشاشة السوق، حيث أدت أي تحركات سعرية سلبية إلى تصفيات ضخمة، مما فاقم من حدة الانخفاضات.
في نوفمبر 2024، تجاوز حجم التداول في أسواق العملات الرقمية 10 تريليونات دولار للمرة الأولى، مما يعكس زيادة كبيرة في نشاط التداول.
هذا الارتفاع في حجم التداول، خاصة في المشتقات، أدى إلى زيادة الرافعة المالية في السوق، مما جعلها أكثر عرضة للتقلبات الحادة.
اقرأ أكثر: تحذيرات من انهيار مفاجئ في سوق العملات الرقمية: فرصة للشراء أم خطر يجب الحذر منه؟
رغم عدم وجود أسباب واضحة و راء تفعيل دوامة السقوط و تصفية العقود. إلا أن أنباء اختبارات Google لشريحة Willow مخاوف بشأن خصوصية العملات الرقمية وأمانها، قد تكون السبب وراء ذلك.
يُذكر أن الحوسبة الكميّة تُعد تهديدًا محتملاً لأنظمة التشفير الحالية المستخدمة في العملات المشفرة .
الحوسبة الكمية (Quantum Computing) تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم، وتتميز بقدرتها الفائقة على معالجة البيانات مقارنة بالحواسيب التقليدية. مما يجعلها تهديدًا لأنظمة التشفير الحالية المستخدمة في العملات الرقمية.
إذا تمكنت من تشغيل خوارزميات متقدمة مثل خوارزمية شور (Shor's Algorithm)، فقد تصبح المفاتيح الخاصة والمحافظ الرقمية عرضة للاختراق. مما يستوجب تطوير أنظمة تشفير مقاومة للحوسبة الكمية (Quantum-Resistant Cryptography) لحماية أمان المعاملات الرقمية.
هل نشهد تصحيح أعمق أم هي فرصة للشراء العملات الرقمية
يرى المحللون أن موجة البيع الحالية قد تمهد الطريق لفرص شراء من القيعان السعرية الجديدة. خاصة و أن العملات المشفرة التي حققت مكاسب قوية خلال الأشهر الأخيرة تعرضت لأشد الخسائر.
المحلل Michael van de Poppe، يرى أن مثل هذه الانهيارات السريعة توفر سيولة كبيرة وتخلق بيئة متوازنة تسهل العودة السريعة للسوق إلى الاستقرار.
أما محلل العملات الرقمية IncomeSharks يعتقد أن التراجع الحالي يمثل تطورًا إيجابيًا طويل الأمد لسوق العملات البديلة.
وأشار إلى أن هذا التصحيح ساعد في إزالة المستثمرين الجدد من السوق. مما أدى إلى الحفاظ على مستويات دعم قوية تعرف بـ"السوبر ترند Supertrend "، والتي تعد مؤشرًا إيجابيًا لاستقرار السوق.
من جهته أشارت شركة التحليلاتRekt Capital إلى أن سوق العملات الرقمية البديلة واجه مقاومة قويًا عند مستوى عند القيمة السوقية القياسية 425 مليار دولار.
ومع ذلك، أضاف أن شدة التصحيح قد تكون أقل حدة مما كان متوقعًا، مما يشير إلى إمكانية عودة الصعود و اختراق لهذا المستوى في المستقبل القريب.
إخلاء مسؤولية
جميع المعلومات المنشورة على موقعنا الإلكتروني تم عرضها على أساس حسن النية ولأغراض المعلومات العامة فقط. لذا، فأي إجراء أو تصرف أو قرار يقوم به القارئ وفقاً لهذه المعلومات يتحمل مسؤوليته وتوابعه بشكل فردي حصراً ولا يتحمل الموقع أية مسؤولية قانونية عن هذه القرارات.